7وادث صرخة وداع موجز نيوز

الجمعة 4 نوفمبر 2016 10:00 صباحاً «ها قد حانت لحظة الوداع، كنت حابب أودعكم كلكم اللى أعرفه.. واللى ما أعرفهوش.. يا ريت الكل يدعي لى بصدق، أنا عارف إنى داخل النار ولكن (رحمة ربك وسعت كل شىء).. فاطمع وليس بعيدا عن الله أن يرحمنى ويغفر لى، سلام الله عليكم.. ادعوا لى عسى أن يغفر الله لى، أنوى الانتقال إلى خالقى».

سحب أصابعه فى توتر من فوق جهاز الكمبيوتر بعد أن خط رسالته على حسابه الخاص بـ«الفيسبوك»، ثم ما لبث أن أغلق الجهاز وتناول هاتفه المحمول ليغلقه هو الآخر.

وقف فى منتصف الحجرة، شخص ببصره نحو سقفها حيث تدلى حبل سميك معلق بخطاف حديدى مثبت بالسقف.

أمسك بأحد المقاعد وهم بالصعود فوقه حيث الحبل، إلا أنه انهار فوقه جالسا، ودفن رأسه بين يديه و....وعادت اليه تلك الأحداث وكأنها تمر أمامه للتو.

كم أوحشتنى.

قالها وزفر فى حزن، فنظر إليه صديقه نظرة خاطفة وزفر بدوره ثم عاد ليواصل قيادة سيارته قائلا: أمازالت ترفض الرد على رسائلك واتصالاتك؟

هز رأسه فى أسى، فاستطرد صديقه قائلا فى حذر: «أحمد» استمع إلى.. أنت فى الثانوية العامة وتحتاج إلى التركيز أكثر حتى يمكنك تحقيق حلمك وحلم أمك التى تعانى فى عملها من أجل أن تراك ذات يوم طبيبا وتعوضها عما فعله أبوك بها وبك.

أشاح «أحمد» بوجهه لينظر من نافذة السيارة وهو يغمغم: حاولت نسيانها لكننى لم أستطع، ثم أردف وقد اغرورقت عيناه بالدموع: أحبها بعنف ولا أستطيع العيش دونها.. ولا أدرى لماذا تفعل ذلك، كيف استطاعت أن تبتعد عنى كل هذه المدة دون سبب منطقى، فما حدث بيننا كان شجارا عاديا كثيرا ما كان يحدث ولا يستحق أن تهجرنى هكذا.

رغما عنه افلتت دمعة حارة من عينه فأسرع يمسحها قبل أن يلحظها صديقه، ويعود ليشيح بوجهه نحو النافذة و...... وانتفض فى عنف، وأسرع يمسك بيد صديقه صائحا: انظر يا «خالد».. انظر.

نطق كلماته فى لهفة محمومة وهو يشير بأصابع مرتعشة نحو سيارة تسير بالقرب منهما تجلس بجانب سائقها فتاة فى السابعة عشرة من عمرها راحت تضحك فى مرح، فقطب «خالد» حاجبيه قائلا: «مى»؟! إنها هى..ولكن من هذا الذى تجلس بجانبه؟

للحظة اكتشف «أحمد» أنه لم ينظر نحو سائق السيارة وأخذته لهفته لرؤية حبيبته عن ملاحظة ذلك الرجل الأربعينى الذى انهمك فى حديث ضاحك مع الفتاة.

عندما نظر إلى وجه الرجل، اتسعت عينا «احمد» على آخرهما حتى كادتا تخرجان من محجريهما، وشهق فى عنف وكأنه يعانى سكرات الموت، وصرخ: بابا........

ماذا تقولين؟

هتف بها «أحمد» فى ذهول وانقض يمسك بذراع «مى» حتى كاد ينخلع من عنفه، فصرخت هى مرددة: نعم..تزوجته.. تزوجت والدك.. أنا حرة وتلك حياتى ولا شأن لك بى.

حاولت أن تتخلص من قبضته لكنها كانت أضعف من أن تفعل، فقد زادته كلماتها عنفا حتى أن أظافره غاصت في لحم ذراعها فعادت لتطلق آهات صارخة.

زاغت عيناه فى هلع وانعقد لسانه من هول الصدمة..

بابا... كيف.. ولماذا.. وأين رآها وعرف أنها حبيبتى وقد انقطعت علاقته بى بعدما طلق أمى ولم يعد يسأل حتى عنى.. أين..

قفز إلى ذاكرته ذلك المشهد عندما كان يجلس معها فى أحد المطاعم وفوجئ بأبيه يجلس بالقرب منه فذهب إليه مضطرا وعرفه اليها.. وتذكر تلك النظرات الشبقة التى سددها إليها أبوه.

إذن فقد نجح فى الوصول إليها و.... وتزوجها.. وهى.. كيف تزوجته كيف؟!

صرخ بسؤاله فى وجهها، فنظرت إليه فى تحد ممزوج بآلام قبضته على ذراعها، وقالت: 

لأنه ثرى، واستطاع أن ينتشلنى مما أنا فيه من فقر.. يكفى أننى صرت سيدة أمرى بعد أن ذقت الذل والعذاب سنين على يد زوجة ابي.. لقد صرت إنسانة، اما انت فماذا كان باستطاعتك أن تقدم لى سوى فقر على فقرى وسنوات أخرى أطول سأقضيها فى انتظارك حتى تنتهى من دراستك وتجد عملا يؤهلك للزواج بي.

طعنته كلماتها، فخارت قواه وأفلت ذراعها ومعها أفلت حلما طالما عصف بقلبه وسكن كيانه، أطرق فى ذل وتركها تنصرف.

رفع رأسه من بين كفيه، وقد أغرقت وجهه دموع منهارة، عاد لينظر إلى ذلك الحبل المتدلى و... ونهض ليعتلى المقعد، حتى أصبح رأسه فى مستوى تلك الحلقة التى ينتهى بها الحبل.. التفت فى لهفة نحو صورة معلقة على الجدار لأمه وتمتم: سامحينى.

ثم أسرع يبتعد بناظريه عنها وقد خشى أن يصيبه ضعف، أمسك بالحلقة.. وضع رأسه بينها، أغمض عينيه بعنف وقد هاجمته كلمات حبيبته، أسرعت يداه تضيقان الحلقة على عنقه حتى كادت تخنقه بالفعل.

حاول أن يقاوم دموعه لكنه تركها تنفجر من مقلتيه لآخر مرة و..... وأفلتت قدماه المقعد، ليتدلى رأسه، احتقن وجهه بشدة وقد راح جسده يرتعد فى عنف ويرتعد..

ثم خمدت حركته إلى الأبد.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى #اليوم السابع - #حوادث - رئيس حقوق الإنسان: الرئيس السيسى حريص على استمرار دعم القضية الفلسطينية