«أقدم برلمانات العالم».. ماذا تعرف عن مجلس النواب البريطاني؟

«أقدم برلمانات العالم».. ماذا تعرف عن مجلس النواب البريطاني؟
«أقدم برلمانات العالم».. ماذا تعرف عن مجلس النواب البريطاني؟

"البرلمان" أو "مجلس النواب" أو "مجلس الشعب"، تسميات لجهة واحدة تمثل السلطة التشريعية في الدول الدستورية، تكون مختصة بجميع ممارسات السلطة التشريعية؛ وفقًا لمبدأ الفصل بين السلطات.

 

ويعد البرلمان نقطة الضوء الأولى التي اخترقت نظام الممالك والتوارث في حكم الشعوب على اختلافها، وبات منهجًا تتخذه كافة الدول المتحضّرة في العالم والمؤمنة بدور الشعب في اختيار ممثليه.

 

ومن مهام البرلمانات في العالم النظر إلى احتياجات الشعوب وفهم متطلباتهم؛ لغرض الشعور معهم والعمل على تحسين الظروف المعيشية والإنسانية ومختلف النواحي.

 

وتزداد أهمية البرلمان طردًا مع حجم الدولة، فكلما اتسعت مساحتها وازداد عدد سكانها ومناطق الحكم فيها، ازدادت الحاجة إلى البرلمان أكثر، وكلما ازداد السكان ازداد عدد الشرائح القابلة لانتخاب ممثليهم، وهنا تختلف كل دولة عن الأخرى في كيفية إدارة البرلمان وحتى في طريقة الانتخاب.

 

وأقدم برلمانات العالم هو البرلمان البريطاني، الذي عُرف بدوره الفاعل والبارز داخل بريطانيا، التي تتمتع بسيادية عالمية وعراقة تاريخية، ولها قصب السبق في الديمقراطية الغربية.

 

والبرلمان البريطاني هو أعلى كيان حكومي في المملكة المتحدة والمقاطعات البريطانية عبر البحار، وهو وحده من لديه صلاحية الحكم البرلماني، الذي يجعله أعلى قوة فوق كل المكونات السياسية البريطانية الأخرى، على رأسه الحاكم أو الحاكمة، وفي الحاضر هي الملكة إليزابيث الثانية.

 

يعتبر أول ظهور لمعنى البرلمان في المملكة المتحدة عام 1225، في زمن الملك هنري الثالث، وأصبح هذا المجلس آنذاك يعرف بالمجلس العظيم.

 

البرلمان في بريطانيا يتشكل من مجلسين؛ المجلس الأعلى، الممثل بمجلس اللوردات، ومجلس سفلي، الممثل بمجلس العموم، أما الملكة فهي المكون الثالث للبرلمان.

 

ويحتوي مجلس اللوردات على نوعين من الأعضاء؛ الأول يتمثل باللوردات الروحيين، وهم أعلى أساقفة كنيسة إنكلترا، والثاني اللوردات الدنيويون، وهم النبلاء، الذين لا يتم انتخابهم من قبل عامة الشعب، وإنما يتم تعيينهم من قبل الحكومة.

 

أمّا مجلس العموم، فهو مجلس منتخب ديمقراطياً من الشعب في انتخابات تُجرى كل خمس سنوات على الأقل.

 

ويجتمع المجلسان في غرف مفصولة في قصر "وستمنستر" المشهور باسم بيوت البرلمان في مدينة وستمنستر في لندن.

 

تعود جذور البرلمان البريطاني إلى فترة ما بين القرنين الثامن والحادي عشر الميلاديين، وإلى أسلوبين استخدمهما ملوك الأنجلو سكسون للحكم في تلك الحقبة؛ هما "ذي ويتان" و"موتس"، وتعنيان باللغة الإنجليزية القديمة مجلساً للأعيان أو اجتماعًا لممثلي المناطق، يضم مستشاري الملك البارزين والنبلاء ورجال الدين، يدعو إليه الملك لمناقشة مسائل تهم البلاد.

 

بيد أنّ استخدام كلمة "برلمان" رسميًّا لتسمية المجلس الكبير -الذي يضم المستشارين والنبلاء وبارونات ورجال الدين- جاء لأول مرة في عام 1236 لوصف الاجتماع الاستشاري للملك، وهو لفظ مشتقّ من الكلمة الفرنسية "برلير" وتعني المجلس.

 

وشكّل عام 1258 نقلة في مفهوم البرلمان، بعدما اصطدم حينها الملك هنري الثالث مع النبلاء، وأقرّ البرلمان المنعقد في حينها في أكسفورد اتفاقية تتضمن مقترحات بانعقاد البرلمان لاجتماعات منتظمة ثلاث مرات في العام، وإدخال 12 ممثلاً للمقاطعات من غير النبلاء.

 

في عام 1272 طوّر الملك إدوارد الأول، الذي تولى الحكم، البرلمان إلى مؤسسة، وأصبح انعقاده بشكل منتظم في الأعوام الـ 20 الأولى من عهده بمعدل مرتين في السنة.

 

وفي عام 1295 دعا الملك إدوارد البرلمان إلى الانعقاد بحضور ممثلَيْن عن كل مقاطعة وبلدة لأول مرة، ولذلك وصف حينها البرلمان بأنه مثالي.

 

ومنذ 1329 وحتى عام 1341 كان ممثلو الشعب والنبلاء والملك يجلسون سوية في قاعة واحدة، بما يسمى مجلس العموم، لكن ممثلي الشعب في مجلس العموم انفصلوا بعد ذلك عن النبلاء، الذين أصبح لهم مجلس آخر بالبرلمان يسمى مجلس اللوردات.

 

ويعد مجلس العموم السلطة التشريعية في بريطانيا؛ حيث يشكل الحزب الذي يحصد أغلبية مقاعد المجلس في الانتخابات الحكومية بطلب من الملك أو الملكة.

 

وحسب تقاليد الدستور البريطاني، فإن كل وزراء الحكومة، ومن بينهم رئيس الوزراء، هم أعضاء في مجلس العموم وأعضاء في مجلس اللوردات أحياناً.

 

في جولة للخليج أونلاين داخل البرلمان البريطاني، التقى فيها العديد من البرلمانيين، في وقت وافق يوم اللوبي السنوي، الذي يقام في شهر نوفمبر من كل عام، حيث يعتبر هذا اليوم مميزًا عند البريطانيين؛ إذ يُسمح للشعب فيه بالالتقاء بممثليه من النواب على اختلافهم، ومراجعتهم بأي قضية كانت فيما يتعلق بالنائب.

 

وكثيرًا ما يتم استغلال هذا اليوم في جمع أكبر عدد من النواب على قضية واحدة كي تطرح في إحدى جلسات البرلمان، أو تطرح وجهات النظر ويتم تبادلها أمام العلن بما يخص أي قضية.

 

وفي تجمع لبريطانيين مؤيدين للقضية الفلسطينية، للضغط على النواب لمناقشة موضوعات تخص القضية الفلسطينية، وأطلقوا عليه "يوم الضغط السياسي في مجلس العموم البريطاني من أجل فلسطين"، بينما تجمّع آخرون وتحدثوا حول مشاكل الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، قال خالد وليد، بريطاني من أصول فلسطينية، وهو أحد المشاركين في يوم اللوبي السنوي البريطاني: "أنا هنا اليوم لألتقي البرلماني المخضرم، ستيف بانز، عن حزب العمال البريطاني، الذي انتخب لسنين طويلة، وهو يحمل حقيبة إيرلندا، وله باع طويل في البرلمان البريطاني، إضافة إلى أنه شخصية داعمة للقضية الفلسطينية".

 

وأضاف: "كوني مواطناً بريطانياً من أصل فلسطيني فقد مارست حقي في مراسلة البرلماني الذي انتخبته عن طريق البريد الإلكتروني، وتجاوب معي والتقيته في هذا اليوم، وأوصلت له صوت فلسطينيي الداخل والخارج".

 

وتابع: "شرحت له صورة الأوضاع في فلسطين بما يتعلق بقضية الأسرى والإجراءات التعسفية بحقهم، إضافة إلى تناول موضوع حصار غزة، والبحث عن آلية ممكنة لحل تلك الملفات، والتواصل مع كافة الأطراف المعنيّة بالحصار لحله".

 

وحول سؤاله عن طبيعة اللقاء أجاب وليد: "اللقاء كان ودياً ومباشراً"، مشيراً إلى أن البرلماني ستيف "أكد لي تعاطفه الدائم مع القضية الفلسطينية، ووجوب أخذ كامل حقوقهم، والعيش بكرامة على أرضهم، إضافة إلى أن ستيف كان قد قاد حملة تضامنية قبل عامين لدعم القضية الفلسطينية في البرلمان البريطاني".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى