وزير التنمية الإدارية الأسبق: لا توجد حكومة في العالم تضم 33 وزيرًا.. ويجب إلغاء هذه الوزارات

أكد الدكتور هاني محمود، وزير التنمية الإدارية السابق، أن حكومة المهندس شريف إسماعيل والمنتظر إقرار بعض التعديلات عليها، قامت بعمل 4 إنجازات، لم تستطع حكومة غيرها الاقتراب منها، وهي وضع خطة مصر 2030، وإصدار قانون الخدمة المدنية، وتعويم الجنيه، ورفع الدعم عن مواد الطاقة، لأنه كان يذهب لغير مستحقيه، مشيرا إلى أنه رغم الملاحظات الشعبية على نتائج هذه القرارات، إلا أن المدى البعيد سيظهر في تغيير شكل الاقتصاد المصري للأفضل.

وقال "محمود"، في تصريح لـ"صدى البلد": "رغم إنجازات حكومة إسماعيل، إلا أنها تتسم ببعض العيوب، على رأسها البطء الشديد في اتخاذ القرارات وتنفيذها، حتى في التغيير الوزاري، فالسرعة مطلوبة في كل شيء لأن الوقت ليس في صالحنا، وكذلك عدد الوزراء الكبير، فلا يوجد في أي بلد حكومة يصل عددها إلى 33 وزيرا، وأيضا العدد الهائل من المنظمات والهيئات والمؤسسات التابعة لرئيس الوزراء مباشرة، فكما أقر علم الإدارة فإنه لا يوجد أحد قادر على إدارة كل هذه القيادات، لذلك لابد من تعيين نواب لرئيس الوزراء لإدارة هذه الهيئات".

وأضاف: "كان يجب دمج بعض الوزارات، فالكل يعلم حجم الوقت الضائع في التخلص من تعارض مصالح بعض الوزارات والقضاء على الخلاف بينها، فهناك العديد من الوزارات التي تتداخل أعمالها وتجدها تسير في الاتجاه ذاته، مثل السياحة والطيران، والزراعة والري، والخارجية والهجرة، وأيضا هناك عدد من الوزارات كان يجب إلغاؤها مثل وزارة البيئة، فهناك هيئة الحفاظ على البيئة، وهي المسئول الأول عن شئون البيئة وأقدم من الوزارة نفسها".

وتابع: "كذلك وزارة الأوقاف المسئولة عن أمرين، الأول "الدعوة وشئون المساجد"، ونحن لدينا مؤسسات دينية قادرة على القيام بهذا الدور على رأسها الأزهر، وكذلك هيئة الأوقاف الموجودة قبل اختراع الوزارة، والوظيفة الأخرى هي إدارة أصول الأوقاف، وهذا أمر معيب، لأن هذا الشأن اقتصادي صرف لا يحق لأي جهة إدارته غير الجهات الاقتصادية، فالدولة تفقد الكثير من الأموال نتيجة غياب الوعي في إدارة هذه الأصول".

وأوضح أن من الوزارات التي يجب إلغاؤها وزارة "التنمية المحلية"، فهي مسئولة عن إدارة المحافظات مركزيًا، وهذا مخالف لدستور 2014 الذي يقر أنه ببداية 2019 نكون تحولنا إلى اللامركزية، ووجود هذه الوزارة يعني أنه لا توجد نية للتحول إلى اللامركزية، وأن يظل المحافظون شخصيات إدارية تابعة للوزراء فقط.

وأكد أن مازال هناك أمل في رجوع وزارة التنمية الإدارية مرة أخرى نظرا لإقرار قانون الخدمة المدنية، فالمرحلة المقبلة تحتاج بالفعل لهذه الوزارة.

وفيما يتعلق بأداء المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، والمطلوب منه خلال المرحلة المقبلة، أكد وزير التنمية الإدارية السابق أن شخصية المهندس شريف إسماعيل منظمة ومرتبة وكان من أنجح الوزراء، لكن ما ينقصه هو التواصل المباشر مع المواطنين، فلابد أن يكون له لقاء صحفي شهري يعرض فيه إنجازات حكومته وأيضا إخفاقاتها وأسباب الإخفاق كنوع من الشفافية، وهذا سيجعل المواطن المصري متحمسا أكثر لحكومته، لكن بصفة عامة فهو رئيس وزراء ناجح، وإنجازاته لم يستطع أي رئيس وزراء تحقيقها، والمطلوب منه خلال المرحلة المقبلة سرعة التدخل لإنهاء أي خلاف أو تتداخل بين الوزارات حتى لا يؤثر ذلك على أداء الحكومة.