اخبار مصر سياسة «بفناتيوس» يشعل الحرب المقدسة داخل الكنيسة

اخبار مصر سياسة «بفناتيوس» يشعل الحرب المقدسة داخل الكنيسة
اخبار مصر سياسة «بفناتيوس» يشعل الحرب المقدسة داخل الكنيسة
حرب شعواء بدأت رحاها على الساحة القبطية خلال الآونة الأخيرة، بعد إلقاء قنبلة موقوتة بشأن أحقية المرأة فى التناول وهى حائض أو أثناء النفاث، وأحقية الرجل فى التناول وقد سبق له حالة الاحتلام، وهي أزمة عالقه تشتعل نارها تحت الهشيم، وتتطاير شرائرها ما بين عامٍ وآخر دون نهاية.

وقد كشف «جورنال مصر» فى أعداد سابقة، أن الأنبا بفناتيوس مطران الكنيسة الأرثوذكسية بسمالوط أعد كتابًا يجيز خلاله أحقية المرأة المسيحية فى التناول (الجسد والدم ) وفقا للمعتقد المسيحي خلال صلوات القداسات، وطرح الكتاب على طاولة مجمع أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية المنعقد فى مارس الماضي بالمقر الباباوي فى دير الأنبا بيشوي بالإسكندرية.
ورغم مرور اجتماع المجمع دون ضجيج هاجت الدنيا وماجت خلال الأيام الماضية وتراشق البعض الاتهامات بـ«الهرطقات والتعليم الخاطئ للدين»، تزايد لهيب الأزمة ووصل إلى حد مطالبات البعض بمحاكمة كنسية للأنبا بفناتيوس مطران سمالوط على خلفية الكتاب.
وتتجلى الصورة بوضوح بعدما تصدر الصورة عددٌ من الشخصيات العلمانية أو الباحثين المحسوبين على أساقفة داخل الكنيسة، وكان لأسقف سمالوط صدام سابق مع الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ والبراري خلال عهد البابا المتوفى شنودة الثالث، وعلى أثره تجنب الأول حضور اجتماعات المجمع مدة طويلة بعدما طاح فى عدد من كتبه وانتقد سكرتير المجمع حينها – بيشوي بعدة أمور.

يبدو أن الثأر القديم لم يمت بعد، ولازالت تحمل النفوس ركام الخلافات بين هذا وذاك، ولذلك اشتعلت حرب فيسبوكيه شعواء ضد مؤلف كتاب «المرأة فى المسيحية.. قضايا مثيرة للجدل»، وتعالت أصوات المطالبين بمحاسبته، والتى قد تصل لتجريده من الدرجة الكهنوتية أو استبعاده، رغم أنه لم تمضِ شهور قليلة على حصوله على درجة مطران للكنيسة بسمالوط.

لم يقف الأمر عند حد تراشق التواصل الاجتماعى ما بين المعارضين لفكرة تناول المرأة الحائض والمؤيدين لها، ووصل للأساقفة أنفسهم، فقد أصدر الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة مذكرة توضيحية تجرم وتحرم تناول الحائض أو من يخرج من جسده إفرازات كالرجال فى الاحتلام وما شابهه، وتوعد بأنه سيصدر كتابًا يرد فيه على التعاليم الخاطئة التى يحاول البعض تصديرها – بحسب قوله.
وقال أسقف مغاغة والعدوة، إن هناك من يدعي أن دخول الكنيسة والتناول من الأسرار المقدسة للمرأة الحائض، أو الوالدة وهى شريعة يهودية من العهد القديم ولا يجوز التمسك بها في العهد الجديد، متهمًا هؤلاء بأنهم أغفلوا ما جاء باليتورجيات وقوانين الكنيسة وتعاليم آباء الكنيسة الجماعة والعقيدة المستقيمة.
وسرد أقوالا للآباء وما جاء على لسان وبكتب البابا شنودة الثالث بشأن عدم جواز تناول المرأة وهى طامث أو عقب الولادة، واستند الى أن رأى البابا شنودة الثالث وما جاء في نبذة بعنوان حياة التسليم، الصفحة 25، وقوله عاشت العذراء قدسة طاهرة في الهيكل ثم جاء وقت وقيل لها فيه إن تخرج من الهيكل فلم تحتج.
وتابع:"أنه لا يجوز لإنسان أن يتناول (الجسد والدم) وفق العقيدة الأرثوذكسية، إن كان يفيض دم من جسده (نزيف) سواء كان رجل أو امرأة وكذلك حال فيض من الناحية الجنسية".
وظل المجمع المقدس والكنيسة صامتة رغم تفاقم الأزمة، وطالب البعض بمحاكمة أسقف سمالوط لمخالفته التعاليم المتوارثة عن الآباء.
وقال مينا أسعد، مدرس اللاهوت الدفاعي بمعهد الدراسات القبطية، إن الغرض الرئيسي من تسمية الكتاب الصادر من سمالوط باسم «المرأة في المسيحية»؛ هو نقل وهمي للحوار من ساحة طقوس وعقيدة الكنيسة إلى ساحة وهمية هي «حقوق المرأة»؛ لإعطاء إيحاء بأن الكتاب لا يكسر طقس وتقليد ولكن يعيد للمرأة حقوقًا مسلوبة منها.
واتهم الكتاب، بأنه بحث أكاديمي من الطراز الأول، ولكنه بحث في جوجل، وتساءل هل هناك من ورط نيافة المطران في هذا الكتاب، وهل الكتاب لكاتب مجهول لنا وتم نسبه لجناب المطران ؟!
وأعرب ساخرًا أن الكتاب الصادر من سمالوط هو بحث صحح مفاهيم الكنيسة وعمل استنارة رغم ارتفاع أسعار الكهرباء.
ومن جانبه قال الدكتور مدحت ثابت طبيب النساء، إن هناك ضرورة لإعادة النظر والدراسة لتقليد منع التناول عن المرأة التى تلد بنتًا ٨٠ يومًا، والتى تلد ذكرًا ٤٠ يومًا فقط، ثم النظر بعين العلم والحكمة وروح العهد الجديد فى هذا الموضوع من أساسه، وهو ارتباط حالة الجسد فسيولوجيًا وصحيًا بالاشتراك فى سر الافخارستيا، والنظر فى إمكانية المرأة الحائض والمرأة النازفة لأسباب مرضية من التناول.
وأوضح أنه بصفته متخصص فى هذا الفرع من الطب منذ أكثر من 45 سنة؛ يرى أنه من الأفضل أن تتبنى الكنيسة ثقافة التعليم بأن دم الدورة الشهرية هو تهدم مهد صغير كان يعد ليكون موضع سكن لجنين يصير مولودًا جميلا، ولعدم حدوث الحمل فى هذا الشهر يحزن الرحم ويبكى دمًا، ويكرر محاولته الشهر التالى لينجح فى تأدية وظيفته بولادة جنين.
وأوضح أن كل دورة شهرية ينزل دم من المرأة، تسبقها دورة أخرى غير مرئية هى دورة التبويض، فتخرج بويضة واحدة من كل مبيض مرة كل شهرين، والبويضة إذا تم تلقيحها لا تنزل الدورة الشهرية وتصير مكونات الدورة هى مسكن الجنين المنتظر.
وأكد أن الدورة شهرية التي تأتي هى أمل للفتيات وغير المتزوجات؛ لأن يصبحن أمهات، وللمتزوجة هى تجديد الأمل فى الأمومة عندما تكتمل شروط الإنجاب، علمًا بأن مكونات أنسجة الرحم المتهدمة فى الدورة الشهرية غنية بالهرمونات والخلايا جيدة التغذية بالأوعية الدموية وليس بها أي سموم.
ويرى باعتباره متخصص أن بعض أمراض النساء يصحبها نزيف مهبلى لفترات طويلة مثل الأورام الليفية، Uterine Fibroids، وبعضها يصحبها اضطرابات هرمونية تؤدى إلى نزيف رحمي غير وظيفى Dysfunctional Uterine Bleeding، يحتاج لفترات علاج طويلة قد تمتد لشهور لحين استجابة الرحم للعلاج ويتوقف الدم، والسؤال هو: ما موقف المرأة المسيحية المصابة بهذه الأمراض من التناول طوال فترات العلاج؟؟
وأشار إلى أن بعض السيدات المصابات بأمراض تؤدى إلى سيولة فى الدم قد تصاب بنزيف مهبلى لفترات طويلة، وأحيانا مدى الحياة أو لحين استئصال الرحم ( إذا تحملت حالتها الصحية إجراء العملية ) مثل أمراض ال Hemophilia، وبعض السيدات يستخدمن أدوية تؤدى إلى سيولة الدم لمنع حدوث تجلطات بالساقين أو القلب أو المخ، ويستمر تناول هذه الأدوية فترات طويلة، يكون هناك نزف مهبلى طوال هذه الفترات.
وأيضا توجد حالات حمل يصاحبها نزيف مهبلى فترات طويلة من مدة الحمل كالإجهاض المنذر، Threatened Miscaige وبعض الحالات يستمر النزيف المهبلى طوال فترة الحمل ولحين الولادة كحالات المشيمة السابقة للجنين Placenta Previa.
ويضيف، وأيضًا بصفتى متخصص فى هذا الفرع من الطب منذ أكثر من 45 سنة، لاحظت أن هناك استخدامًا غير منضبط بواسطة بعض المسيحيات لبعض الهرمونات المتوفرة بسهولة فى الصيدليات لتغيير مواعيد الدورة الشهرية لأغراض متعددة؛ منها التحكم فى عدم نزول الدورة لإتمام سر الزواج، ولقضاء شهر العسل بدون دورة، وللتمكن من قضاء الخلوات الروحية فى رحلات الكنائس، والتناول يوميا فى الصوم الكبير، أو للتناول فى مناسبات معينة يتصادف وجود الدورة الشهرية فيها.
ولكن ما أزعجنى فعلا هو الدافع الفكرى أو العقائدى عند بعضهن، بأنها فى هذه الفترة غير مستحقة للتناول، إما لعدم نظافتها، أو لعدم طهارتها (علما بأنه توجد وسائل تستخدم أثناء الدورة الشهرية تمنع خروج الدم من المهبل وتجمعه فى جهاز صغير يتم التخلص منه يوميا) مما جعل بعضهن (فى الصعيد وقرى الدلتا) يسألن عن إمكانية الصلاة أو الإمساك بالكتاب المقدس فى فترة الحيض.
وتابع، أعتقد أن النزول بالفكر المسيحى لهذا المستوى غير لائق، لأنه سيقودنا إلى أين يذهب الجسد المأكول والمهضوم من الشخص المتناول، والأهم أنه سيفقد السر المقدس قدسيته ويتدنى به إلى المستوى المادى الذى لا يليق به، والفكر غير مسيحى، وتسلل إلينا من ثقافات غير مسيحية، مبديا حزنه لسماع الكهنة يمنعون السيدات فى فترة الحيض او بعد الولادة من التناول، ويتجهلون بأن الله شفى المرأة نازفة الدم.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر جورنال مصر وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى