اخبار مصر سياسة الدكتور محمد الشحات أستاذ الشريعة الإسلامية: المثقفون أفسدوا مهمة تجديد الخطاب الدينى

اخبار مصر سياسة الدكتور محمد الشحات أستاذ الشريعة الإسلامية: المثقفون أفسدوا مهمة تجديد الخطاب الدينى
اخبار مصر سياسة الدكتور محمد الشحات أستاذ الشريعة الإسلامية: المثقفون أفسدوا مهمة تجديد الخطاب الدينى

لكثير من الاتهامات طالت عباءة الأزهر عقب سلسلة من الأحداث الإرهابية مؤخرا والتى استهدفت مسيحيى الوطن، فعلت أصوات مناهضة للمؤسسة الدينية الرسمية، فيما طفا على السطح مجددا نقاشات حول تجديد الخطاب الدينى وتنقية التراث الإسلامى وتبنى مشروع حقيقى لتطوير مناهج الأزهر الشريف، كل تلك القضايا طرحتها «جورنال مصر» على الدكتور محمد الشحات الجندى أستاذ الشريعة الإسلامية فى جامعة الأزهر والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية؛ والذى أكد براءة الأزهر مما نسب إليه من اتهامات.

«الجندى» حمّل النخبة الثقافية مسئولية فشل مهمة تجديد الخطاب الدينى، واعتبر حادث ذبح القبطى فى الإسكندرية من قبل سلفى محاولة لتشويه الدولة المصرية وضرب وحدتها عبر سلسلة من الهجمات الإرهابية الموجهة للمسيحيين؛ لخلق حالة سخط دولى وبالتالى مطالبة مسيحيى مصر بالحماية الدولية وهو ما فطنت إليه الكنيسة المصرية ولم تنجر للمخطط والتفت حول الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أنه موقف راقٍ من الكنيسة يستحق كل الإشادة والتقدير، وإلى نص الحوار:

■ كيف رأيت حادث ذبح المواطن المسيحى بالإسكندرية على يد سلفى؟

- فى البداية دعينى أشدد على أن مرتكب الحادث على ضلالة، والمسمى الحقيقى له «مجرم»، وليس مسلمًا، لأن المسلم الحقيقى هو من سلم الناس من لسانه ويده، والحديث لم يقل سلم المسلمون وإنما جعلها الناس لتشمل المسلم والمسيحى، وأنا أتعجب كيف يتقرب هؤلاء من الله بنحر رقاب الناس، وهذا فعل أهوج، ومنفذ الجريمة إنسان بائس ومختل التفكير، والإسلام يحضنا على بر المسيحيين والإحسان إليهم وأداء التحية والحقوق إليهم كاملة.

■ ذبح المواطن استحضر بأذهان المصريين ذبح داعش لرهائن كثر.. فهل هذا دليل على تواصل السلفيين مع التنظيم الإرهابى؟

- التيارات الدينية المتشددة جميعها تنهل من منهل واحد، وهى بعض فصول التراث والروايات عن السلف، وجميعهم يقفون على أرض واحدة من تكفير غير المسلمين، وهذا ليس من الإسلام فى شىء، والأزهر قطع شوطًا كبيرًا فى تنقية كتب التراث والرد على متبعيها، وتفنيد الأخطاء التى وقع فيها أصحاب تلك الأفكار، بل وأقامت دار الإفتاء مرصد الفتاوى الإسلامية الذى يرصد الفتاوى الشاذة ويسارع بنفيها والرد عليها وإطلاق الفتوى الصحيحة التى تستند إلى أصول الدين ورسالة الإسلام.

■ لماذا برأيك تقع مثل هذه الحوادث؟

- هناك من يريد أن يكرس لصورة مناوئة للدولة المصرية، ويسىء لمصر فى الخارج؛ بتصدير صورة عن وجود أحداث طائفية واضطهاد دينى فى مصر واستهداف للكنائس، وهو مخطط دولى يتحدث فيه أفضل منى الخبراء الاستراتيجيون، هدفه الزج بمصر فى حروب أهلية أو فرض وصاية دولية عليها، عقابا لها على موقفها من الجماعات التكفيرية فى سوريا؛ بعد أن ضاقت عليهم الأرض هناك، والكنيسة المصرية واعية للمخطط وأنا أشيد بموقفها الراقى الذى يستحق كل احترام وتقدير.

■ لماذا تكثر الفتاوى التى تحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم وارتداء زى بابا نويل، بل وبلغ الأمر بأحدهم أن حرم بيع الملابس الجديدة للمسيحيين فى أعيادهم؟

- هذه الفتاوى أوردها بعض مشايخ السلفية الباحثون عن الشهرة، ففى كل مناسبة نجد فتوى تخرج من شيخ سلفى مغمور لا حظ له من العلم الدينى، وأنا شخصيا خرجت أكثر من مرة فى قنوات فضائية، وقلت إن تهنئة الأقباط بأعيادهم واجبة وارتداء زى بابا نويل لا شىء فيه ولا شبهة، وهو نوع من الفرح وإدخال البهجة على الناس، وبيع الملابس الجديدة وحاجيات الأعياد للمسيحيين لا حرمة فيه، ونحن نعيش دولة مواطنة الجميع سواسية أمام القانون، وكل مواطن له حقوقه كاملة لا فرق فى ذلك بين مسلم مسيحى، والمسيحيون دعاة محبة وسلام وعلينا ودهم ومبادلتهم المحبة والإخاء.

■ البعض يتهم الأزهر الشريف بالفشل فى مهمة تجديد الخطاب الدينى؟

- تصحيحا للمفاهيم الشائعة؛ فقد وجه الرئيس السيسى المؤسسات الدينية فى مصر وعلى رأسها الأزهر للاضطلاع بمهمة تجديد الخطاب الدينى، وهذه المؤسسات هى الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ولكن لأن الناس لا تعى الفرق بينها، ولأن الأشهر هو الأزهر؛ فقد تحمل هو النصيب الأكبر من الهجوم، وأنا من واقع خدمتى فى جامعة الأزهر أؤكد أن قياداته تبذل جهودًا حثيثة ومستمرة من أجل تجديد الفكر الدينى وتنقية الخطاب من الشوائب العالقة، وقد أنجزنا مهمة تعديل مناهج الأزهر وقام مجمع البحوث الإسلامية بإرسال قوافل دعوية إلى القرى فى الصعيد والنجوع النائية وتذكير الناس بالإسلام الوسطى وتعاليمه السمحة كنوع من مواجهة تغلغل النفوذ السلفى هناك، ومعالجة مناخ الاحتقان الطائفى الذى يغذيه المتشددون من شيوخ السلفية.

■ هل تنفى بذلك مسئولية الأزهر عن تنامى التشدد الدينى فى المجتمع؟

- الأزهر لا يدخر جهدا لمكافحة التشدد الدينى، ولكنه لا يستطيع أن يوقف قطار السلفية السائر بأقصى سرعته فى القرى والنجوع مستغلا الفقر وطبيعة أهالى الصعيد المتحجرة قليلا، وأنا شخصيا واجهت صعوبات أثناء انضمامى لأحد الوفود التى زارت قرى الصعيد ضمن مبادرة بيت العائلة المصرية، فقد وجدت الناس رءوسهم محشوة بأفكار من قبيل الزنا بالمرأة المسيحية حلال وغيرها من الأفكار الشاذة والمريضة، وعندما حاولنا البدء فى تصحيح هذه الأفكار واجهتنا صعوبة بالغة وانفض الناس من المجلس.

■ هناك من يتهم المعاهد الأزهرية بأنها مفرخة للعقول المتشددة والإرهاب الدينى، كيف ترد؟

- لدينا مشكلة حقيقية فى تلك المعاهد، سأعترف بذلك، لأن العملية التعليمية تنبنى على ثلاث ركائز وهى المنهج والمعلم والتلميذ وإذا افترضنا تحييد التلميذ وتطوير المناهج؛ فتبقى أمامنا أزمة المعلم، فلم يخضع معلمو المعاهد الأزهرية لتدريب وتطوير يتواءم مع المناهج، فنجد أنه يعلم التلاميذ بأفكاره القديمة وانتماءاته الخاصة، فبعضهم ينتمى للإخوان، وتبقى المعادلة فى النهاية نتيجتها صفر.

■ لماذا يرفض الأزهر دور المثقفين فى تجديد الفكر الدينى ويناهضه؟

- النخبة المثقفة لا تأخذ مهمة التجديد على محمل الجد، وتهدف من خلال النقاشات حول تجديد الخطاب الدينى نقد الأزهر والإساءة إلى تاريخه، وهذا ما أثار حفيظتنا فى الأزهر، وأنا أعتبرها من أهم المعوقات التى وقفت حجر عثرة فى طريق مهمة التجديد، بالإضافة إلى وصاية المثقفين على الأزهر وعدم قبول أحقية المؤسسة الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف فى أن تضطلع بدورها فى التجديد، لما لها من رصيد علمى ومرجعية فى العلوم الشرعية، وطيلة الوقت يروج دعاة التجديد من أمثال إسلام البحيرى وسيد القمنى إلى أن تراث الأزهر ملىء بالأباطيل والخرافات، ويعيدون إحياءها ويذكرون بها الناس ولا يذكرون شيئا عن المجلدات التى دحضت تلك الأباطيل.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر جورنال مصر وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى