اخبار السياسه "الثانوية العامة".. شكة دبوس

اخبار السياسه "الثانوية العامة".. شكة دبوس
اخبار السياسه "الثانوية العامة".. شكة دبوس

يعيش المجتمع المصري، في شهر يونيه من كل عام، حرب أعصاب، بسبب كابوس ما يُسمى بالثانوية العامة، بل إن البعض يعتبره البُعبُع، الذي يجب أن يستعدون له قبلها بعامين على الأقل.

فمع بدء امتحانات الثانوية العامة، تعيش شريحة كبيرة في المجتمع حالة من الطواريء سواء على مستوى القطاع الصحي و الأمني و التعليمي، أما من الناحية الأسرية فهي المأساة التي يستعيذ بها كل أب وأم داعين الله أن تمر بسلام.

والواقع أننا لو تأملنا قليلًا هذه المرحلة لوجدناها أسهل وأبسط المراحل التعليمية التي يمر بها الطالب، ولكنها أسوأ المراحل النفسية عليه، فمرحلة الثانوية العامة هي الحصاد التي يجنيه الطالب لكل ما زرعه في مسيرته التعليمية من المرحلة الابتدائية مرورا بالإعدادية.

فالطالب ما هو إلا بناء يوضع له أساس سليم، وعند كل مرحلة يجني ثمار تعبه، وربما يصادف في إحدى المراحل ما هو أصعب من الثانوية العامة، فعلى سبيل المثال امتحانات الصف الأول الثانوي كثيرا من الطلاب يجنون درجات ضعيفة، بسبب صعوبتها أو احتياجها لقدرات خاصة، ولكن حينها يتم تجاهل الأمر تمامًا، لماذا؟

والجواب هنا ليس لماذا يتم تجاهل الأمر في أي مرحلة أخرى غير الثانوية العامة، بل لماذا يتم تضخيم مرحلة الثانوية العامة إلى هذا لحد؟

فتارة ما يقع هجومًا مسلحًا وربما حالات انتحار، وكثيرًا ما تقع وعكات صحية للأهل قبل الطالب، وغيره من المصائب، والجواب يكون إنها الثانوية العامة.

والعجيب أن الأسرة الواحدة ربما يمر عليها حالتين أو ثلاث ثانوية عامة في المنزل، ومع ذلك تخضع لنفس الضغط العصبي، على الرغم من أن كل أنهى هذه المرحلة وانتقل إلى عامه الأول بالجامعة، تأكد أنها لا تعدو سوى كونها "شكة دبوس".

الحلم مشروع والتمسك بالأمل فرض من فروض الله، ولكن كثير من الآباء والطلاب يقعون في خطأ جسيم في تلك المرحلة، وهو تحميل النفس فوق طاقتها، متناسين أن الله خلق الناس طبقات والعقول قدرات، فكيف لطالب يحصد كل عام درجات تعادل 75% يُطالب في مرحلة الثانوية أن يحصد 95%، مع العلم أنه كل عام يذاكر جيدًا ويعمل ما بوسعه.

يتعرض الطلاب لكثير من الضغوط في هذه المرحلة تجعلهم ينسون حلمهم أو ربما يجهلونه، فهناك طالب تميل قدراته إلى المواد الأدبية، يغير مساره إلى القسم العلمي لأن الأسرة تريد منه أن يرتاد كلية الهندسة، وكذلك الطالب ذو القدرات العلمية الذي يجبر على الالتحاق بالقسم الأدبي لأنهم يرون قدراته هكذا.

لماذا لا نريد أن نعلم أن مرحلة الثانوية العامة، مرحلة نفسية تكوينية أكثر من كونها تعليمية، فالطالب ما هو إلا إنسان علينا أن نزرع فيه الحلم والإيمان بأن تحقيقه له سبل كثيرة، وأن الحلم الصادق ليس بحاجة للزيف و الخداع و السرقة والغش، بل أنه يتم تكوينه خطوة خطوة.

زرع الرضا والأمل والتأمل في ما يقدره الله نفوس طلاب العلم، منذ الطفولة يكون له أثره الفعال في حل كل هذه الأزمات التي تعيشها مرحلة الثانوية العامة بكل زيفها، بناء طالب يستطيع أن يحدد مدى قدراته وأهدافه بنفسه أهم بكثير من جني درجات، ربما تكون نقمة في يوم ما، فكم من متفوق في الثانوية العامة فشل في الجامعة، لأنها غير شبيهة بقدراته وأعلى منها، وكم من طالب جنى درجات قليلة وتفوق في الجامعة، لأنه لديه حلم سعى وراءه وأحبه وآمن به، وليس محلة من أجل التباهي والتفاخر بجهد ليس جهدنا.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى