لاجئات سوريات يتزوجن في المسجد هربا من القوانين الألمانية

لاجئات سوريات يتزوجن في المسجد هربا من القوانين الألمانية
لاجئات سوريات يتزوجن في المسجد هربا من القوانين الألمانية
الرغبة في الزواج الشرعي لدى اللاجئين المسلمين في ألمانيا لا تعود إلى العراقيل البيروقراطية فحسب، بل وفي بعض الأحيان إلى الرغبة في وضع إطار عرفي لعلاقة بين رجل وأمراة قد تكون قاصرة يعيشان معا في ألمانيا.

"قررت الزواج هنا في برلين في الأشهر القليلة المنقضية في أحد المساجد العربية في برلين، بعد أن تعرفت على زوجي الحالي في مركز الإيواء، لم أعد أطيق الحياة مع زوجي العراقي، وبدون عراقيل إدارية أضحيت اليوم أتمتع بعلاقة زوجية إسلامية سعيدة، أنا اليوم متزوجة عرفيا برجل عربي مسلم من سكان برلين"، بهذه الكلمات بدأت لاجئة عراقية تروي كيف فارقت زوجها الأول لتتزوج من آخر تعرفت عليه في برلين.

تبلغ "آية" 22 عاما، تزوجت من زوجها الأول في بغداد قبل أيام من مغادرتهما معا الأراضي العراقية متوجهين عبر تركيا نحو ألمانيا، إلا أنّ الأقدار كما قالت "آية"، شاءت أن تقطع علاقتها نهائيا مع زوجها لتتعرف على شاب آخر.

وتابعت: "لم نكن نرغب في علاقة مفتوحة مثل الألمان، ديننا وتقاليدنا تفرض علينا الزواج الإسلامي، لذا اتصلنا بأحد المساجد البرلينية واستفسرنا حول شروط الزواج الشرعي، وبعد تشاورنا مع إمام المسجد كان قرارنا أن نتزوج في المسجد"، وانتقلت برفقة زوجها الحالي إلى مسجد برليني ومع ثلة من الأصدقاء لحضور قراءة الفاتحة التي حضرها أيضا آخرون يرتادون المسجد."

وحول سؤال لماذا لم يتزوجا في البلدية كما تجري عليه العادة هنا في ألمانيا، أجابت آية قائلة: "ليس من السهل بمكان أن تتزوج بهذه السرعة لدى الدوائر الألمانية، بالإدارة الألمانية تشترط شهادة طلاق، أنا لست مطلقة قانونيا، لقد علمت بأنّ الطلاق في ألمانيا ليس بالأمر الهين ويمكن أن يطول سنين عديدة، ناهيك عن التكاليف المالية المرتفعة التي لا يمكننا توفيرها، زد على ذلك الانتظار الطويل للحصول على موعد للزواج في البلدية الألمانية، ولذلك فضلت الزواج العرفي على الزواج المدني، والأهم من كل ذلك، أنا سعيدة مع زوجي الجديد في برلين".

ترى "كارولي كوكين"، من المدافعات عن حقوق المرأة في برلين، أن الزواج بين المرأة والرجل في المساجد حق مكتسب للطرفين إذا ما أرادا ذلك، وتابعت:" للمرأة مثل الرجل الحق في اختيار شريكها والزواج أو العيش معه، وإنّ المهم بالنسبة لنا كمنظمة نسوية أن تختار المرأة شريكها بنفسها وبدون تأثيرات أو قيود عائلية تقليدية، ونحن لا نعتبر الزواج في المساجد زواجا قانونيا مدنيا، بل هو بالنسبة لنا ارتباط بين طرفين يرغبان العيش المشترك بمباركة الإمام أو الديانة التي تبارك مثل هذه الطقوس.".

وأشارت إلى أنّ من أهم الأشياء لديها أن تكون المرأة واعية بقضاياها وتعي حقوقها وواجباتها المدنية وألا تصبح لقمة سائغة لدى الرجل، مضيفة أنّ في ألمانيا علاقات عيش مشترك بين الرجل والمرأة الألمانية بدون زواج، يعيشان معا تحت سقف واحد، وهذا لا يمثل عائقا بالنسبة لنا كمنظمة نسائية مدافعة عن حقوق المرأة، وأنّ القانون الألماني لا يرفض مثل هذه العلاقات.

قالت "مريم"، 17 عاما، وهي واحدة من هؤلاء الزوجات اللواتي تزوجن عرفيا: إنها أم لرضيع يبلغ عمره 10 أشهر، وهي بنت سورية الأصل وجاءت من ريف حماه التقليدي المحافظ، وحملت في ألمانيا من قبل ابن عمها الذي جاء هو الآخر إلى ألمانيا بحثا عنها، ليتزوجها حسب اتفاق أبويهما وهي لا تزال طفلة صغيرة.

وتضيف الشابة السورية: "نحن عائلة سورية محافظة والزواج لا يمكن أن يكون إلا على الطريقة الإسلامية، وطلب ابن عمي يدي من والدي الذي وافق مباشرة على طلبه"، وابن عمي يكبرني بـ6 سنوات، وهنا في ألمانيا لا يسمح لنا الدستور بالزواج المدني لأني قاصر وعلاقتي بابن عمي غير قانونية، نظرا لفارق السن، لولا موافقة والدي لكانت الأمور تختلف، أي لواجهت صعوبات من لدن "مكتب الطفولة والشباب، اليوكند أمت."

ورغم صغر سنها أصر ذوو العلاقة الثلاث، الأب ومريم وإبن العم، على الزواج العرفي الذي لا يمكن أن يتم إلا في أحد المساجد، وتابعت: "زواجنا ليس قانونيا وعلاقتي بزوجي وابن عمي تمت بموافقة والدي ولا يحرمها القانون، وقريبا سأبلغ سن 18، إثرها سنتزوج مدنيا في مقر البلدية حتى تصبح علاقتنا الزوجية معترف بها، فكلانا نريد أن تكون علاقتنا الزوجية قانونية".

وأكدت "كوكين" أن زواج القاصرات برجال يكبروهن أمر خطير يجب محاربته بكل الوسائل، وكثيرا ما يتعلق الأمر في مثل هذه الحالات بالاستغلال الجنسي للمرأة للشابة موضحة أنّ القانون الألماني يمنع منعا باتا كل علاقة زوجية بين قاصر ورجل.

قال أبو سامي، ذو الأصول الشمال أفريقية، وإمام مسجد الرحمة في حي لشتنبارج البرليني، الذي يقدم خدمة للراغبين في الزواج الديني، إن هناك من يأتي إلينا ويقول إنه يريد الزواج شرعا في المسجد، ففي هذه الحالة نطلب من المتزوجين الهوية لنتأكد من أنّ الآمر يتعلق بهما حقا، كما نقول لهما بأنّ زواجهما هنا لا معنى له مدنيا، أي أنّ الإدارة الألمانية لا تعترف به".

وتابع: "هنالك من الجالية المسلمة ومن بينهم اللاجئات من ضيوفنا الجدد الذين يتعرفون على رجال جدد ويريدون الزواج على الطريقة الدينية، التي اعتادوا عليها في سوريا أو العراق ولا تتم بدون موافقة الطرفين".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل



جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر فيتو وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى