اخبار السياسه كلنـا لها

اخبار السياسه كلنـا لها
اخبار السياسه كلنـا لها

كلنا لها

قارئى العزيز، هل تعلم أن البحث عن عمل الآن -بوجه عام وفى الإعلام بوجه خاص- يعد التطبيق العملى لمقولة "البحث عن إبرة فى كومة قش" -وللعلم- فى دولة شقيقة قاموا بتجربة عملية لإيجاد الإبرة وبالفعل وجدوها لإثبات أنه لا يوجد مستحيل.

وإعمالا لما سبق فإن الصبر مع البحث قد يساعدك فى الحصول على مقابلة شخصية للوظيفة المنتظرة، ولكن تحضيرا لتلك المقابلة عليك قراءة كتيب التعليمات لتخطيها والعمل بنصائح السابقون حتى تنضم لجماعة اللاحقون، مع الكثير من التضرع فى الدعاء حتى تستطيع إليها سبيلا، لكن كل هذا لن يمنع أبدا مواقف وطرائف المقابلات وما تحمله من عِبرات تجعلك خبير بل واستشارى محنك يعمل بنصائحه المقبلين الجدد على تلك الخطوة، وبما إننى أتشرف بكونى حاملة لدكتوراه فخرية فى الرفض وخبرة تخطى المقابلات الشخصية بأنواعها ولدى مناعة حصينة ضد جميع أنواع الحرج المصاحب لها يسعدنى المشاركة حتى لا تشعر وحدك بالخيبة أو الوحدة فى مصابك ولتعلم "كلنا لها".

ستجد أن المقابلات دائما ما تجد طريقة غير مألوفة لتفاجئك بموقف لم يكن فى الحسبان، ففى إحدى مقابلاتى الأولى اضطررت إلى الانتظار لمدة ست ساعات كاملة لإجراء تلك المقابلة المنشودة، وبعد انتظار طويل تم رفضى بنجاح لأننى من فرط التعب تلعثمت فى كلمة واحدة فقط ولم يغفروا ذلتى، دعك من هذا فالننتقل لآخر تقدمت لوظيفة تطلب حديثى التخرج وفى المقابلة تذمر المسؤول من عدم وجود خبرة فى سيرتى الذاتية، فى تلك اللحظة لم أتمالك نفسى وانفجرت شحنة غضب قمعتها شهور عقب عدة مقابلات ووجدت نفسى أرد بانفعال (وهجيبها منين حضرتك.. أنا لسه متخرجة وفى إعلانكم عايزين خريج جديد.. إزاى هيبقى عندى خبرة وأنا كل مكان أروح له يقول لى عايز خبرة لما كله عايز خبره مين هيديها لى.. وبالمرة أنا كمان معنديش واسطة.. والواسطة الوحيدة اللى ممكن أديها لك هى شغلى وأعتقد المقابلة كده انتهت.. شكرا على وقتك يا أفندم)، وبعد أن صببت غضبى عليه فررت مهرولة ولم أنتظر ردا منه لأننى لم أحتمل فكرة طردى أو إهانتى، وتركته محملقا متجهما لم ينطق أو يتحرك من الصدمة، بعد مرور بضع ساعات من الضحك الهستيرى على هذا الموقف تفاجأت باتصال من نفس المسؤول المصدوم يطلب منى المجيء لاستلام عملى بدءا من الغد.

نعم بالفعل أتفهم صدمتك وذهولك، فهذا كان شعورى بعد إغلاق الخط، حينها رددت "ناس مبتجيش غير بالعين الحمراء"، لكن ما يبعث "الإزبهلال" لدي هى تلك السياسة البغيضة المتبعة فى العمل فى مجال الإعلام (سياسة إنت مين؟!)، إذا كنت من العاملين فى المجال الإعلامى ستفهم ما أعنيه، بالضبط وإذا لم تكن فأكمل قراءة المقال إلى آخره.

أصبح العمل فى مجال الإعلام كالبحث عن معجزة سماوية إذا كنت لا تحمل واسطة من ناس مهمين أو علاقات داخلية قوية داخل مؤسسة إعلامية أو لديك ما لا يقل عن مائة ألف متابع أو معجبة، إذا كنت / كنتِ مطرب أو مغنى أو ممثل أو راقصة فأرجوك انسى أى شروط أنت مرحب بوجودك لدخول المجال بمنتهى السلاسة وبعروض مغرية، أما بخصوص الخبرة والموهبة وإتقان العمل فإنهم بلا قيمة أمام توفر شرط واحد مما سبق.

لا تسيء الظن بى فأنا لا أعترض على دخول أيا يكن فى المجال الإعلامى، ولكن اعتراضى على اقتصار الحصول على الوظيفة على تلك الشروط رغم وجود مواهب وكفاءات لا تملك الشهرة الكافية، ليعرفها جميع من فى الوسط ولا تحصل على فرص متكافئة لعرض مواهبها، ورغم ذلك تتهافت القنوات والإذاعات على ضم الفنانين والمطربين والممثلين لطاقمها بدلا من اكتشاف مواهب جديدة، حتى وإن حاولت التقدم بطريقة مباشرة فإنك تحصل على رفض معد مسبقاً لكونك غير معروف أو لا تحمل واسطة أو ليس لديك عدد ضخم من المتابعين -أو إذا كنتِ محجبة طبعاً- أعتقد أن عليك الآن إضافة عدد متابعينك إلى سيرتك الذاتية لتسهيل تحقيق حلمك ونيل وظيفة تتناسب مع موهبتك بل بالأحرى مع عدد متابعينك.

المحزن أننى أرى سنويا تخرج عدد مهول من طلاب كليات الإعلام ومنهم الكثير الذى لديه مواهب مبهرة وأفكار مبدعة فى حاجة للإكتشاف ولكنهم يأسوا من فكرة التقدم لوظيفة فى الإعلام بسبب الرفض المتكرر غير المسبب ناهيك عن أساليب الضغط القذرة و المساومات الحقيرة التى يمارسها البعض على المحجبات ليخيروهن بين تحقيق حلمهن بالتخلى عن حجابهن أو الرفض وبناء عليه يختار المعظم دفن مواهبه فى العمل فى أول وظيفة يجدها ، حتى ذوى الخبرات فى المجال بعد رحلات سعى ومعافرة ومحاولات تبوء بالفشل يضطر الكثير منهم لتغيير مجال عمله واختيار أى وظيفة أخرى يأساً من كثرة الرفض وصعوبة الطريق.

لا أفهم لماذا كل تلك التعقيدات؟! لما كل هذه العنصرية ؟! ماذا سيحدث إذا أعطينا فرص للجميع أو حتى خصصنا 50% من الفرص لأصحاب المواهب والباقي فليأخذوه بالهناء والشفاء ؟! ألم نكتفى من تلك الوجوه العجوزة المتربة التى عفا عليها الزمن وأكل وشرب؟! لماذا تحتكروا هذا المجال وتحددوا من يستحق الظهور ومن لا يستحق وفقاً لقيود صنعتوها لتبعدنا عن المجال؟! لقد سأمت من تلك المحتويات العقيمة التى لا تختلف عن بقايا الحفريات وتلك البرامج المكررة وتلك الوجوه السمجة، لماذا ترفضوا الأفكار الجديدة المختلفة؟! لما علي الخضوع لقواعدكم العجوزة و المريضة وممارسة المِطاطية لتحقيق أحلامى ، أنتم من صرفتوا الناس عن برامجكم وإرتموا فى أحضان برامج السوشيال ميديا التى استطاعت أن تعبر عنهم، لما الإصرار على صنع نسخ من قوالب ثابتة مملة لم تعد تصلح للاستخدام الآدمى؟!

سامحنى على الإطالة، فلنقف تحية لكل من صمد حتى النهاية وحقق حلمه بكسر كل القواعد والتمرد على تلك الشروط ، تحية لكل من هرب من مصنع الفشل الذى يقنع الجميع بقلة الحيلة والعجز عن تحقيق أبسط الأحلام المشروعة، أرجوك اصمد رغم كل شيء فأنت قد تكون المنارة التى تنير طريق الساعين إلى أحلامهم وتطمئنهم بقرب الوصول.

وأخيرا عزيزى الواقف بمنتصف الطريق تشعر بالإحباط واليأس أرجوك أكمل الطريق الذى كاد أن ينتهى وستشعر بمدى  استحقاق لحظة الانتصار والوصول لكل تلك المعاناة.. أنت معجزتك المنتظرة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى