محلل سوري: معارضة موسكو موالية للأسد و«القاهرة» تفتقد الظهير الشعبي

محلل سوري: معارضة موسكو موالية للأسد و«القاهرة» تفتقد الظهير الشعبي
محلل سوري: معارضة موسكو موالية للأسد و«القاهرة» تفتقد الظهير الشعبي

يد على الزناد، وأخرى تمتد للسلام، هكذا يفعل نظام بشار الأسد الذي أرسل وفدا للتفاوض في جنيف 4، ويصعد عسكريا في مختلف جبهات المعارضة السورية، ما يطرح عدة تساؤلات حول المتوقع من هذه المباحثات، ودور روسيا المقبل وتأثير المعارك التركية في مدينة الباب.

 

"مصر العربية" أجرت حوارا مع ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية وحقوق الإنسان السوري للبحث عن إجابات لهذه التساؤلات، واستبيان رؤى منصات المعارضة المختلفة للحل في سوريا، ومواقف المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.

 

كما تطرق بكور إلى استفاقة داعش في سوريا، والمعركة ضد التنظيم، بجانب المحطة المقبلة للنظام السوري وحلفائه من الميليشيات الشيعية.

 

وإلى نص الحوار..

 

ماذا أرادت روسيا من مباحثات الأستانة 1 و 2؟

 

كل ما أرادته روسيا أن تستنبت معارضة سورية مفصلة على مقاسها تقبل بالإملاءات الروسية، كما أنها حاولت تغيير بوصلة المجتمع الدولي عن جنيف وبيانها الشهير بتحويل الأستانة إلى منصة بديلة لجنيف، تتحدث عن دستور والمصالحة لتحرف اتجاه الثورة عن موضوعها الرئيسي وهو الانتقال السياسي في سوريا دون تنظيم الأسد.

 

ورغم فشلها في ذلك وعدم تمكنها من فرض ما تريد على فصائل المعارضة المسلحة إلا أنها جعلت من الأستانة منصة شريكة لجنيف لبحث القضايا العسكرية وتثبيت وقف إطلاق النار، فألمح دي دي ميستورا بإمكانية التوجه للأستانة من جديد.

 

ما توقعاتك لمباحثات جنيف4؟

 

الكل يدرك أن الحل في سوريا ليس سياسياً ونعلم ويعلم وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارض أن جنيف لن  يفلح في زحزحة تنظيم الأسد ومندوبه بشار الجعفري عن مواقفهم التي تعتبر بشار الأسد خطا أحمر وموضوع غير قابل للنقاش على أي طاولة مفاوضات محلية أو دولية..

 

بالتالي لا يمكن أن أتوقع أي شيء ينتج عن مفاوضات جنيف وما زلت أعتقد أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون سياسيا دون أنياب أي مدعوم بقوة إما ضغط دولي حقيقي أو التهديد باللجوء إلى الفصل السابع من قرارات مجلس الأمن الدولي، لكن نظام دمشق يعلم بصعوبة هذا الخيار بسبب حليفه الروسي..

 

ولكن يمكننا القول أن هناك تغييرا طفيفا في طريقة إدارة السيد دي مستورا وأطروحاته في التأكيد على مناقشة الانتقال السياسي في سوريا ومناقشة بقية الأمور بالتزامن  من خلال فرق عمل منفصلة ، وهذا أمر ملفت ومهم .

 

لكن دي مستورا الذي أعلن مسبقا أنه لا يمتلك المعجزات ولا يتوقع انفراجة في جنيف قال إنه من الممكن الانتقال إلى الأستانة ثلاثة لمناقشة الأمور العسكرية، وهي علامة واضحة إنه لا يوجد جديد في جنيف.

 

سمت الأمم المتحدة ثلاث منصات لتمثيل المعارضة ولكن كان الغريب أن منهم منصة موسكو ..ممن تتكون؟ وهل تخالف رؤى منصات القاهرة والرياض؟

 

منصة موسكو تتكون من شخصيات علمانية متطرفة ومن الشيوعيين يقودها قدري جميل ماركسي لينيني سوري أحد قادة ومؤسسي «جبهة التغيير والتحرير» السوري، وشغل منصب وزير التجارة الداخلية في الحكومة السورية، وهي منصة استنبتت تحت أعين علي مملوك ذراع بشار الأسد، وتتبنى كل الإملاءات الروسية وهي من أكثر الموالين للأسد واستمراريته وتعادي الفصائل المسلحة وتتهمها بارتكاب جرائم حرب وتدمير سوريا وأشياء من هذا الكلام القميء.

 

أما الفرق بينها وبين منصة القاهرة أن الأخيرة تتبنى الحل السياسي الانتقالي السوري ولكن ليس لديها مشكلة في بقاء الأسد إذا كانت الظروف تتطلب ذلك على حد زعمها، وعلى كل الأحوال هاتين المنصتين ليس لهما أي ظهير شعبي خارج منصاتهما ولا قيمة سياسية حقيقية لهم في الشارع السوري المعارض بل هناك من يشكك بهما وبنواياهما الخفية .

 

في رأيك .. ستيفان دي ميستورا متآمر أم مغلوب على أمره؟

 

لا، لست أعتقد أنه مغلوب على أمره وإلا كان استقال كما فعل من سبقه من ممثلين للأمين العام مثل "الأخضر الإبراهيمي، وكوفي عنان" لكنه يتمسك بمنصبة ويتشبث به، أعتقد أنه سياسي محنك جدا ومناور كبير يحاول أن يتبنى الموقف الروسي بسبب غياب الموقف الأمريكي.

 

وفي بعض الأحيان يحاول إحداث التوازن بين الموقفين لكن لدي شعور أنه لا يتبنى وجهة نظر الثورة في الانتقال السياسي الكامل دون الأسد لأنه يعتقد كما يعتقد غيره أن البديل عن الأسد هم الإسلاميون حتى لو لم يعلن ذلك، فهذا ينعكس على سلوكه وطريقة إدارته المفاوضات.

 

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في تصريحات له مؤخرا أن قوات درع الفرات ستتجه بعد الباب إلى مدينة منبج، لطرد الوحدات الكردية منها.

 

ولأن المسارات العسكرية متلازمة مع المسارات السياسية لذلك أعتقد أن هناك أمور كثيرة يجب بحثها قبل الحديث عن توجه "درع الفرات " لتحرير مدينة الرقة ، أولا يجب التنسيق مع الجانب الأمريكي الداعم الرئيسي لوحدات عصابات سوريا الديمقراطية، ومن ثم معرفة رأي الروس في تمدد الجيش الحر إلى الرقة وقبلها التوجه الى مدينة منبج لتحريرها من يد هذه ميليشيا سوريا الديمقراطية.

 

 علينا ان نتوقف لنسأل هل التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا سيدعم ويبارك خطوات "درع الفرات" وما يعنيه ذلك من سيطرة واسعة للجيش السوري الحر الذي أعلن غايته بإسقاط تنظيم دمشق، في الوقت الذي به شبه إجماع دولي على ترحيل قضية إسقاط نظام دمشق في المرحلة الحالية، وعلينا أن نطرح نفس السؤال هل ستلعب روسيا دورا إيجابياً في دعم الخطوة التركية بهذا الهدف الطموح وهي التي ما زالت تتحفظ على إنشاء مناطق آمنه شمال سوريا على عكس الأتراك المتحمسين لها.

 

وزير الدفاع التركي "فكري إيشيك" أشار إلى أن العملية المرتقبة لاستعادة مدينة الرقة يجب ألا تؤثر على الاستقرار في المنطقة، وألا تكون على حساب البنية الديموغرافية فيها، وجدد "إيشيك" موقف بلاده المعارض لمشاركة ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية في معركة استعادة الرقة من تنظيم الدولة، هذه التصريحات تبين الشرخ الكبير بين المواقف الروسية التركية الأمريكية.

 

على من يراهن الأمريكان في عهد دونالد ترامب في معركة الرقة.. الأكراد أم الأتراك؟ 

 

الأمريكان سيما وزارة الدفاع "البنتاغون" ما زالوا يراهنون وبشكل قوي جداً على قوات "سوريا الديمقراطية " وهم مستمرون بتقديم كل مكونات الصمود والدعم العسكري الثقيل والدعم اللوجستي لها بكافة أشكاله.

 

هل ينفذ ترامب ما تعهد به من إقامة مناطق آمنة في سوريا؟

 

صحيح أن الرئيس الأميركي ترامب قال إن بلاده ستعمل على إنشاء مناطق آمنة للاجئين في سوريا موضحاً أنه سيقيم مناطق آمنة في سوريا لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك"، وقال إنه يعتقد أن أوروبا ارتكبت خطأ جسيما بالسماح لهؤلاء الملايين من الأشخاص بدخول ألمانيا وعدة دول أخرى، لكن ترامب لم يقصد المناطق الآمنة التي نعرفها سياسيا وعسكريا.

 

 من يتوقف عند طرح ترامب لموضوع ( المناطق الآمنة ) يعلم تماما أن الرئيس الأمريكي لم يتحدث عن مناطق آمنة تحمي السكان المدنيين من القتل والذبح وإنما أرادها مناطق حجر وعزل المواطنين من الهجرة إلى دول أوروبا وأمريكا .

 

يرى البعض أن روسيا حققت معظم أهدافها في سوريا.. هل تطمع في المزيد أم تحاول تسوية الأمور لتخرج من المستنقع؟

 

روسيا لم تحقق شيئا في سوريا وهي تعلم كيف استطاعت احتلال حلب وما هو المأزق الذي أنقذتها منه تركيا، لا أعتقد أن روسيا بصدد تعديل سياستها العدوانية في سوريا بحق الثورة السورية وكل تصرفاتها تقول إنها لن تسمح بسقوط تنظيم الأسد مهما كان عدد القتلى .

 

صحيح انها حصلت على مواقع نفوذ لها في حميميم وطرطوس لكنها تعلم أنها لن تستطيع استثمارها في حال ظل الشعب السوري ثائرا ضدها، لذلك تحاول عابثة أن تحصل على شرعية ثورية لدورها في سوريا من خلال احتضان الفصائل في الأستانة دون منحهم أي شيء.

 

بعد حلب ووادي بردى أين تكون محطة النظام والميليشيات الشيعية المعاونة المقبلة؟

الأرجح إحدى المنطقتين "الغوطة الشرقية " استكملا لحزام دمشق الطائفي، أو محافظة إدلب التي حشرت فيها المعارضة وباتت سوريا مصغرة، رغم أنها المنطقة الأصعب بسبب التواجد القوي للمعارضة المسلحة فيها.

 

ومع هذا يحاول النظام خلال الأسابيع الأخيرة التقدم في حي "منشية درعا" بهدف الوصول للحدود الأردنية من أجل خلق منفذ اقتصادي له ينقذه من الوضع الاقتصادي المتدهور.

 

هناك استفاقة لداعش في سوريا وأخرى ضده.. كيف تقيم الوضع وهل يندثر التنظيم قريبا على غرار العراق؟

 

مما لاشك فيه أن استفاقة داعش تخدم تنظيم الأسد، فهو بندقية يستحضرها بشار كلما أراد خلط الأوراق في المنطقة، ولاحظنا ذلك في معارك الباب وما حولها كيف قام هذا التنظيم بتسليم مناطق بكاملها لتنظيم سوريا الديمقراطية وتنظيم الأسد المتحالفين ضد الثورة والشعب السوريين .

 

أعتقد أن مهام تنظيم داعش ومهامه لخدمة المشروع الإيراني الأسدي باتت في مهب الريح مع تقدم قوات الجيش السوري الحر في الباب ورغبته في الولوج الى الرقة معقل التنظيم.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى