اخبار السياسه كم خذلناكم..

اخبار السياسه كم خذلناكم..
اخبار السياسه كم خذلناكم..

خرّ مسنٌ على الأرض باكيا يقول بصوت لا أدري كيف سمحت شهقات صدره المتتالية لكلماته بالعبور «يا رب موت بلا قهر ولا حاجة». يحاول النهوض فلا يجد إلا يد عجوز أصابها ما أصابه امتدت لترفعه وتزيل عنه القهر والآلام.

آخر سد أذنيه «سئمنا من التأفف وكأنما خلقنا بالعجز»، ويمر بابتسامة تخفي الكثير ليتسابق مع صديقه على كرسيه المتحرك!، وثالث وقف داخل "سجن أبيض" شاردًا أمام عالم يتحرك بسرعة ينتظر أن تخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق، وآخر احتضن عصا مكنسة اتخذها رزقا لأولاده وعيناه تقفوان جيوب العابرين.

***

بخطواتهم الثقيلة، يمرون أمامنا يوميًا ركبتهم الهموم وخذلتهم آلة نسميها الجسد ولم تبق سوى روح منهكة، نقاطع بتمردنا خطواتهم ونسابقهم حتى لا ينقص من وقت همنا ونصبنا شيء، ونحتل أرضهم الصغيرة في وسائل النقل، ونأخذ عليهم كلامهم ونسخر من ماضيهم، ما هذا الجحود؟! كم خذلناهم!.

***

على أعتاب القيامة نقف، لم نغرس «الفسيلة»، ولم ننشر الرحمة، أتراهم لا يفهمونا رسائلنا وإشاراتنا؟.. كم كسرنا من قلوب!، إلى سائق أبى الانتظار ثواني ليحمل عجوزا كانت تدعو الله له فدعت عليه، إلى جامعي غضب من مسن لم يستطع أن يقفز 3 درجات من سلم ليمر من خلاله فأربكه بتأففه وأشعره بعجزه، إلى فتاة تسخر من شعر أبيض نبت في رأس أم أنفقت عمرها عليها هما وحزنا، إلى طفل لم يُعلّم التوقير ولا التقدير، ذرة من رحمة نلقى بها الله، سيروا على سيرهم قدموهم على أنفسكم، قبلوا رؤوسهم واعتذروا، اعتذروا كثيرًا، أتعلمون لماذا؟، هل جربتم أن تقولوا كلمة طيبة لأي مسن في شوارعنا الظالمة. ألا تعلمون لماذا يبكون؟!.

***

إلى من عرف الشيب طريقا لرؤوسهم، الذين قهرتهم الكلمات والنظرات والإشارات، سامحونا كما عهدناكم، أنتم الأكبر الأنقى، خذلتنا دنيانا فخذلناكم، «عذبتنا حطمت فينا الأماني.. مزقتنا، نحن في الدنيا حيارى إن رضينا أو أبينا، حبنا نحياه يوما، و غدا نجهل أين» (فاروق جويدة).

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى