واضاف البنك في تقرير له اليوم "السبت" عن وضع اقتصاد المصري ان الاقتصاد قد يشهدضيقاً في السياسة المالية والنقدية خلال العام 2017 فور تنفيذ تلك الإصلاحات الأمر الذي حتماً سيفرض العديد من الضغوطات على النمو والتي نتوقع أن يقابلها ارتفاع في الاستثمار الأجنبي والصادرات والسياحة، ومن المفترض أن يساهم تراجع الجنيه الملحوظ وتعويمه في زيادة تنافسية الصادرات المصرية وقطاع السياحة، كما من شأن تراجع الجنيه جذب المستثمر الأجنبي للعودة إلى مصر لا سيما مع وجود دعم حكومي فيما يخص تنفيذ العديد من الإصلاحات بالإضافة إلى تعهدات المستثمرين المتعددة بزيادة نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر في الجمهورية.
وأوضح التقرير انه مع أي إصلاحات ووعود تطلقها الحكومة لابد من وجود بعض المخاوف بشأن ما إذا تمكنت من تحقيقها حسب الخطة الزمنية المقترحة، ومن الطبيعي أن تحاول السلطات التقليل من حدة تضييقها للسياسة المالية والنقدية لتجنب الأثر السلبي على المدى القريب إلا أن التعهدات المالية والاستثمارية والدعم المقدم لمصر من قبل صندوق النقد الدولي جميعها سوف تكون رهن تطورات ملموسة في جدول الإصلاحات، وأي تعثر في التنفيذ سيؤثر سلباً على مصير هذا الدعم وعلى النمو كما سيفرض في الوقت ذاته ضغوطات على الجنيه، كما انه من المتوقع أن يؤثر ذلك على الثقة بين مستثمري القطاع الخاص، ومن الضروري أن تسير الحكومة بحزم في سياساتها لخفض العجز المالي حتى لو جاء هذا الخفض بصورة تدريجية، وسوف يؤدي ذلك إلى تقليل الحاجة لتمويل العجز من خلال أدوات تمويلية محلية والذي بدوره سيساهم في تضييق السياسة المالية ودعم استقرار الجنيه.
وقال وتيرة نمو الاقتصاد تتباطأت في العام 2016 إثر شحّ العملة وانهيار السياحة تشير التوقعات إلى تباطؤ ملحوظ في العام 2016 بعد اعتدال وتيرة النمو في العام 2015، فقد تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.6٪ على أساس سنوي خلال الربع الثالث من العام 2016 من متوسط العام الماضي البالغ 3٪.
وتشير جميع المؤشرات الى ان النمو واصل ركوده خلال الربع الرابع، ومن المفترض أن يتحسن الاقتصاد بصورة تدريجية في العام 2017 بعد تعويم العملة الذي من شأنه زيادة عامل التنافسية وإنعاش ثقة الأعمال، الا ان النمو في السنة المالية 2016-2017 قد لا يتخطى 2.5٪ ويتسارع لاحقاً إلى 4٪ و5٪ في السنة المالية 2017-2018 والسنة المالية 2018-2019 على التوالي.
وأخذ النمو بالتراجع تدريجياً منذ منتصف العام 2015 ودخولاً بالعام 2016، إذ بقي مؤشر وزارة التخطيط للانتاج متدنياً خلال معظم تلك الفترة، وتراجع المؤشر في أكتوبر من العام 2016 بواقع 4.9٪ على أساس سنوي، وجاء هذا التدني من تراجع قطاع السياحة وقطاع النقل والمواصلات، ومن المفترض أن يتحسن الانتاج في 2017 بعد تحرير سعر الصرف وموافقة صندوق النقد الدولي على القرض، كما سيستفيد مؤشر الانتاج أيضاً من التأثيرات القاعدية وذلك تماشياً مع تلاشي الأثر السلبي الذي خلّفه تراجع قطاع السياحة.
ولفت الكويت الوطني، إلى أن تراجع قطاع السياحة في مصر يعتبر أحد أهم أسباب التباطؤ في الاقتصاد المصري، إذ تأثر نشاط السياحة بصورة ملحوظة بعد حادثة إنزال الطائرة الروسية عند إقلاعها من مطار شرم الشيخ في أكتوبر من العام ، فقد جاءت هذه الحادثة في وقت عصيب للسياحة المصرية وسط محاولات للتعافي من التقلبات التي شهدتها نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية، وتشير بيانات السياحة لشهر سبتمبر من العام 2016 إلى استمرار التراجع، فقد تراجع عدد الزائرين بواقع 41٪ على أساس سنوي وعدد الليالي بواقع 45٪ على أساس سنوي.
واشار التقرير إلى أن أسعار البنزين ارتفعت بواقع 30٪-50٪ بعد قرار تعويم العملة الأمر الذي ساهم في التخفيف من حدة أثر تراجع الجنيه على الموازنة إلا أنه قد تسبب أيضا في ارتفاع أسعار المستهلك في الوقت ذاته، وقد كان معدل التضخم مرتفعاً في العام 2016 بعد أن تسارع إلى ما يقارب 14٪ بحلول شهر أكتوبر من العام 2016، وقفز التضخم في نوفمبر إلى 19.4٪ ومن المتوقع أن يبقى عند هذا المستوى لمعظم العام 2017 قبل ان يتراجع لاحقاً في عامي 2017 و 2018.
وقال لا يزال العجز المالي كبير نسبياً ومصدر أساسي لعدم توازن الاقتصاد المصري، وقد تعهدت الحكومة ببذل جهوداً لتقليل العجز والتحكم به من أجل البدء بخطتها الإصلاحية ونيل موافقة صندوق النقد الدولي على القرض، إذ قامت السلطات بإسراع العمل على تشريع قانون ضريبة القيمة المضافة في أغسطس 2016 كما توجهت للتقليل من إنفاقها من خلال التحكم بالإنفاق على الرواتب وتخفيض الدعوم الحكومية، إذ من المفترض أن تساهم هذه الخطوات بتقليل العجز إلى ما يقارب 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2016-2017 من 12٪ تقريباً العام الماضي. كما من المتوقع أن يتحسن العجز إلى ما يقارب 8٪ و6٪ من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2017-2018 و2018-2019 على التوالي.
وعلى صعيد أخر، لجأت الحكومة في السنوات الأخيرة إلى مصادر التمويل المحلية بصورة كبيرة لتمويل العجز لا سيما البنوك المحلية، وقد ترك ذلك أثره على الائتمان الممنوح للقطاع الخاص وعلى انتعاش عرض النقد، إذ ارتفعت المطالب على الحكومة خلال السنوات الست الماضية من 25٪ من نسبة الأصول إلى 56٪ في أغسطس 2016 بينما تراجع في المقابل الائتمان الممنوح للقطاع الخاص إلى أقل من 25٪ من أصول البنوك.
ومن المتوقع أن تقل الضغوطات على التمويل المحلي في المدى المتوسط تماشياً مع تحكم الحكومة بالعجز ومن خلال التمويل الخارجي بشكل رئيسي. وسيكون التمويل من خلال 20 مليار دولار المقدمة عن طريق العديد من الجهات والدول المختلفة كما سيكون لأسواق الدين دوراً كبيراً أيضاً في هذا الشأن. إذ تعتزم مصر إصدار سندات عالمية بقيمة 3 إلى 5 مليار دولار في المستقبل القريب.
وساهم قرار صندوق النقد الدولي بالموافقة على إقراض مصر في تحسين عوائد مصر السيادية، وبلغت العوائد على سندات مصر المقومة بالدولار والمستحقة في العام 2040 8.5٪ وذلك في منتصف شهر ديسمبر. بينما لم يشهد الفارق بين تلك السندات وسندات الخزينة الأمريكية أي تغير يذكر عند ما يقارب 540 نقطة أساس قبل الموافقة على قرض صندوق النقد الدولي إلا ان بقيت الفارق قد تراجع بشكل واضح مقارنة بمستواه قبل الموافقة على القرض عند 600 نقطة أساس.
استمر الحساب الجاري بالتراجع خلال العام 2016 واتسع العجز إلى 9.7٪ مليارات دولار خلال النصف الأول من العام 2016، واتسع العجز إلى 5.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي خلال فترة اثني عشر شهراً مقارنة بالعام الماضي عند 3.7٪. وتسبب كل من هبوط الإيرادات السياحية وتراجع تحويلات العمالة والمنح الرسمية الأجنبية بتدهور الحساب الجاري، بالمقابل تراجع العجز في الميزان التجاري بواقع 13٪ نتيجة تراجع الواردات بينما حافظ الاستثمار الأجنبي المباشر على قوته ليشكل ما يقارب 2.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي خلال الاثني عشر شهرا في حتى الربع الثاني من العام 2016.
وشهدت الاحتياطات الأجنبية تحسناً بحلول نهاية العام 2016 وذلك تماشياً مع بدء مصر تنفيذ الخطة الإصلاحية بدعم من صندوق النقد الدولي، إذ أضافت العديد من الجهات الدعم المالي لمبلغ 12 مليار دولار التابع لصندوق النقد الدولي والتي تمت الموافقة عليه في نوفمبر الماضي، وساهم ذلك في رفع الاحتياطات إلى 23.1 مليار دولار بحلول نهاية نوفمبر من العام 2016 ما يساوي 4.5 أشهر من الواردات والتي تعد أعلى المستويات المسجلة منذ أكثر من خمس سنوات.
ومن المفترض أن يساهم قرار تعويم العملة في مطلع نوفمبر في التخفيف من الضغوطات على الاحتياطات، وسيخف تراجع الاحتياطات بشكل كبير لا سيما مع قرار البنك المركزي المصري بإنهاء سياسة دعم الجنيه، فقد تراجع الجنيه بنسبة تتجاوز 50٪ كما من المتوقع أن تساهم السياسة المالية المتشددة في دعم استقرار الجنيه مع انخفاض التضخم وعودة الاستثمار الأجنبي إلى مصر.
وشهدت بورصة مصر أداءً استثنائياً خلال العام 2016 لا سيما بعد قرار تعويم العملة، وسجلت البورصة انتعاشاً في مارس بعد أن تراجعت لتعاود بعد ذلك الارتفاع بعد هبوط الجنيه بنسبة تجاوزت 50 خلال نوفمبر 2016 بعد تعويم العملة، فقد ارتفع المؤشر الرئيسي لبورصة مصر بواقع 76٪ خلال 2016، و رغم ذلك فأن السوق لم تعوض المستثمر الأجنبي عن التراجع في العملة كاملا مع تراجع مؤشر مورجان ستانلي المقوم بالدولار والذي تراجع بنحو 11٪ خلال السنة.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر جورنال مصر وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري