اخبار السياسه المال الغزير.. والدم المسفوح

ثمة مسألة مهمة فى الجريمة الإرهابية اللاإنسانية التى شهدتها صحراء المنيا يوم الجمعة الماضى تستحق التوقف أمامها، إنها مسألة التكلفة المالية الضخمة التى تكلفتها العملية، سواء فى شراء سيارات الدفع الرباعى والسلاح المستخدم، أو فى تهريب المستلزمات، أو فى شراء المعلومات حول تحرك ركب الشهداء، أو تكلفة تدريب العناصر التى شاركت فى الجريمة. نحن أمام عملية تكلفت الكثير، ولا بد أن ثمة جهة نهضت بعبء التمويل. أصابع الاتهام تشير إلى «قطر». الاتهام موضوعى إلى حد كبير، فالكثير من دول الخليج لا تجد غضاضة فى تمويل جماعات هنا أو هناك من أجل تحقيق أهداف سياسية معينة داخل دول. وقطر من أكثر دول الخليج التى سعت منذ فترة مبكرة إلى اختراق الدول العربية، ووضعت لنفسها هدفاً أكبر هو مصر، فوجهت إليها منصتها الإعلامية المتمثلة فى قناة الجزيرة التى تحول إعلامها منذ عدة سنوات إلى ما يشبه المنشورات السياسية أو الدعوية باسم جماعة الإخوان، ولم تتردد فى توجيه منصتها المالية أيضاً فى محاولة لهز وإرباك الأوضاع فى مصر. والنتيجة عمليات إرهابية توجه إلى مصريين بسطاء يقتلون على الهوية.

المسيحية ليست ذنباً حتى يقتل مَن يحمل بطاقة هوية تقول إنه مسيحى، المصرى فى النهاية مصرى، سواء كان مسلماً أو مسيحياً. البسطاء فى بلادنا يكافحون ويواجهون متاعب كثيرة من أجل الحياة، لا تعادلها متاعب. يلاقون الأمرّين من أجل الحصول على جنيهات، وعندما يقبضون عليها يصبح كل تفكيرهم فى كيفية حل اللغز المستعصى على الحل بالتوفيق بين الجنيهات القليلة والاحتياجات المعيشية التى تتحرك أسعارها بلا لجام. المسيحى فى هذا البلد كالمسلم يجد الراحة فى العبادة، وفى بيوت العبادة، يهرع إلى كنيسته أو مسجده طالباً من خالق العباد أن يعينه على ظلم العباد وأن يمنحه الصبر على ابتلاءات الحياة وضيق المعايش. هل يرضى المولى عز وجل أن يكون ختام الرحلة هو القتل؟. هؤلاء الذين ينفقون المال الغزيز على قتله لا يهمهم من يقتل. والمأجورون الذين يحملون السلاح لقتله يظنون أنهم يسدون خدمة لإله الناس، ولو أنهم تأملوا قوله تعالى: «مَن قَتَل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض» لأدركوا أن «قتل الفساد فى الأرض» ينطبق عليهم كل الانطباق. فلست أرى معنى للقتل الذى يعكس الفساد سوى هذا النوع من القتل الذى يقدم فيه مأجور على قتل إنسان لا يعرفه، إنسان لا يعرف عنه سوى ما قرأه فى بطاقة هويته فى خانة الديانة التى تقول إنه مسيحى.

البسطاء الذين لا يجدون ما ينفقون يقتلون، وينفق على قتلهم مال غزير، مال بلا حساب، من أجل مكايدة نظام أو سلطة سياسية. والنتيجة التى يحلم بها هؤلاء بالزج بهذا البلد إلى أتون الفوضى والتفكك هى أبعد ما تكون عن لحاهم وشواربهم. هذا الشعب قادر على تغيير أى نظام حين يريد، وهو كتلة صلبة ليس بإمكان أحد أن يفككها. ما أكثر الطبول التى دقت فوق رأس هذا الشعب، وما أكثر من كادوا له. الطبول تحطمت فوق رأسه الصلب العنيد، ومن كادوا له ابتلعهم فى أحشائه ليضعهم بعد ذلك فى مكانهم الطبيعي!. إنها مصر.. وكفى!

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى