الثلاثاء 08 نوفمبر 2016 10:38 صباحاً في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. خمس إنتصارات ساحقة بدون إستقبال أهداف ..15 نقطة جعلت تشيلسي ينعم بتصدر البريمرليج مؤقتا لأول مرة منذ حصوله علي اللقب الموسم قبل الماضي .. ما السر في وراء ذلك ؟ للوهلة الأولي تظن أن إعادة 3-4-3 كشكل خططي هو الأمر الوحيد وراء ذلك ولكن إذا أعدت إسترجاع الأسماء التي تمثل تشيلسي ستجد أنها يمكنها أن تصلح ك 4-2-3-1 أو 4-3-3 وغيرها من الخطط التي تعيد تشكيل اللاعبين داخل أرض الملعب مما يصعب من مهمة المنافس في معرفة من سيتحرك أين وكيف ومتي؟ ثورة التصحيح .. الجانب الأيمن • كونتي بدأ أول الموسم باللعب 4-1-2-3 .. لعب كانتي كإرتكاز متأخر أمامه ماتيش وأوسكار ومع صعود ظهيري جنب تشيلسي وعدم تقديمهم لدور متميز هجوميا وضرورة تراجع الأجنحة ( هازارد وويليان ) لمساندتهم .. جعل منافسي البلوز يمتلكون ترف التمتع بوقت كاف لتحضير الهجمات علي جانبي الملعب. • كونتي قرر اللعب ب 3-4-3 منذ خمسة مباريات .. للوهلة الاولي عندما تري تلك الأرقام تظن أنها دفاعية ولكن الحقيقة أن الأمر كله متوقف علي من يشغل قلب الدفاع ومن يشغل أطراف الملعب ..أي أن الأمر ليس مرتبطا فقط بالأرقام ولكن بمن يلعب في تلك الخطة. • إعادة توظيف أسبالوكيتا بنقله للجبهة اليمني مرة أخري بعد ( هجرة ) للجانب الأيسر طيلة عدة أعوام ولكن في هذه المرة الأسباني لن يكون ظهيرا هجوميا ولكنه قلب دفاع ثالث يمتاز بالسرعة والتغطية لمجاورة لويز وكاهيل. • أسبالكويتا يمكنه أيضا مساندة موسيس في الجزء الأيمن إن إحتاج الفريق لذلك وإن كان موسيس لديه بيدرو يمكنه أيضا المساعدة وبذلك أنت وضعت ثلاثة لاعبين ( ربما تكون مهاراتهم ليست خارقة ) ولكن لديهم قدرة كبيرة علي الركض والضغط. • من الأمور الكارثية في بعض الأندية التي تحاول تطبيق 3-4-3 أن تجعل قلوب الدفاع ( بدون أية ميزات هجومية ) ومع وضع ظهيري جنب كجناحي وسط يصبح الأمر تقليديا ويميل أكثر للدفاع ولكن وضع موسيس الجناح الهجومي بالأساس في (4-2-3-1 ) في 3-4-3 ليشعل جناح الوسط الأيمن جعل كونتي يحافظ علي العدد العادل من اللاعبين أصحاب القدرات الهجومية في الثلث الأخير ( موسيس –بيدرو –هازارد –كوستا ). • بيدرو جناح برشلونة الأسبق لديه من الذكاء في التحرك في العمق نتيجة تعلمه في مدرسة اللاماسيا ما يجعل كونتي يعتمد عليه في العمق خلف كوستا أحيانا وفي مساندة موسيس أيضا .. وبالتالي لا تحدث إزداوجية في أدوار موسيس وبيدرو من جهة الهجوم ولا يبقي موسيس وحيدا بلا مساندة علي طول الخط ..فورائه أسبالكويتا يمكنه الصعود في أي وقت يجتاجه تشيلسي وأمامه بيدرو ..يمكنك ان تقارن ذلك الخط بقدرات إيفانوفيتش وويليان سابقا ..شاهد صورة 1 الجانب الأيسر • كاهيل قلب الدفاع ..هو الوحيد الأقرب لمراقبة رأس الحربة والتحرك معه ولكن الأمر ليس مقتصرا علي ذلك فضرورة تواجد كاهيل الأسرع بين ( تيري وإيفانوفيتش مثلا ) أمر حتمي ..كاهيل قلب دفاع تقليدي لن تجد له أداور محددة هجوميا فدوره الدفاعي أكثر لحماية ( نقطة قوة تشيلسي في هذا الجانب ). • ألونسو ..بينما كان كونتي يلعب ب موسيس في الجزء الأيمن من خط الوسط وهو جناح هجومي بالأساس كان عليه أن يلعب بظهير أيسر ولكنه يميل للهجوم كما أن الأمر لا يحتمل أن يلعب تشيلسي بجناحي وسط هجوميين بالأساس . لن ذلك سيجعل مهمة كانتي وماتيش مستحيلة وستجعل أطراف الملعب جاهزة لإستقبال إختراقات من قبل المنافسين ( توازن قوي ). • هازارد ( جوهرة تشيلسي ) .. كاتب هذه السطور من المؤمنين بأن توفر بعض وأكرر ( بعض الراحة في الملعب ) لأفضل لاعبيك المهاريين داخل البساط خاصة إذا كان باقي عناصر فريقك ذوي قدرات هجومية محدودة أو متوسطة ..وكانت أزمة هازارد أحيانا بأنه لا يقوم ببعض الواجبات الدفاعية ولكن الأمر إن شئنا الدقة كان بسبب عدم توافر لاعبي وسط دفاعيين في تشيلسي في الموسم الماضي. • تواجد ألونسو وخلفه كاهيل يجعل هازارد مهتما أكثر بالشق الهجومي خاصة لو علمنا أن كونتي وضع ( ماتيش ) لحماية ذلك الجزء من الملعب في حالة توغل هازارد للعمق الهجومي وصعود ألونسو لطرف الملعب .. المفاضلة هنا بين لاعب يمكنه تعطيل الهجمة وإستخلاصها وبين لاعب أخر يركض بجنون لتغطية الخطأ الثاني ..سيتم شرح ذلك بالتفصيل بعد ذلك. • حرية اللعب ل هازارد في اللعب للعمق أحيانا قللت من الأثار السلبية لعدم تواجد صانع لعب رقم 10 في 4-2-3-1 وبالتالي لم تصبح هناك مشكلة ل كوستا أثناء عمليات بناء الهجمة ..صورة 2 • دييجو كوستا .. لعل تلك الخطة تناسبه أكثر حيث تتواجد لديه مساحات كبيرة بينه وبين ( ماتيش وكانتي ) أحيانا لذلك يتواجد بشكل أكبر خارج منطقة الجزاء ..ثم يتحرك بعد ذلك لمنطقة الجزاء عند التسديد أو إستلام الكرة في قلب المنطقة .. أمور يفهمها كوستا جيدا تحتاج منه تحرك أكثر في مساحات أكبر بدلا من التحرك الأقل ولكنه في توقيت معين لسحب المدافع أو لسبقه في 4-2-3-1 ماتيش – كانتي - لويز • البعض كان يري في كانتي نموذجا أمثل للاعب الوسط المدافع المتأخر في 4-1-4-1 أو في 4-2-3-1 ..ولكن كيف بني كانتي سمعته في ليستر سيتي ؟ في الإرتكاز الحر. • أحد أخطاء كونتي المدرب وديشامب في اليورو الأخير كان في الإعتماد علي كانتي كإرتكاز متأخر إعتمادا علي قدرته الهائلة في الركض ولكن كانتي تميزه مع ليستر كان في التحرك الأول لإقتناص الكرات مبكرا أو محاولة تعطيل بناء الهجمة كي ترتد أطراف ليستر ( محرز والبرايتون في الموسم الماضي ). • قدرات كانتي المهدرة في بداية الموسم لم تقتصر علي ذلك فقط ولكنه يوفر دعما هجوميا لأطراف الملعب في حالة زيادته للأمام لذلك كان تواجده في خط واحد مع ماتيش مع السماح لكليهما بالتقدم إعتمادا علي تواجد ثلاثي في الخلف. • ديفيد لويز .. أحد أهم إبتكارات يوهان كرويف في تحويل 3-4-3 ل دياموند كانت في تحول أحد قلبي الدفاع للعب دور لاعب الوسط المدافع في بعض الأحيان .. لويز بلعبه السابق كقلب دفاع وكإرتكاز وسط وقدرته الجيدة في بناء اللعب من الخلف أتاح لكونتي إستغلال كانتي وماتيش في دفع الفريق للأمام ..صورة 3 • ماتيش .. كان تقدم ماتيش للقيام بدور هجومي واضح في بداية الموسم مع 4-1-4-1 لم يكن مناسبا لقدراته فهو مطالب بالإبتكار أحيانا في تلك المنطقة ومساندة هازارد وكوستا ( في بداية الموسم ) اما الان ففريقه لا يحتاجه كثيرا لمساندة ثلاثية تشمل ألونسو –هازارد –كوستا وإنما يكون دوره في حماية ألونسو عند تقدمه كأساس للعمل .. تقسيم الملعب بالعرض نصفا لماتيش ونصفا لكانتي جعل الفريق أكثر قدرة علي حماية القلب من الهجمات المرتدة والتي غالبا ما كانت تنتهي بهدف في مرمي كورتوا. • ليس معني هذا أن تشيلسي وصل للكمال بل هناك العديد من نقاط الضعف ستظهر فقط إذا أحسن المنافسين إستغلال اللعب في المنطقة القابعة أمام ديفيد لويز ..ولكن حتي اللحظة فإن الفريق يقلل من أثار ذلك عن طريق إجبار المنافس علي اللعب دوما علي جانبي الملعب وهي المنطقة المحمية ب ( كاهيل –الونسو –هازارد ) و ( اسبالكويتا – موسيس –بيدرو ) .. صورة 4 • الإبداع في وجهة نظري في تلك الخطة كانت في تحويل أسبالكويتا لقلب دفاع وفي تحويل موسيس لجناح أيمن وهو الأمر الذي قدمه جوسيب جوارديولا في سباعية بايرن أمام روما ( الأبا قلب دفاع ثالث ) وروبن جناح وسط أيمن وفي عديد مباريات الموسم الثاني لبيب في ألمانيا .. أما كونتي في يوفنتوس فقد إعتمد علي تحويل كيلليني من قلب دفاع لظهير أيسر مع تواجد كواداو أساموا ..لذلك فالجرأة الهجومية أكثر والشكل الأفضل ل كونتي كان مع تشيلسي عنه في نسخة يوفنتوس. • أخيرا ..في تحليل اليورو الماضي وجهت رسالة ل كونتي بالأ يعتمد تلك الطريقة مع تشيلسي خوفا من أسلوب تطبيقها الإيطالي مع يوفنتوس أما النسخة الإنجليزية مع البلوز فهي أقرب للنسخة الألمانية وبالتالي من الأفضل أن يستمر بها وألا يغيرها إلا في حالة إصابة أحد اللاعبين ( أسبالكويتا – موسيس – هازارد ) فهم الأساس فتلك الخطة يليهم ( كانتي –كوستا ). للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك اضغط هنا