عن مضمون هذه النقاشات، أكّد المبعوث أنّ مسألة الرئاسة لم تناقش، في إشارة إلى مصير بشار الأسد الذي تطالب المعارضة بتنحيه مع بدء مرحلة الانتقال السياسي، قبل أن تتحول الثورة إلى حرب واسعة، يقاتل فيها الكل ضد الكل، وهو ما دفع السوريون أثمانًا لا تضاهيها أثمان، إذ تتحدث الأرقام عن ملايين القتلى والمشردين والمجاهرين وفي بعض أحوالها يكونون مُهجّرين.
ودعا "الموفد الدولي" وفدي الحكومة والمعارضة للتخلي عن "الشروط المسبقة" والتركيز على إنجاز "تقدم حقيقي" في المحادثات.
ولم يدل وفدا الحكومة والمعارضة بأي تصريحات إثر لقاء دي ميستورا الذي قال: "أجرينا للمرة الأولى اجتماعات عن قرب ومتوازية بين الطرفين".
وأوضح أنه تنقّل بشكل "مكوكي" بين القاعتين اللتين فصلتهما عن بعضهما خمسة أمتار.
وكان "المبعوث الدولي" يأمل بعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة التي تركز بشكل خاص على آليات صياغة دستور وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
وردًا على سؤال حول تعذر ذلك، أجاب: "لنكن صريحين، التواصل المباشر هو دائمًا جيد، ولكن الأهم أن نكون قادرين على تبادل الآراء"، وهو ما يحصل على حد قوله.
وحدد دي ميستورا عددًا من الضوابط لضمان سير المحادثات، معتبرًا أنّ الوقت حان للتركيز على تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية من أجل الشعب السوري، وحضّ الوفدين على المشاركة بجدية في المباحثات بدون أي شروط مسبقة، مطالبًا الطرفين بالامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات تهدف إلى الطعن في شرعية أي من المدعوين الآخرين.
وأبدت المعارضة في الأيام الأخيرة، استعدادها لمفاوضات مباشرة، وقال رئيس الوفد نصر الحريري يوم الأربعاء الماضي: "نريد التحرك سريعًا نحو مفاوضات مباشرة".
في المقابل، جزم مصدر سوري مطلع على مجريات المفاوضات لوكالة الأنباء الفرنسية أنّه لن تكون هناك من مفاوضات مباشرة خلال هذه الجولة مع وفد الرياض، في إشارة إلى المعارضة.
يأتي هذا فيما توقعت مصادر دبلوماسية أن تخفض المعارضة سقف شروطها لإعطاء دفع للمحادثات، لكن قياديين في وفد المعارضة ينفون تعرضهم لأي ضغوط بهذا الصدد.
بالعودة إلى الواقع الميداني، يشارك الوفد الحكومي في هذه الجولة بعد تحقيقه سلسلة انتصارات ميدانية بدعم مباشر من حلفائه خصوصا روسيا، ما يعزز موقعه التفاوضي، بحسب محللين.
وسائل إعلام مقربة من المعارضة، أوردت تفاصيل ما أسمتها "مجزرة" ارتكبتها القوات الروسية و"النظامية الأسدية" في دير الزور.
القصف استهدف قريةً قرية الشعفة، التي تقع بمحاذاة الضفة الشرقية لنهر الفرات، وتخضع لسيطرة تنظيم "الدولة"، لكنّ سقط فيها 53 قتيلًا من المدنيين على الأقل بينهم 21 طفلاً، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما نفت روسيا أي علاقة لها بالقصف، وسط تجدد القصف على الغوطة الشرقية.
كما قتل 18 مدنيًّا جرّاء تجدد قصف الجيش السوري على الغوطة الشرقية، واستهدفت غارات جوية وقصف المدفعية مناطق عدة في الغوطة ما أدى إلى مقتل 18 مدنيًّا، وذلك غداة مقتل 23 مدنيًّا في المنطقة نتيجة غارات لطائرات النظام ونيران المدفعية، بينهم 4 أطفال، وفاقت حصيلة القتلى خلال الأسبوعين الماضيين 100 شخص، وفق المرصد.
تضاف إلى ذلك، "قمة سوتشي" التي جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران، ولم يعد الحديث قائمًا عن رحيل الأسد، فضلًا عن تراجع دول إقليمية، لا سيّما السعودية، بشكل أو بآخر عن مطلبها ذاك، وبالتالي بات الحديث عن حلحلة نوعية في الأزمة السورية، لا يُستبعد الأسد من مستقبلها.
وهنا اعتبر محللون الأمر بمثابة شهادة وفاة للثورة، التي خرجت قبل سنوات من أجل إسقاط "النظام الأسدي"، لكنّ الحسم من ذلك لا يمثل قوة له بقدر ما هو بفضل الدعم اللامحدود من روسيا والميليشيات الإيرانية، وبالتالي خسرت المعارضة مناطق سيطرتها، ربما يجعلها ذلك لا تجرؤ على المطالبة برحيل رأس النظام.
وتساءل: "لماذا يصر دي ميستورا على القفز فوق الاستحقاقات وترتيبها المنطقي؟، ولماذا يصر المبعوث الأممي ومن خلفه موسكو على مناقشة موضوع الإصلاحات الدستورية وإجراء انتخابات شفافه على حد زعمهم، يشارك فيها كل السوريين، وهنا نسأل هل بشار الأسد وتنظيمه هم ضمن السوريين المفترض بهم الترشح والانتخاب".
مؤتمر الرياض - يرى بكور - أنّه مثّل فرصةً في غاية الأهمية أتاحتها السعودية للتيارات المعارضة ومنصاتها المتقاربة والمتباعدة والمصنعة في موسكو ومنصاتها، لتشكيل وفد واحد موحد يحمل على عاتقه ثوابت الثورة ومواجهة الأسد بوفد واحد يتحدث باسم جميع السوريين الرافضين لحكم تنظيم الأسد والمليشيات الداعمة له متعددة الجنسيات.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري