ننشر نص كلمة مكرم محمد أحمد فى مؤتمر الأزهر لنصرة القدس

ننشر نص كلمة مكرم محمد أحمد فى مؤتمر الأزهر لنصرة القدس
ننشر نص كلمة مكرم محمد أحمد فى مؤتمر الأزهر لنصرة القدس

ننشر نص كلمة مكرم محمد أحمد فى مؤتمر الأزهر لنصرة القدس

قال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أنه يود أن يعبر عن عميق شكره وشكر جميع المصريين لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي صاغ من هذا مؤتمر لنصرة القدس قلادة شرف لمصر بأزهرها الشريف الذي يصدح بقول الحق في وجه الطغاة المستبدين.

وفيما ينشر صدى البلد نص كلمة الكاتب الصحفى مكرم محمد احمد رئيس المجلس الاعلى لتنظيم الإعلام فى مؤتمر نصر قضية القدس .

الإمام الأكبر شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين
العلماء الأجلاء ورثة الأنبياء فى العالمين العربى والإسلامى
السادة المحترمون ممثلى الكنائس العالمية
الأخوة والأشقاء وممثلى الكنيسة الوطنية القبطية
السادة الحضور

أود فى البداية أن أعبر عن عميق شكر جميع المصريين للإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذى صاغ من هذا المؤتمر العظيم لنصرة قضية القدس قلادة شرف لمصر، تتوج فخارها بأزهرها الشريف، منبرًا يصدح بالقول الحق فى وجه كل الطغاة وأدعياء الإستكبار، يرفض الإفتئات على حقوق العرب والمسلمين والفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين فى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ورباط وحدة ومحبة فى الداخل يجمع مسلمى مصر وأقباطها فى أسرة واحدة نسيجها الواحد، إلتزام الجميع بحقوق المواطنة والوقوف سواسية أمام القانون، ورسالة سلام وتواصل إلى كل أرجاء العالم تؤكد على وسطية الإسلام وتسامحه وتنبذ العنف والإرهاب، وما أنزلناه إلا رحمة للعالمين.

لعل السؤال الخطير الآن، ماذا بعد، وما الذى ينتظرنا وقد ظهر واضحًا حجم التربص الذى يتأبط شرًا فى عملية غدر مفاجىء، بعد قرار الرئيس الأمريكى ترامب الأحادى الجانب، الإعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وقد كنا نحسبه شريكًا فى الحرب على الإرهاب ووسيطًا نزيهًا يمكن أن يحقق سلام الشرق الأوسط وإستقراره، وينجز المصالحة التاريخية بين العرب واليهود على قاعدة كل الأرض مقابل كل السلام، ثم ظهر أن ذلك كان مجرد أضغاث أحلام سبقها ربيع كاذب ضيع العراق وسوريا وليبيا واليمن، وكاد ينهش مصر المحروسة، لولا عناية الله ويقظة شعبها وقواته المسلحة التى أسقطت حكم المرشد والجماعة لكنها مع الأسف لم تضع في حسابها أن خيوط المؤامرة لا تزال مستمرة.

ماذا بعد قد عيل صبرنا عبر 70 عامًا من الدوران فى حلقة مفرغة، آملين أن يقدر المجتمع الدولى على فرض القانون الدولى من خلال مؤسساته الدولية، مجلس الأمن والجمعية العامة اللذان أصدرا منذ عام 1947 (867) قرار للمجلس و750 قرار للجمعية العامة حتى الآن، لم يُنفذ منها قرار واحد، بما يؤكد حجم الخداع الضخم والديمقراطية الزائفة فى مجتمعنا الدولى الذى تكاد تكون مهمته الآن أن يغلف شريعة الغاب بورق من السلوفان ليمكن السمك الكبير من أن يأكل السمك الصغير فى سهولة ويسر.

جربنا التفاوض المباشر لأكثر من 44 عامًا لم نتمكن خلالها من إستعادة بوصة واحدة من الأرض، لأن التفاوض المباشر فى غياب حكم منصف، وقانون دولى نافذ، ومرجعية قادرة على تصحيح الخطأ، يكاد يكون نوعًا من الضحك على الدقون، هدفه الأول تضييع الوقت وتبديد الفرص، ويمكن القوى من أن يخلق واقعًا جديدًا يفرض نفسه على الأرض .. ، وحتى عندما ترضى بالقليل، وتقبل بـ 22 فى المائة من مساحة فلسطين التاريخية وقد كان لنا 97 فى المائة من مساحتها فقط قبل مائة عام

لا أمل فى أن تستعيد بعض حقك، إلا إذا كنت قادرًا على تصحيح النظام الدولي وتغييره بالكامل ليصبح عالمًا متعدد الأقطاب ، لا مجال فيه لقطب أوحد، هو وحده صاحب الحق والقرار، ولا مكان فيه للفيتو يصادر على حقوق الجمع أو قوة القهر النووى أو غير النووى .

نعرف جميعًا أن ذلك اليوم آت لا ريب فى ذلك، لكن متى يأتى وهل يمكن لأحد أن يتعجله وهل نظل أبدًا فى حالة إنتظار ؟
أسئلة صعبة بغير إجابات واضحة

أين إذن ومتى تكون الإجابة الصحيحة وهل هي موجودة بالفعل، ربما لا تكون الإجابات موجودة لكننا باليقين نستطيع أن نصنعها، ولا أحد غيرنا يستطيع صنعها لأنها كامنة داخل إراداتنا، وأول شروط معرفتها أن نكون كما قال الشيخ الجليل الدكتور أحمد الطيب على يقين من أن كل إحتلال إلى زوال وكل قوة متسلطة غشوم لابد لها من نهاية.

وإذا كان الإحتلال قد إنقرض من العالم منذ زمن، ولم يبق سوى الإحتلال الإسرائيلى لأراضى الفلسطينيين فإن الإحتلال الإسرائيلي يظل حدثًا عابرًا إلى زوال كما قال الشاعر الفلسطينى محمود درويش، وسوف ينتهى ويحمل عصاه على كتفه، ويرحل كما رحل الإستعمار الفرنسى عن شمال أفريقيا وشرق المتوسط وكما رحل الإستعمار البريطانى عن الشرق الأوسط ولن يُبقى على الإحتلال الإسرائيلى هذا الثوب القديم المهلهل من الخرافة والخزعبلات.

ومن ثم فإن المهمة المقدسة لنا ألا نفزع مثلما فزع جيل النكبة وغادر أراضيه خوفًا من عصابات اليهود، وإنما أن نثبت فى أوطاننا ونتشبث بأراضينا دونها الموت والشهادة، فى القدس 340 ألف فلسطينى يتحتم صمودهم وسوف يصمدون لأنهم منزرعين فى أرضهم يصعب إقلاعهم، حتى لو إقتلعوا أسرة أو بضع أُسر، فإن علينا أن نجعل ذلك عملًا مستحيلًا.

لا ينبغى إخلاء سكان القدس القديمة كما تم إخلاء مدينة الخليل القديمة لتصبح خاوية على عروشها وأظن أن جزءًا من معركة القدس أن يعود سكان الخليل إلى دورهم فى المدينة القديمة التي أصبحت خاوية على عروشها فارغة من سكانها هربًا من عمليات التفتيش اليومي للمنازل وغارات الأمن الإسرائيلي ومطالبه المستحيلة فى الإبقاء على أبواب الدور مفتوحة دائمًا جاهزة لتفتيش الأمن فى أى وقت.

وواجبنا كعرب ومسلمين أن نعزز صمود سكان القدس ليبقوا فى مدينتهم لا يغادرونها، وأن نذهب إليهم لا نتركهم وحدهم، نزورهم ونشد على أيديهم ونشجعهم على البقاء.

وهذا باليقين ليس تطبيعًا، ولو أننا نجحنا فى تعزيز صمود المقدسيين لكان ذلك بداية نجاح حقيقي لأن صمود المقدسيين سوف يبقى على الجذوة مشتعلة لا تهدأ، أجيال تتبع أجيالًا، تحمي القدس حتى إن لم يكن فى أيديهم سوى حجارة الشارع، ولست أشك فى أنه مهما يكن تحوطات الإسرائيليين وحصارهم فإن الشعب الفلسطينى قادر على أن يخلق أنماطًا وصورًا جديدة من المقاومة الشعبية والعصيان المدني التى تنأى بنفسها عن الإرهاب والعنف .

ولتكن ثقتنا كاملة فى أن الضمير الإنساني سوف ينتصر للقضية الفلسطينية كما إنتصر لها سابقًا، لأن عظمة الصمود أصبحت عنوانًا على الشعب الفلسطيني، ولا تزال إسرائيل تعانى من المقاطعة الأوربية للجامعات الإسرائيلية ومقاطعة بضائع المستوطنات وإنتاجها فى الأراضى المحتلة، التى تزداد وتيرتها شدة وإتساعًا بعد قرار ترامب الذى رفضته كل الدول الأوربية كما رفضه العالم أجمع.

ومن المؤكد أن نجاحنا فى تعزيز صمود الفلسطينيين ونجاح الفلسطينيين فى الإبقاء على جذوة القضية الفلسطينية مشتعلة فى الداخل سوف يُبقى القضية في دائرة الضوء تجذب إهتمام الرأي العام العالمي، وهذا ما تكرهه إسرائيل التي تفعل كل ما تستطيع من أجل إقناع العالم بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يعد يشكل أحد عناصر عدم إستقرار الشرق الأوسط الذي يعود إلى أسباب أخرى، أهمها الإرهاب والفقر وغياب الديمقراطية في العالم العربي رغم أن إسرائيل هي أول أسباب إنتشار الإرهاب في العالم أجمع.


إن كان واجب الفلسطيني الأول الصمود والإبقاء على جذوة القضية الفلسطينية مشتعلة في الداخل تشكل نقطة جذب مهمة للرأي العالم العالمي الذي لايزال يساند القضية.

إن واجبهم الآخر الذي لا يقل أهمية المسارعة بتعزيز جهود المصالحة الوطنية تحت راية منظمة التحرير، وإنهاء الإنقسام الأيديولوجي والجغرافي بين حماس وفتح، الذي أوقع بالقضية الفلسطينية ضررًا بالغًا وأساء إلى الفلسطينيين و هز صورتهم وألحق أفدح الأضرار بكفاحهم النبيل، وشكل الجانب السلبي من صورتهم الإعلامية.

وأكاد أقول أن البندقية الفلسطينية التي إستخدمتها الأطراف الفلسطينية المتصارعة والمنقسمة على نفسها فقدت الكثير إن لم يكن كل مصداقيتها، عندما قتل الفلسطيني أخيه صراعًا على السلطة أو خلافًا على الأيديولوجية، ولست أشك في أن وحدة الصف الفلسطيني هي أقصر الطرق لبلوغ النصر، وعلى الأباء من جيل أبو مازن الذين لايزالون يشكلون أغلب منظمة التحرير أن يفسحوا الطريق لجيل فلسطيني جديد أكثر شبابًا وعزمًا ليستلم راية النضال الفلسطيني.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر صدي البلد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى