اخبار السياسه «مبارك» و«يناير»

ما إن يذكر «مبارك» حتى تُلعن ثورة يناير، وما إن تذكر «يناير» حتى يُهاجم «مبارك». الأمر طبيعى جداً. فثورة يناير هى التى أسقطت «مبارك» من فوق عرشه، وأحبطت حلم التوريث لنجله، وعرت الغطاء عن حالة التحلل التى أصابت الدولة المصرية خلال ثلاثين عاماً من حكمه. ثورة يناير هى التى أدخلت «مبارك» القفص ليُحاكم بتهمة قتل المتظاهرين، ليُحكم عليه بالبراءة بعد ذلك، وهى التى ساقته لمحاكمة أخرى بتهمة الفساد المالى فى قضية القصور الرئاسية، شاركه فيها نجلاه «جمال» و«علاء»، ودمغ فيها القضاء الثلاثة بالفساد وحكم عليهم بالسجن، ورد ما استولوا عليه من أموال بغير وجه حق، بحكم قطعى بات. «يناير» هى التى جعلت «مبارك» ونجليه يتباهون اليوم بصور يلتقطونها مع مواطنين عاديين، صور تثير الشفقة فى الكثير من الأحيان، بعد سنين طويلة قضاها الثلاثة تحت شعار «ممنوع الاقتراب والتصوير»، وهو مبدأ كان مطبقاً على أكبر الكبار فى هذا البلد. على صخرة ثورة يناير تحطم غرور هؤلاء، حين قال الشعب كلمته!.

الموضوعية تقتضى ألا نهيل التراب على مشاركة «مبارك» فى حرب أكتوبر المجيدة، شأنه فى ذلك شأن قادة كبار شاركوا فيها، على رأسهم المشير أحمد إسماعيل على، والفريق سعد الدين الشاذلى، والفريق أحمد بدوى، والفريق محمد على فهمى، لكن الموضوعية تقتضى أيضاً أن نحسم ما يتردد عن قيام «مبارك» بتزوير التاريخ، بتركيب صورته إلى جوار صورة «السادات»، ليضع نفسه مكان الفريق الشاذلى، وتقتضى الموضوعية أيضاً أن يوضع كل من شارك فى هذه الحرب فى حجمه الطبيعى، طبقاً للأدوار التى قام بها، ولعلك تذكر السنين الطويلة التى اختزلت فيها الحرب المجيدة فى الضربة الجوية، وكأن العبور لم يكن قرار «السادات»، وخطته لم تكن من إبداع المشير «إسماعيل»، والدفاع عن «السويس» لم يكن مهمة الفريق «بدوى» والتحرك على الأرض لم يكن مهمة الفريق «الشاذلى»، والتحرك فى السماء مهمة «فهمى». وقبل هذا وذاك تقتضى الموضوعية ألا ننسى ونحن نتحدث عن «مبارك» كواحد من الذين شاركوا فى حرب أكتوبر أن نذكر أيضاً أنه أول رئيس يحاكمه شعبه، وأن القضاء حكم عليه بشكل نهائى بأنه «حرامى»!.

أتعجب أشد العجب من بعض الأقلام التى ذابت عشقاً فى الحديث عن ثورة يناير، بعد نجاحها فى الإطاحة بـ«مبارك»، ثم تحولت بقدرة قادر إلى لعن الثورة، وإنشاد مواويل المديح فى «مبارك» وعصره، خلال السنتين الأخيرتين. وثمة سؤال جدير بالطرح على هؤلاء، وهو: إذا كنتم مقتنعين أن «يناير» مؤامرة، وأن حسنى مبارك مظلوم، وولديه مظلومان أيضاً ظلم الحسن والحسين.. لماذا لا تكملون الشوط إلى آخره؟. «مبارك» لم يزل حياً يُرزق، لماذا لا تطالبون بعودته إلى الحكم، بما أنكم تعتبرون أن «يناير» نكسة؟. وإذا كان الرجل قد طعن فى السن ولم تعد ظروفه الصحية تمكنه من حكم الشعب من جديد، فالبركة فى نجله «جمال»، والكل يعلم أنه شديد الشوق إلى حكم المحروسة وأهلها، لماذا لا تدعون لـ«جمال»، وتطالبون بأن يرث عرش أبيه.. من يلعن «يناير» ويمتدح فى حكمة وبطولة «مبارك» عليه أن يكمل جميله ويطالب بعودته، أو توريث الحكم لابنه.. فهل يجرؤ أحدكم؟!.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى