"كنت بشتاقلك وأنا وأنت هنا، بيني وبينك خطوتين، شوف بقينا".. بينما تقولها كوكب الشرق بصوت شجي، يبعث بذكريات وتفاصيل حكايتك، التي ما زالت تترك أثرها في نفسك، فتذهب بذاتك إلى حيث تقف "الست" على خشبة المسرح، وتميل رأسك استمتاعا، تتمنى وقتها أن تجتاز كل تلك المسافات وتعود لـ"قصة الأمس"، ويكون بينك وبينها "خطوتين"، فتسارع هي بالرد "يا حبيبي وأنت فين، والعمل؟ ايه العمل؟".
أن يكون بينك وبين أم كلثوم خطوتين تستمع لها وتدقق في تفاصيلها فرصة لم نحظ بها، لم يعلق في أذهاننا سوى طلتها بفساتينها التي حفظناها ظهرا عن قلب بمتابعة حفلاتها، وتسريحة شعرها التي نادرا ما غيرتها، وصديقها الأقرب لقلبها "منديلها" الذي طالما خفت فيه قلقها وتوترها حت بات رفيقا لها، إلا أن وجهها ظل بعيدا وملامحه غير واضحة بدقة خاصة عن أبناء الجيل الذي لم يعاصرها، وزاد من غموضه النظارة التي رافقتها في رحلة مرضها.
لم تكن جودة الحفلات التي نستمد منها شغفنا بـ"الست" عالية حتى تظهر ملامح وجهها واضحة، ولكن ندين للكاميرات بالصور التي التقطتها لهذه القامة، لنرى فيها أم كلثوم من الصبا وحتى أن داهمها العجز والمرض، ليس فقط.. بل سجلت الكاميرا لحظات نادرة لأم كلثوم في حفلاتها على المسرح وأثناء جولاتها الخارجية، وارتدائها للفساتين في الحياة العادية، وغيرها وغيرها من الصور التي لها حكايات مع "الست".
تضحك، وتبكي، وتتأمل، وتسرح، وترقص، وتندمج في الغناء، وتسقط على المسرح، وتختبأ خلف الستار، كلها لحظات مضت أوقفتها الكاميرا في صور، يحالفنا الحظ بها بدلا من تلك الحفلات التي تمنينا حضورها وحالت بيننا السنين، جمعنا أفضل هذه اللحظات لنكون على مقربة من مواقف عاشتها "الست"، ونقف أمامها كمرآة نرى فيها ملامحها واضحة، في صور قد يكون بعضها نادرا، يظهر فيها جمال "الست" الذي خرج منها إلينا في صوت توارثناه مجانا.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري
