اخبار السياسه مصرع الرجل العميق

اجتماع دوري ينعقد كل صباح بالقرب من حوض الاستحمام مع صحيفة صباحية ما، وفنجان قهوة تعس يخشى الانزلاق من على حافة الحوض، وسيجارة بين إصبعين جافين كالسحالي، وترنيم فيروزي يقطع المسافة ما بين الـ playlist إلى أذني، مشهد العمق النموذجي الذي لم يذبل بعد، ولم تمل جوقة العمق من سرده، فقط عندما تنتبه إلى أن ميعاد الهبوط الاضطراري من فردوس الكسل إلى جحيم العمل قد حان، كآبة ما تتدلى من سقف الجنون الصباحي مطرودة من رحمة الاسترخاء، 10 مليون "سيزيف" أبله يدحرج صخرة قاسية لم تكترث له يوما، جرأة بالغة تنتابك لتنتزع نفسك من هذا السياق اللانهائي كلغد ضخم سخيف، أسفله يختنق الكون، تحتضر السيجارة بين إصبعيك، ثم تهوي رغما عنك في الماء، تطفو كجثة محارب "فايكنج" ترحل إلى فالهالا، سيجارة مطفأة ميتة أفضل بكثير من وغد حي يتنكر كل صباح في ثياب رجل ميت، مصيرنا المشترك هو الإطفاء، لكن المباغتة عادة حصرية جدا من عادات الموت، وبين حرج ابلاغ رؤساء العمل بغيابي، وانتعاش الكسل في جسدي، اتسعت مساحة الموت داخل الحوض، "سيزيف" يكسر الأبدية، ويتغيب عن دحرجة صخرته اللامبالية.