اخبار السياسه الوجه الحقيقى لثورة «الديابة» فى 11/11

سؤال يتردد فى كل مكان: ماذا سيحدث فى 11/11؟ الإخوان الإرهابيون يبشرونكم بأنه يوم الخراب العظيم، حيث يهيم الناس على وجوههم، وتنتشر أعمال العنف والإرهاب فى كل مكان، وصولاً إلى حرق مصر، وبدء الحرب الأهلية التى تمهد الطريق لعودة الإرهابيين إلى حكم ما تبقى من مصر.

وضع الإخوان والأمريكان خطتهم، وكأنهم أصبحوا مطلقى الأيدى، وكأن مصر باتت بلا جيش، وبلا شعب، وبلا شرطة، يرسمون الخطط على الأوراق، ويظنون أن بقدرتهم أن يقولوا للشىء كن فيكون!!

لم يتعلموا من دروس الماضى، لم يدركوا أن لهذا الشعب درعاً وسيفاً، وأن وعيه بالمخاطر وحرصه على كيان دولته أصبح عقيدة تتصدى للزيف والبهتان.

فى هذه المرة يعتقد الإرهابيون أن حالة الاحتقان التى تتولد بسبب غلاء الأسعار، أو الزعم بنقص المواد التموينية، من شأنها أن تساعد على تنفيذ المخطط، ودفع الناس للخروج إلى الشارع، ليخربوا بيوتهم بأيديهم!! ضخوا أموالاً كثيرة فى الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، ضاعفوا لجانهم الإلكترونية، واستدعوا الخلايا النائمة لتعود وتلعب دورها، أجروا الاتصالات مع بعض الحاقدين والعملاء فى الداخل لتهيئة الأرض الخصبة للتفاعل مع الأحداث المقبلة.

اجتمعوا مع سادتهم فى الخارج، وضعوا المخطط، «أوباما» قبل أن يحاسب على الأموال التى أغدقها عليهم، والفشل الذى مُنيت به السياسة الأمريكية فى عهده، يريد أن يحقق انتصاراً كاسحاً قبل أن يغادر البيت الأبيض، حرّك أدواته، مارس ضغوطه، وعد بفرض الحماية الدولية على المخربين، وأعطى إشارة البدء فى 11/11. كانت المشكلة على مدى الأعوام الماضية: كيف نستطيع إقناع الشعب المصرى بالخروج إلى الشارع، لتنفيذ السيناريو السورى على الأرض المصرية، إشعال الحرب الأهلية، وتقسيم الوطن إلى كيانات متصارعة، وإحداث انقسام داخل الجيش المصرى؟

بعض المحرضين راحوا يرسمون الخطط وصولاً إلى السيناريو السورى. مساكين، يظنون مصر قطعةً من الجبنة السويسرية المملوءة بالثقوب، والتى يسهل تقطيعها، لقد ظنوا أن تحريض «أوباما» وألاعيب إسرائيل يمكن أن تقنع الشعب المصرى بتخريب بلاده، نسوا أو تناسوا تاريخ هذا الشعب، وحرصه على كيانه الوطنى وأمنه واستقراره. لم يقرأوا كيف صمد هذا الشعب بعد هزيمة 67 وسقوط الآلاف من الشهداء والجرحى، لم يطّلعوا كيف صمد الشعب الجريح وجيشه الممزق ونجحوا فى تحقيق الانتصار العظيم فى أكتوبر 73، لم يقلبوا صفحات التاريخ ليدركوا كيف استطاع هذا الشعب الحفاظ على كيانه ووحدته وحدوده منذ بناء أول دولة فى التاريخ، أى منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. ينسى هؤلاء أن المصريين عندما ثاروا عليهم فى الثلاثين من يونيو 2013، وأسقطوا حكمهم وحاصروهم فى كل مكان، لم يفقدوا ذاكرتهم بعد، لأنهم يدركون أن عودة الإخوان من جديد معناها بحور من الدماء، وشعب يُشرَّد، ودولة ستنهار. وسواء اختلف البعض مع السيسى أو اتفق، لكن هناك حرصاً من الجميع على كيان الدولة، ورفض المغامرة مجدداً، أياً كانت الأسباب، وهى كلها أسباب واهية، هدفها الأساسى إسقاط الدولة والانتقام من الجيش والشرطة والقضاء، بل والشعب أيضاً. يعرف الشعب المصرى، من واقع خبراته وتجاربه، أن الأوضاع الاقتصادية لن تبقى على حالها، وأن السياحة بدأت تعود رغم كل المؤامرات عليها، وأن اكتشافات البترول والغاز الجديدة قد تصل إلى حدود 4 تريليونات جنيه.

إن العقيدة الوطنية لدى المصريين مرتبطة بالأرض والكيان، فهما الضمانة لاستمرار الحياة والوجود، ودونهما الضياع والانهيار. طبيعة النظام السائد أو الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية لا يمكن أن تكون هى الأداة التى تستخدم للقضاء على هذا الكيان أو نشر الفوضى على أراضيه.

فى أعقاب هزيمة 67، فقدت مصر أكثر من 80 ٪ من معداتها العسكرية، فقدت ثروتها البترولية فى سيناء، فقدت إيرادات قناة السويس التى تم إغلاقها، دُمرت منشآت صناعية وأصول عقارية، تم تهجير أبنائها فى محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد، لم تسقط الدولة، ولم يخرج الناس إلى الشارع إلا ليؤكدوا أنهم متمسكون بجمال عبدالناصر، والثأر حتى النصر.

كان الخيار الوحيد أمامنا فى هذه الفترة للخروج من الأزمة والاستعداد للمعركة هو اقتصاد الحرب، ثم فرض ضرائب جديدة، ثم ترشيد النفقات، ثم وقف استيراد السلع الكمالية من الملبوسات وأجهزة التليفزيون والراديو والثلاجات والغسالات وغيرها، ثم زيادة الرسوم الجمركية على السلع الواردة للاستعمال الشخصى بنسبة 50 ٪ وغيرها وغيرها..

بدأت سياسة شد الأحزمة تؤتى نتائجها، أصبحنا جميعاً طرفاً فى المعركة خلف جيشنا، رحل عبدالناصر فى منتصف الطريق، استمر إصرارنا على الانتصار، حتى جاءت اللحظة فى أكتوبر 1973، شعرنا بالفخر والقوة، وارتفع اسم مصر عالياً يحلق فى السماء.

انزعجوا كثيراً عندما أصدر السيسى تعليماته للقوات المسلحة بالثأر لأبنائنا فى ليبيا، لقد فوجئت أمريكا بالطيران المصرى يدك مواقع الإرهابيين فى «أجدابيا» دون علم، فوجئوا باتجاه مصر شرقاً وتنويع مصادر السلاح، فوجئوا بالتعاقدات على «الميسترال» جمال عبدالناصر وأنور السادات، والرافال، والفرقاطة، وأسلحة سوفيتية حديثة.

تحدث السيسى أكثر من مرة عن «القرار الوطنى المستقل» فأثار انزعاجهم وقلقهم، أدركوا أن العدوى ستنتقل من بلد إلى آخر، شعروا بأن الرجل الذى أوقف مخططهم التآمرى بانحيازه للشعب، لا بد أن يسقط.

نسوا أو تناسوا، فى غمرة التخطيط الشيطانى، والأموال المرصودة والتحركات السياسية والدولية المعَدَّة، أن هناك شعباً له إرادة حرة، أصبح محصناً ضد الفوضى بعد أن شاهد بأم عينيه كيف تنهار الأوطان وتُشرَّد الشعوب!!

هؤلاء الجبابرة لن يحركهم فيديو أو كلمات معسولة، أو ألسنة مسمومة تنطلق من فضائيات عليها ألف علامة استفهام، وكتابات يُشتم منها رائحة المؤامرة، هذا شعب يضرب بجذوره فى عمق التاريخ، ووعيه بالتحديات والمخاطر أكبر مما يعتقد الكثيرون.

هذا شعب لن ينسى لعبدالفتاح السيسى أنه غامر بحياته لإنقاذه، وأنه لا يعرف الطريق إلى النوم إلا قليلاً بفعل سعيه لإنجاز الكثير من مشروعاته، وفى مواعيد زمنية تثير الدهشة والانبهار، يدرك المصريون أن السيسى جاء مكبلاً بالأوضاع الصعبة، وأنه مضطر للخروج من عنق الزجاجة وإلا الموت، ولكنه صادق فى وعوده، سنوات قليلة وتعود مصر لتحتل موقعها بين الدول المتقدمة.

الرجل لا يطلب سوى الصبر لتجاوز المحنة، وعندما يثق المصريون فى قائدهم، يمنحون أعمارهم، فما بالك بهم عندما يعرفون أن الوطن مستهدف، وأن خروج البعض منهم لن يحل مشكلة بل سوف يثير الفوضى، ويطلق يد اللصوص والبلطجية لهدم ما تبقى؟!

سوف يمر 11/11 بكل هدوء وسلام، ومن يجرؤ على الدعوة للفوضى أو التخريب فسيُسحق من الجماهير قبل الآخرين، هذا رهانى الذى استمعت إليه من الفقراء والمطحونين فى الشارع والأيام بيننا.

■■■

معركة الشرف

تحية لأرواح الشهداء الذين سقطوا، الأبطال الذين قاوموا وقتلوا أكثر من 115 إرهابياً فى معركة الشرف فى أحد الكمائن القريبة من منطقة بئر العبد فى سيناء.

من بين الجرحى أتوقف أمام الملازم أول عمر محمود فهمى نصار نجل اللواء محمود فهمى نصار رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

كان الملازم أول عمر من ضمن من أصيبوا فى الهجوم على الكمين، إنه مثل رائع للعسكرية المصرية، تأكيد على المصداقية، فالكل فى الجيش المصرى سواء، كان بإمكان والده أن يتوسط له للبقاء بعيداً عن ميادين المعركة خوفاً عليه، كان بإمكانه أن يدفع به إلى أى مكان فى القاهرة أو الإسكندرية.

هذا هو جيشنا العظيم، وهؤلاء هم قادتنا الذين يقدمون أرواحهم من أجل أن نعيش نحن فى أمن وأمان ومن أجل أن يبقى الوطن عزيزاً حراً مستقلاً وتبقى حدوده آمنة على مدى التاريخ.

الشهادة هى أعظم أمانيهم، وهى مبتغاهم وأحلامهم.. عاشت مصر حرة، وعاش جيشها العظيم وشرطتها الباسلة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى