7وادث لذة الشيطان موجز نيوز

الجمعة 14 أكتوبر 2016 12:04 مساءً أشاح «كريم» بعينيه بعيداً عن ذلك المشهد الذى استفز خجله وهو يجلس بجوار ابن عمه يشاهدان الفيلم سوياً، ففطن «عصام» لخجله فمال نحوه غامزاً بعينه وقال فى لهجة ذات مغزى:

- ماذا بك يا «كريم» ألن تكف عن خجلك هذا.. إنك فى الحادية عشرة من عمرك أى لم تعد صغيراً ولابد أن تعرف كل شىء.

قطب «كريم» ما بين حاجبيه فى غضب لم يخل من حرج

وقال وهو يهرب بنظره من محيط عينى «عصام» الثاقبتين:

- أنا لا أريد أن أعرف شيئاً.. و....

قاطعه ميل ابن عمه أكثر نحوه وذراعه التى أحاطت بخصر الصغير فى لمسة مريبة انتفض لها جسد «كريم» بعنف وأسرع يتخلص من ذراع ابن عمه الشاب ويعدو متجهًا نحو غرفته ويغلق بابها خلفه وسط ضحكات «عصام» الساخرة.

قبع الطفل فى حجرته بينما لم تغادره انتفاضة جسده وأخذ يردد:

- لماذا لا تكف عن أسلوبك هذا معى يا «عصام».. والله إن لم تكف لأخبر أبى بكل شىء.

وكأنما كلماته تلك اخترقت سمع «عصام»، فقد اتسعت ابتسامته الساخرة وهو يغمغم:

- يعجبنى خجلك الذى يشبه خجل الفتيات يا صغيرى.. وهو ما يجعلنى أتمسك بك أكثر...

صمت قليلاً وهو يبحلق إلى تلك القبلة الطويلة التى يتبادلها بطلا الفيلم، حتى كاد لعابه يسيل وهو يتمتم:

- لن أتركك حتى تروى عطشى أيها الخجول.

<<< 

- أين ذهبت يا «كريم».. أين أنت يا ابنى؟

صرخت بها امرأة ثلاثينية أغرقت وجهها الدموع وابتلع شبابها القهر والحزن، فما عادت عبارات زوجها المواسية تجدى شيئًا معها، فهز رأسه فى يأس وأطرق قائلاً:

- ثلاثة أيام ونحن نبحث عنه.. لم نترك شبراً واحداً لم نسأل عنه فيه.. حتى الشرطة وكأنهم يبحثون عن إبرة فى كومة من القش.

زادتها كلماته عويلاً فراحت تردد:

- ابنى.. أين ذهب.. حتى «عصام» الذى لا يكاد يفترق عنه لم يره فى ذلك اليوم.. أين ذهبت يا صغيرى.

<<< 

- إلى أين تأخذنى يا «عصام».. لقد ابتعدنا عن البيت كثيراً.

قالها «كريم» فى قلق وهو يجلس بجوار ابن عمه الذى يقود ذلك التوك توك، وترتسم على جانب شفتيه ابتسامة ساخرة حاول إخفاءها وهو يجيب:

- سوف أعلمك كيف تقود التوك توك يا «كريم» فأنت لم تعد صغيراً ولابد أن تتعلم القيادة.

شىء ما فى لهجته أشعره بالقلق، فأجفل فى خوف ولا يدرى لماذا قفزت إلى عينيه تلك المشاهد التى كان «عصام» يحاول فيها أن يلمس جسده لمسات مريبة، فارتعد جسده وأسرع يمسك بمقود التوك توك وهو يصيح:

- أنا لا أريد أن أتعلم شيئاً.. أعدنى إلى البيت.. أعدنى.

قالها ويداه تزدادان تشبثاً بالمقود، حتى إن «عصام» كاد يصطدم بالرصيف، فصرخ فيه:

- أيها المجنون سوف تقتلنا بتصرفك هذا.

أجبره صراخه على أن يبعد يديه ويعتدل فى جلسته وقد ازداد جسده ارتعاشاً، فلم يلبث أن قال «عصام» وهو ينحرف بالتوك توك نحو إحدى العمارات المهجورة:

- لقد وصلنا.

قالها وهو يتوقف بالتوك توك وقد امتلأت عينا «كريم» رعباً فسأل بصوت مرتعش:

- أين نحن؟.. ما هذا المكان؟

جذبه بعنف ليجبره على مغادرة التوك توك بينما عاد الطفل يتشبث بالمقود صارخاً:

- لا.. لن أدخل معك.. ماذا تريد منى.. ماذا تريد؟!

زاد من جذبه وهو يقول بصوت كالفحيح:

- أنت تعرف جيداً ماذا أريد منك؟

تحول رعب الطفل إلى نحيب وصراخ وهو يتوسل إليه أن يتركه بينما تملك «عصام» شيطانة ولم يرحم ضعف الصغير وبراءته، فحمله حملاً بين يديه و...ودلف إلى بدروم تلك العمارة المهجورة..

<<< 

وقف «عصام» وقد تملكه الإرهاق وأخذ يزفر فى تعب بينما «كريم» ملقى على وجهه وقد تجرد من ملابسه تماماً ولا يكاد يستطيع فتح عينيه ولم يكف جسده عن الارتعاد، فأطلق «عصام» ضحكة عابثة وقال فى زهو:

- لقد فعلتها يا طفلى.. واستطعت أن تروى عطشى.

قالها وانطلق فى ضحكاته الماجنة ثم كف فجأة عن الضحك ونظر إلى الجسد الصغير الذى لا تصدر منه حركة واحدة، وتمتم فى خفوت:

- ماذا أفعل بك.. سوف تفضحنى حتماً.

التفت حوله فى حيرة، ثم أسرع يرتدى ملابسه ويغادر المكان متجهًا نحو التوك توك، التقط منه حبلاً أغرقت أجزاءه الزيوت، وعاد حيث «كريم».

انحنى نحوه.. هزه بعنف.. لم يستجب الطفل لهزاته.. فقط عيناه مفتوحتان نصف فتحة بينما غزا الإعياء كل خلية به فلم يقو على الحركة.

فأحاطت أصابعه عنقه، وأخذ يعتصره وهو يقول:

- الحل الوحيد هو أن تموت.. تموت.

<<< 

وقف رجال الشرطة مصدومين أمام ذلك المشهد المروع أمامهم وقد تدلى جسد الصغير من حبل معلق برقبته ومربوط بحافة الباب العلوية بذلك البدروم المهجور، وأخذ الجسد فى التحلل والتعفن.

صرخة مدوية لم يستطع أبو الطفل خنقها بصدره، أجاب بها عن سؤالهم له هل تلك جثة ابنك؟

- انتحر.

قالها أحد الضباط فى استنكار فالتفت إليه أبو الطفل فى حدة صارخاً:

- مستحيل.. ليس هناك سبب يجعله ينتحر.

عبارته جعلت أحد ضباط المباحث يقترب إلى حيث الحبل المتدلى بجثة الطفل ويمعن النظر قليلاً ثم يشير إلى أحدهم سائلاً:

- هذا الزيت الذى يملأ الحبل.. ما نوعه؟

يقترب الآخر من الحبل قليلاً وهو يضع على وجهه تلك الكمامة قائلاً:

- أغلب الظن أنه ذلك النوع من الزيوت التى تستخدم فى التكاتك.

التفت الضابط إلى والد «كريم» سائلاً:

- هل يوجد من أصحاب ابنك سائق توك توك؟

نزعه سؤاله من حزنه، فانتفض جسده عندما أدرك الأمر، وأجاب شارداً:

- نعم.. ابن أخى وهو صديقه ولا يفارقه.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى #اليوم السابع - #حوادث - رئيس حقوق الإنسان: الرئيس السيسى حريص على استمرار دعم القضية الفلسطينية