المتحدث العسكري السابق يكتب: «ما أجمل الفوز بالقاضية!!!»

المتحدث العسكري السابق يكتب: «ما أجمل الفوز بالقاضية!!!»
المتحدث العسكري السابق يكتب: «ما أجمل الفوز بالقاضية!!!»
أكد العميد محمد سمير، المتحدث العسكري السابق، أنه تعلم الإتقان في العمل بـ«المدرسة العليا للكفاءة والإتقان»، والتي يتم تعريف الإتقان بها: «أن تؤدى عملك بالكفاءة المهنية والأخلاقية المطلوبة، وفى الوقت المحدد تمامًا، ودون الحاجة إلى رقابة».

وأضاف "سمير"، أن الإتقان هو أهم ما يحتاجه الوطن الآن وفي كل وقت، وهو يمثل لنا بمفهومه الصحيح «الضربة القاضية»، التي نفوز بها فوزًا ساحقًا على كل أعدائنا في الداخل والخارج، وهو أيضًا «الضربة القاضية» التي نعظم بها كل نقاط قوتنا، ونتغلب بها على جميع سلبياتنا وعاداتنا الخاطئة في جميع المجالات.

جاء ذلك في أول مقال للعميد محمد سمير، المتحدث العسكري السابق الذي نشره على "المصري اليوم"، وإليكم نص المقال.

تزاحمت فى عقلى عشرات الموضوعات والأفكار بمجرد أن شرعت فى اختيار موضوع مقالى الأول.. فعلًا يا لها من حيرة؟.

ولكن سرعان ما رتبت أولوياتى واخترت أن يكون موضوع مقالى الأول للقراء المحترمين من جميع الأطياف والمراحل العمرية المختلفة عن إحدى أهم الفضائل التى يحتاجها وطننا الغالى الآن أكثر من أى وقت مضى.. بل إننى أعتبرها الفضيلة الأهم على الإطلاق.

وبالتأكيد تأثرت عند اختيار موضوع المقال بما تعلمته طوال حياتى المهنية.. فلقد شاء لى الله العلى القدير أن أتتلمذ على أيدى نخبة من أعظم ما يمكن أن تقابل فى حياتك كلها من رجال، ولن أنسى لهم أبدًا فضلهم علىّ فى كل ما تعلمته واكتسبته على أياديهم الطاهرة من حميد الأفعال وجميل الصفات والسمات، حتى إننى والله كنت لأعجب من فرط تميزهم المهنى والأخلاقى وأقول لنفسى: إذا كان هذا هو حال بعض البشر فى الدنيا.. فماذا يكون حال الملائكة فى السماء؟!.

والفضيلة التى سأتحدث عنها اليوم بإذن الله تمثل «العصب الرئيسى» للمنظومة شديدة الرقى والتفرد التى تربيت فيها مهنيًا وأخلاقيًا.. وهى منظومة يعرفها القاصى والدانى.. يحرص كل معلم لك فيها فى جميع مراحلك المهنية على تعليمك المعانى الحقيقية للشهادة والشرف والعزة والكرامة والولاء والانتماء والتضحية والفداء والإيثار والرجولة والشهامة والنبل والشجاعة والإقدام والكفاءة وفن القيادة وسرعة وحسن التصرف والجلد البدنى والنفسى وتحمل المسؤولية والتواضع والتحلى بالخلق الرفيع والتمسك بالمبادئ والقيم الأصيلة والانضباط فى المظهر والجوهر وكيفية تصويب الأخطاء والإتقان التام.

ودعونى أبدأ موضوعى من الإجابة العبقرية التى أجابها أحد أعظم الملاكمين فى تاريخ البشرية- وكان أسمر البشرة- على أحد الأسئلة الصحفية التى وجهت له، فقد سئل- فى حقبة كانت فيها التفرقة العنصرية هى السائدة- عما إذا كان يخشى أن يتحيز الحكام البيض ضده ذات يوم نظرًا للون بشرته، فأجاب إجابته شديدة العبقرية بأنه يؤدى فى جميع مبارياته الأداء الذى لا يسمح بأن يحدث له هذا أبدًا، لأنه لا يفوز بالنقاط وإنما يفوز «بالضربة القاضية».

الله.. ما أروعه من منهج أداء وعمل.. وما أشبهه بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه».

- إذًا عن فضيلة «إتقان العمل» أتحدث يا سادتى الكرام.

والإتقان كما تعلمته فى «المدرسة العليا للكفاءة والإتقان» هو أن «تؤدى عملك بالكفاءة المهنية والأخلاقية المطلوبة، وفى الوقت المحدد تمامًا، ودون الحاجة إلى رقابة».

فإتقان العمل هو أهم ما يحتاجه وطننا المفدى الآن وفى كل وقت، وهو يمثل لنا لو طبقناه بمفهومه الصحيح

«الضربة القاضية» التى نفوز بها فوزًا ساحقًا على كل أعدائنا فى الداخل والخارج، وهو أيضًا

«الضربة القاضية» التى نعظم بها كل نقاط قوتنا ونتغلب بها على جميع سلبياتنا وعاداتنا الخاطئة فى جميع المجالات.

وهو الحل السحرى والأوحد والمضمون والأكيد والأسرع والأقدر على حل جميع ما نعانى منه من مشكلات، وهو الأمل الحقيقى فى حاضر رائع لنا جميعًا ومستقبل مشرق وزاهر لشبابنا الفتى وأطفالنا الأعزاء.

وأدلل على كل ما سبق بقول الله جل وعلى «إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا» صدق الله العظيم، وهو وعد من الله سبحانه وتعالى يضمن به مسبقًا لكل من يحسن عمله ويؤديه بالإتقان المطلوب منه بأنه سيجد الجزاء الأوفى لذلك فى الدنيا والآخرة.

ولكن يبقى هنا السؤال الأهم الذى يجب أن يسأله كل مواطن منا لنفسه لكى نحدد وبمنتهى الصراحة والمصداقية مع أنفسنا أين يقف كل منا الآن فيما يتعلق بمعايير إتقان العمل، والسؤال هو: هل أمتلك القدر الكافى من العلم التخصصى الذى يعيننى على أداء وظيفتى بالإتقان المطلوب وبنسبة كفاءة 100%؟!.

وقبل أن تجيب يا قارئى الكريم، دعنى أستحضر معك تلك الحكاية الرائعة التى سردها لنا عالمنا الفذ الدكتور أحمد زويل- رحمه الله- حيث روى أنه كان عاشقًا منذ طفولته للزعيم الخالد فى وجداننا «جمال عبدالناصر»، وفى العاشرة من عمره كان حلمه الأكبر أن يراه.. فقرر إرسال خطاب لرئيس الجمهورية يدعو له فيه بالتوفيق ويعبر من خلاله عن مشاعره تجاهه، ولم يتوقع د. زويل فى هذه اللحظة أنه سيتلقى ردًا.. ولكن فى الحادى عشر من يناير 1956 تسلم خطابًا من الرئيس جمال عبدالناصر ردًا على خطابه جاء فيه:

«ولدى العزيز أحمد.. تلقيت رسالتك الرقيقة المعبرة عن شعورك النبيل فكان لها أجمل الأثر فى نفسى، وأدعو الله أن يحفظكم لتكونوا عدة للوطن فى مستقبله الزاهر.. أوصيكم بالمثابرة على تحصيل العلم مسلحين بالأخلاق الكريمة، لتساهموا فى بناء مصر الخالدة فى ظل الحرية والمجد.. والله أكبر والعزة لمصر».

فعلًا والله ما أحوجنا الآن أن نتوقف كثيرًا ونتأمل باستفاضة العبارة الختامية لهذه الرسالة الرائعة، ونطبق بإخلاص ما ورد فيها، والتى يوصى فيها الزعيم الراحل بالمثابرة على تحصيل العلم مقرونًا بالتسلح بالأخلاق الكريمة لكى نبنى مصر الخالدة، وهو ما طبقه حرفيًا العالم الجليل د. زويل الذى نفتخر به جميعًا فمنحه الله فى كل حياته ثمرة إتقانه.
وأختم مقالى بالآية الكريمة «وقل رب زدنى علما» صدق الله العظيم.

- حفظ الله مصر.. حفظ الله الأمة العربية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر صدي البلد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى