اخبار السياسه تحيا مصر.. حرة

فى لقاء للشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى معنا منذ نحو 3 سنوات، ذكر أن العاهل السعودى الملك عبدالله «رحمه الله» قال بعد ثورة 30 يونيو: «إن مصر هدية.. وفرطت منا.. ولا يمكن أن نسمح بأن نفرط فيها مرة أخرى».. هكذا كان يرى الملك عبدالله مصر، فدافع عنها، وهاجم الإخوان، وضغط على قطر ليحد من مؤامراتها ضد القاهرة، بالإضافة إلى ما قدمه من دعم دعم اقتصادى وسياسى ودبلوماسى، وما زال المصريون يتذكرون بيانه ضد الإرهاب، فقد وقف مع مصر فى خندق واحد ضد الإرهاب والمتأسلمين والمتآمرين، ولم يطلب منا شيئاً حتى فى ملف سوريا، ثم رحل الملك عبدالله وأخذت المملكة منحى متغيراً، ومع ذلك ظلت القاهرة على وفائها للملك الراحل وشعب السعودية، خاصة أن العلاقة بين البلدين تطورت بشكل مذهل بعد ثورة 30 يونيو، فلم تعد مبنية على العاطفة فقط، بل دخل العقل عاملاً مؤثراً ليس لدى صناع القرار فحسب ولكن بين الشعبين، حيث عرف الجميع أن أى أزمة فى بلد منهما تؤثر فى الأخرى وأصبح المصير مشتركاً، ولم تؤثر مقالات هنا أو هناك -رغم أن ذلك لم يحدث فى عهد الملك عبدالله- على طبيعة العلاقة، حتى جاءت كلمات مندوب السعودية فى الأمم المتحدة ضد مصر التى أعقبتها حملة صحفية ممنهجة ضد مصر ورئيسها ونظامها لتزيح الستار عما يكنّه المسئولون الجدد للقاهرة.

كنا نتعشم أن تقود مصر والسعودية، ومعهما الشقيقة الإمارات، المنطقة العربية فى أسوأ ظروف نتعرض لها، وأن يلعب النظام السعودى دوراً للضغط على قطر للعودة إلى الصف العربى «كما كان يفعل الملك عبدالله» وأن يتعامل مع مصر كشقيقة تمر بأزمة، وليس كبلد يسعى البعض إلى إذلاله أو تركيعه، وأن يساعد النظام السعودى مصر فى أزمة سد النهضة لما له من نفوذ اقتصادى وسياسى فى إثيوبيا، ولم يحدث، ولم نغضب، كما أننا لم نعترض على الانفتاح السعودى مع تركيا التى تناصب مصر العداء، ولم نهاجم السعودية لاستضافتها بعض رموز الإرهاب مثل الشيخ القرضاوى وغيره، حتى موقف المملكة المبدئى وقت ترشيح أمين عام جامعة الدول العربية مال ناحية قطر فى البداية، ولم نغضب، أو نعلق، أو نَلُم، لأن السعودية حرة فيما تفعله ومن حقها أن تبحث عن مصالحها، وجاءت حرب اليمن وتحالفت مصر بقواتها البحرية رغم أنها لم تكن شريكة فى القرار، ورغم عدم وضوح الهدف، حيث تردد وقتها أن الحرب قصيرة من أجل إجبار الأطراف المختلفة على الجلوس على مائدة الحوار دون شروط.. وطالت الحرب ولم تتراجع مصر رغم هروب الآخرين.

أما الموقف فى سوريا، فالإخوة السعوديون لا يدركون حتى الآن معنى سقوط الدول وتسليح المعارضة، فى الوقت الذى خرجت فيه مصر من تجربة مماثلة، كما أن سوريا كانت وما زالت أحد أهم منافذ الأمن القومى المصرى، بالإضافة إلى ما يربط الشعبين من علاقات تاريخية يصعب معها أن يتحولا إلى عدوين، ومع ذلك ظل المبدأ المصرى هو الحفاظ على وحدة سوريا.. لكن المطالبات السعودية تصر على التدخل العسكرى الذى ترفضه مصر، واحترمت القاهرة خيارات الرياض، لكن يبدو أن العكس غير موجود، ورغم تأييد مصر للقرارين الفرنسى والروسى إلا أن مندوب المملكة أصر على انتقاد مصر علانية، وهذا سلوك لا يمكن أن يكون بين أشقاء، حيث إن التقاليد العربية تحتم على الشقيق معاتبة شقيقه سراً، إلا إذا كانت نظرة بعض المسئولين السعوديين لمصر على أنها تابعة ويجب أن تأتمر بأمرهم، وهذا بالطبع لم ولن يحدث، لا بحكم التاريخ أو الواقع.

المملكة السعودية تفتح جبهات عديدة خلال الفترة الأخيرة وإذا كانت تواجه 3 مشكلات أساسية لخصها الكاتب أحمد المسلمانى فى مقاله بـ«المصرى اليوم» أمس وهى تراجع التوافق الدينى.. النفط.. تحول الدعم الأمريكى.. فالأفضل للمنطقة، وليس للمملكة فقط، أن تراجع مواقفها العربية وأن تتحد مع مصر لخلق حلف عربى قوى يواجه التحديات الأضخم فى تاريخ المنطقة، لا أن تهاجم الأشقاء، فالعرب لا يتحملون فُرقة أكثر من ذلك.. وبعض الشباب هناك لا يعرفون أن مصر ستحيا حرة وعصية على الانصياع والعقاب فى آن واحد.. وأن «السيسى» يملك رؤية قوية للمنطقة رغم الظروف الداخلية، ولديه حس عروبى وقومى يؤهله لإدراك المتغيرات المختلفة، وهو أيضاً غير قابل للتركيع مهما كانت الظروف، وعلى الجيل الجديد فى المملكة أن يكف عن الصغائر لأن مستقبل المنطقة بل وحاضرها مرهون بالتوافق المصرى السعودى!!

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى