7وادث طبيبان يتعاركان داخل غرفة العملية موجز نيوز

«تعالى العملية بعد قليل»... هكذا نادت الممرضة على أحد المرضى داخل المستشفى وكعادة أهل الريف التف الأهل والأقارب حول المريض وساروا معه فى الطرقة حتى دخل إلى غرفة العمليات التى تم إغلاقها على الفور وجلس أقارب المريض أحدهم يدعى له وآخر يقرأ القرآن حتى يتم الله شفاءه، بينما جلس الباقون فى صمت ينتظرون خروج المريض بعد انتهاء العملية الجراحية.

كان المشهد أمام غرفة العمليات يختلف تماماً عما يدور بداخلها حيث تم تجهيز المريض فور دخوله وتم تعقيم الغرفة وجميع الأجهزة الطبية استعداداً لبدء العملية التى هى عبارة عن جراحة استكشافية.

وألقى المريض بجسده النحيل على سرير العمليات وراح فى حالة من التخدير عقب حقنة البنج حيث تم فتح البطن فى وجود الطبيب إخصائى الجراحة وزميله نائب جراحة وأوعية دموية وبدلا من قيامهما باستكمال العملية الجراحية تركا المريض ينزف ودخلا فى مشادة بدأت مناقشة حادة بينهما تحولت إلى تبادل السباب بينهما وسط حالة من الذهول انتابت طاقم التمريض ولم ينتبه الطبيبان إلى المريض الذى ينزف الدماء وينهيان تلك المأساة تصاعدت حدة المشاجرة إلى تبادل اللكمات، وقام إخصائى الجراحة بتناول مشرط الجراحة ووجه طعنة لزميله نائب جراحة الأوعية الدموية وأصابه بجرح طعنى نافذ فى فخده اليسرى، والذى سقط وسط بركة من الدماء.

وفى تلك اللحظة أطلقت الممرضات صرخات متلاحقة اهتزت لها جنبات المستشفى فى الوقت الذى اعتقد أهالى المريض أنه توفى، وأن صراخ الممرضات ما هو إلا نتيجة لذلك وعلى الفور اقتحموا غرفة العمليات وهالهم المشهد حيث وجدوا الأجهزة الطبية متناثرة فى غرفة العمليات و المريض ملقى على سرير العمليات ومفتوح البطن ولا يزال تحت تأثير البنج بينما الطبيب نائب الجراحة مُلقى على الأرض ينزف الدماء بغزارة من فخده اليسرى، بينما إخصائى الجراحة ممسكاً بالمشرط فى يده والممرضات فى حالة بكاء شديد.

وعلى الفور قام أمن المستشفى بالسيطرة على الأحداث وإخراج أهالى المريض من غرفة العمليات وكذلك إخراج الطبيبين، وفى لحظات استبدلتهما إدارة المستشفى بآخرين لاستكمال العملية الجراحية للمريض، والذى كان قاب قوسين أو أدنى من الموت.

أحيل الطبيبان إلى النيابة الإدارية حيث أمر المستشار على رزق رئيس هيئة النيابة الإدارية بإحالتهما إلى المحكمة التأديبية، ولكن هل هذا يكفى لعقابهما على هذا الجرم الذى لا يغتفر.. كيف تحول الطبيبان إلى جزارين داخل غرفة العمليات تركا المريض مفتوح البطن بين الحياة والموت وتبادلا اللكمات وتمزيق أجسادهما بمشارط العمليات، وماذا سيكون العقاب التأديبى؟.. وماذا لو مات المريض أسئلة كثيرة تجول بالخاطر ليس لها إجابات.