اخبار السياسه نزار قباني.. ضمير الأنثى وأعظم من تحدث بلسانها

اخبار السياسه نزار قباني.. ضمير الأنثى وأعظم من تحدث بلسانها
اخبار السياسه نزار قباني.. ضمير الأنثى وأعظم من تحدث بلسانها

عرف جيلنا نزار قباني عبر صوت المطرب العراقي كاظم الساهر، "زيديني عشقا" و"إلا أنت" فتحتا الباب أمام جمهور شاب لا حصر له للبحث عن قصائد هذا الشاعر السوري المعجزة، وفي وقت كانت الأعمال الكاملة لأمل دنقل بـ "20 جنيها" كانت أعمال نزار قباني بـ "1200 جنيه".

هذه لم تكن بداية شهرة نزار قباني، فقد سبقتها مرحلة ذهبية اكتشفناها تباعا، بدأت مع "أيظن" التي شدت بها القيثارة نجاة، ثم توالت اللقاءات بين نزار ونجاة التي كانت دوما تنتقي الشعر والشعراء، وخرجت إلى النور روائع مثل "ماذا أقول له"، "إلى رجل"، "لا تنتقد خجلي"، ثم توالت التعاونات مع نجوم زمانه وكل زمان: "أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، فيروز، ماجدة الرومي، طلال مداح، لطيفة، أصالة، عاصي الحلاني".

بين كل ما كتب عن نزار من أنه "شاعر المرأة" تظل السمة الأبرز له كشاعر هو تعبيره عن مشاعر الأنثى أفضل من الانثى نفسها، تخطت قصائده في قيمتها أعمالا كتبتها سيدات عن كيف تعشق الأنثى وكيف تغضب وكيف تعالج الغضب وكيف تواجه المجتمع الشرقي، لنتفق أيضا أن الكتابة تخرج من ضمير "الأنا"، وضمير المتكلم في العربية لا فرق فيه بين المؤنث والمذكر.

"حبلى"هاله موقف مر بحياته من خسة أحد الذكور، فعمد إلى قريحته منتجا نصا وهميا، عاش بعده في وجدان كل أنثى، بل حضر في مخيلة أحد القضاة أثناء نظر القضية الشهير بين "هند الحناوي" وأحمد الفيشاوي"، واستشهد المستشار أحمد رجائي دسوقي ببعض كلماتها: "ليراتك الخمسين تضحكني.. لمن النقود.. لمن يجهضني.. لتخيط لي كفني .. هذا إذا ثمني.. يا بؤرة العفن.. انا ساسقط ذلك الحمل.. فأنا لا أريد أبا نذلا".

تعمد ضمير الأنثى في قصيدة "حبلى" أن يلعب على حبل الثبات الانفعالي: "لا تمتقع، لا شيء يدهشني، أتبصقني؟ والقيء في حلقي؟ ليراتك الخمسون تضحكني، أنا لا أريد له أبا نذلا"، في المقابل بالغ ضمير الأنثى في وصف الجزع الذي أصاب "الذكر" الذي يفترض فيه الثبات الفطري "فصرخت كالملسوع بي.. كلا"، وألم اللسع هو أفظع ألم يمكن أن يصيب الإنسان، واستعاره للتعبير عن شدة الجزع من الخبر، وشدة خور الرجل، وثقل المسؤولية، وجبنه أن يتجمل نتيجة أفعاله كما تحملها ضمير الأنثى بكل شجاعة وثبات.

"امرأة حمقاء"العنوان في ذاته ساخرا من ذاته، كوميديا سوداء أن تكون المرأة التي تطالب بحقوقها في زمننا "حمقاء"، يخاف ضمير الأنثى أن يقول "ما لديه من أشياء"، مابالك بخوفه من الأشياء نفسها، "فشرقكم يا سيدي العزيز يصادر الرسائل الزرقاء" هذا اللون الأنثوي الرقيق لا وجود له في هذا الشرق الذي يتحدث عنه الضمير هنا، "شرقكم" من هم؟ الرجال أم الشرقيون عموا رجالا ونساء وشيوخا وعجائز؟ وجه ضمير الأنثى هنا كاف الخطاب لكل من صادر أحلام المرأة أو نفذ مصادرة أحلام المرأة أو وافق على مصادرة أحلام المرأة ولم يعترض.

حمّل الضمير المسؤولية للجميع ووضعهم في قفص "كاف الخطاب" وأكمل سيره بين الأحرف المنكسرة: "لا تنتقدني سيدي، إن كان خطي سيئا، فإنني أكتب والسياف خلف بابي، وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب"، "فشرقكم يا سيدي العزيز، يحاصر المرأة بالحراب، يبايع الرجال أنبياء، ويطمر النساء في التراب".

"أيظن""حمل الزهور إليّ.. كيف أرده" جملة لن يفهمها سوى رجال لديهم موهبة التلبس بالآخر مثل نزار، هذا الشيطان الذي كشف الأنثى أمام نفسها، كلمة تدور دائما بين المرأة ونفسها لا يطلع عليها أغلب الرجال، كلمة تقفز فوق رؤوس مواقف بعينها، تحمل تفاصيل بعينها، "الزهور"، ترى ما وقع الورود في نفس الأنثى، هل هي بالنسبة لها مجرد مخلوقات جميلة الشكل ضعيفة البنيان، أم هي معادل دائم عند الأنثى عن كل ماهو رقيق، كاعتذار رقيق، وندم رقيق، وخجل رقيق، حتى في غضبها أول ما تفكر تفكر في "تحطيم أواني الزهر".

يستمر التكشف، ويستمر ضمير الأنثى في فضح المستور عند هذا الجنس القريب البعيد، نصف المجتمع وصانع النصف الآخر، واهب البرد والنار، كلمة قد تحيل المرأة ماردا ينفث من الغضب ما يحرق مدننا ويقط إمبراطوريات، وكلمة تجعله وديعا مثل قطة تتناسى بالليل تجاهل الصباح: "من قال إني قد حقدت عليه؟".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى