يصر بعض الآباء على تزويج بناتهم، والارتباط بأشخاص لا يحبوهم، بغرض مصلحة دنيوية أو لأمور أخرى كالعادات والتقاليد، لتدفع فى النهاية الفتاه ثمن ذلك وخاصة عندما تجد نفسها غير قادرة على التعايش مع زوج تفتقد معه كل معانى الحب والاستقرار. من داخل محكمة أسرة مدينة نصر تقدمت «سارة» صاحبة الــ25 عاماً بدعوى خلع ضد زوجها بعد مرور 5 أشهر فقط على زواجهما، مبررة ذلك أنها أرغمت على الزواج منه، بناء على رغبة والدها، وأنها لم تستطع البقاء معه أكثر من ذلك لأنه سيئ السلوك كل همه إرضاء نزواته وشهواته فقط، وطلبت منه الطلاق، ولكنه رفض، مما دفعها للاستعانة بمحكمة الأسرة للتخلص منه.
سردت سارة معاناتها قائلة: «أنا من عائلة متوسطة الحال.. فوجئت فى أحد الأيام بوالدى يخبرنى بأن هناك شخصاً غنياً من عائلة مرموقة قد تقدم لخطبتى..تلك الكلمات التى وقعت على مسامعى كالصاعقة، وأخبرت والدى أننى لا أرغب فى الزواج بالوقت الحالى، وخاصة أننى ما زلت صغيرة فى العمر، وأريد استكمال دراستى»، وأشارت إلى أن والدها قام بتوبيخها وضربها قائلاً لها: «أنا أدرى بمصلحتك.. هتتجوزى العريس إلى أنا جبتهولك غصب عنك»، لجأت إلى أمى حتى تساعدنى وتنقذنى، وأخبرتها أنى أحب ومتعلقة بشخص آخر، ولا أريد غيره، على أمل أنها تتفهم الموقف، ولكن والدتها هى الأخرى أيدت رغبة أبوها مرددة «دا عريس غنى ولقطة.. هيأمن لكى مستقبلك.. اتجوزيه أحسن ما تعنسى».
لم تجد الفتاه أمامها سوى الاتصال بحبيبها وأخبرته بما حدث، فغضب وطالب منها عدم الموافقة واعداً إياها بأنه سوف يتقدم لخطبتها فى القريب العاجل، اقتنعت الفتاه بهذه الكلمات، وراحت على أثرها تحاول إقناع أهلها بأنها غير موافقة على هذه الزيجة وتماطلهم، حتى تقدم حبيبها لخطبتها، ولكن أهلها رفضوا بحجة أنه فقير.
حزنت سارة لقرار أهالها، ودخلت فى حالة نفسية قاسية، ولم يتوقف الأهل عن رغبتهم بل ظلوا يضغطون عليها، حتى قبلت الارتباط بزوجها صاحب الحسب والنسب وفقاً لرؤيتهم، وسرعان ما تمت مراسم الزفاف، لتجد نفسها فى بيت الزوجية بعدما أجبرت على الزواج من شخص لم تحبه بدافع الفقر والعوز، وهى لا تملك من أمرها شيئاً إلا الانصياع لرغبة الأب، تاركين لها البؤس وخيبة الأمل، على حسب قولها.
تصرخ سارة أمام القاضى: «حاولت كثيراً الضغط على نفسى حتى أتعايش مع زوجى المجبرة عليه.. ولكنى لم أستطع استكمال حياتى مع رجل أكرهه، وأكره إقامة علاقة زوجية معه.. ما شعرت به خلال فترة زوجنا التى لم تتعد الــ5 أشهر افتقدت كل معانى الحب والاستقرار.. مش عاوزة منه أى حاجة غير أنه ينفصل عنى». وأوضحت أن هناك استحالة فى العشرة بينها وبين زوجها لعدم حبها له، وإجبارها على الزواج منه.
وتابعت: «الكل يعلم أن الزواج هو عبارة عن عقد رسمى بين رجل وامرأة وبشكل علنى أمام الله والناس بحيث يغذى هذا الزواج بالحب والرحمة والمودة ويعيشان تحت سقف واحد يسود التعاون والاحترام فيما بينهما، ويكلل هذا الزواج بإنجاب الأطفال، وأنا كأى فتاة تحلم بزوج تحبه ويحبها ويوفر لها الراحة والسعادة، كى يكون بنيان هذه الأسرة سليماً وقوياً ولا تهزه رياح الحياة ومشاكلها، ولكنى مع الأسف لم أجد أى شيء من ذلك مع هذا الزوج.. فبمجرد زواجى منه شعرت بحجم الغلطة التى قمت بارتكابها فى حق نفسى.. لم أشعر معه سوى بحالة اغتصاب أتعرض لها منه بشكل يومى مجبرة، بسبب رفضى معاشرته، وعندما أخبرته بأنى أكرهه، وأحب رجلاً آخر، تعدى على بالضرب المبرح أكثر من مرة، وقام بحبسى فى المنزل، ورفض أن يطلقنى»، ولذلك قررت خلعه.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري
