تغيير مناهج التعليم الديني في المغرب لمكافحة السلفية

تغيير مناهج التعليم الديني في المغرب لمكافحة السلفية
تغيير مناهج التعليم الديني في المغرب لمكافحة السلفية
رغم مرور أسبوعين على بداية السنة الدراسية في المغرب فمازال التلاميذ ينتظرون الكتب التعليمية المقررة في المدارس، خاصة كتاب مادة "التربية الدينية" بسبب تغييرات طارئة في المقررات والمناهج التعليمية في آخر لحظة.

كان الوقت يقترب من المساء، حين سألت سيدة في إحدى المكتبات في الدار البيضاء عن الكتاب الجديد المقرر رسميًا لمادة التربية الدينية، غير أن صاحب المكتبة أخبرها أن الكتاب المدرسي غير متوفر لحد الآن.

بامتعاض كبير غادرت السيدة المكان، وهي تستنكر التغييرات المتكررة للمقررات التعليمية في المغرب.

حال هذه السيدة كشأن الكثير من الأسر المغربية التي لا تزال في رحلة البحث المستمر عن هذه الكتب، بالرغم من مرور أكثر من عشرة أيام على البداية الرسمية للدخول المدرسي.

السبب في ذلك يعود إلى تغيير مقررات التربية المدرسية، بناء على إرادة الملك محمد السادس.

وكان العاهل المغربي، قد أمر في شهر فبراير المنصرم، كلا من وزيري التربية الوطنية والأوقاف والشئون الإسلامية، بضرورة مراجعة مناهج وبرامج مقررات هذه المادة المدرسية، "في اتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية والتفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر.

القيم السمحة والانفتاح على الثقافات
اعتبر المؤطر التربوي إدريس الصمغور في حوار مع DW عربية، أنه مع تزايد الاضطرابات في العالم نتيجـة مظاهر التطرف والتعصب الديني، كان لابد للمغــرب أن يتخذ هذه الخطــوة من أجل مراجعة المناهج التعليمية "كي تتلاءم مع قيم الاعتدال والوسطية والتعايش مع مختلف الثقافات والحضــارات الإنسانية".

ويمكن تلخيص التغييرات الكبرى على مستوى الكم والكيف، إذ تم تقليص حجم محتويات المواد إلى نصف ما كان معتمدًا في السابق حتى يمكن للتلميذ استيعاب المضمون في إطار تفاعلي، كما تم استبدال عدد من الآيات التي يفهم من تفاسيرها أنها تركز على الجهاد والحرب، وإلى جانب المكونات الأساسية المرتبطة بالتعاليم الإسلامية، تتوجه المناهج الجديدة للتركيز على التربية على الحقوق والمواطنة والبيئة.

وفي هذا الصدد تقول الناشطة الحقوقية فدوى رجواني في حوار مع موقعنا: "سررت لهذه المراجعة أو التنقية، فبالقدر الذي أحرص على تمكين أولادي من التعرف على الإسلام بصفة خاصة وعلى مختلف الأديان عمومًا، فإن قلقي كبير عند تلقين الأطفال قيما تتنافى مع فلسفة الإسلام السمحة ومبادئه المناصرة للحرية والتعايش".

لا استسلام للسلفيين!
لم تخل عملية مراجعة المقررات من جدل كبير حول بعض النقاط، إذ ثارت ثائرة عدد من المحسوبين على التيار السلفي، عندما علموا بوجود توجه لاستبدال المادة من "التربية الإسلامية" وتحويلها إلى "التربية الدينية"، وامتلأت صفحة الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية على "فيس بوك" بالعديد من البيانات الصحفية المنددة بأي محاولة لتغيير آيات أو استبدال أسمائها.

وجاء في أحد بياناتها أن أي "انتقاء هو مرفوض ومخل وإن وقع فإنما يدل ذلك على استسلام وخنوع كبيرين للضغوط الغربية العلمانية"، كما دعت الجمعية للحفاظ على اسم مادة "التربية الإسلامية" واعتبرت أن عملية مراجعة مقررات التعليم في المغرب وبالخصوص مقررات "التربية الإسلامية"، تم تعويضه بمصطلح غريب (التربية الدينية).

من جهتها هاجمت بعض الأطراف التي تحسب على السلفية إحدى الصور المنشورة على غلاف أحد الكتب المقررة الصادرة، والتي يظهر يظهر فيها التلاميذ الذكور والإناث من أجناس مختلفة، حيث يمسكون أيادي بعضهم البعض والشمس ساطعة أمامهم.

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه الناشطة رجواني أنها صورة تعكس البراءة التي يجب أن تكون عليها العلاقة بين الأطفال في تلك السن، إضافة إلى رسائلها المتعددة، انتقد سلفيون تلك الصورة بسبب عدم ارتداء البنات الصغيرات الحجاب، بل هاجموا المؤلفين ووصفوهم بالماسونيين وعبدة الشمس.

محمد مسعاد

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل



جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر فيتو وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى