الوفد -الحوادث - مصروف البيت ينهي حياة الأسرة موجز نيوز

مصروف البيت ينهي حياة الأسرةالخميس 16 نوفمبر 2017 11:44 مساءً أرشيفية

كتبت  أمنية إبراهيم:

 

داخل ساحة محكمة الأسرة بمدينة نصر، جلس زوجان لم يمر على زواجهما أكثر من 5 أعوام، الزوجة الشابة صاحبة الـ30 عاماً لم تستطع حبس دموعها خلال فترة الانتظار قبل دخول قاعة المحكمة للنظر فى أمرها، على المقعد الآخر جلس زوجها منكس الرأس واضعاً كفيه على خديه، بعد أن رأى حلم حياته يتبدد ويتحول إلى كابوس.

 

تروى الزوجة تفاصيل قصتها قائلة تعرفت على زوجى، منذ 5 أعوام خلال حفل خطوبة صديقة لى، وفاجأنى بعد أيام قليلة بإرساله طلب صداقة لى على حسابى على «فيس بوك» مصاحباً برسالة «شوفتك فى فرح صاحبتك وحابب أتعرف عليكى وأخطبك»، رفضت ذلك الأمر، لكن فاجأنى بحضوره بصحبة والده لخطبتى، وقتها اقتنعت بحبه لى ولأنه كان شاباً يحمل صفات الرجولة بمعنى الكلمة، بالإضافة إلى أنه طيب القلب وحنون أعلنت موافقتى على طلبه.

صمتت الزوجة لثوان معدودة وشردت بنظرها كأنها تستعيد شريط ذكرياتها، ثم استكملت كلامها قائلة: تمت خطبتى فى حفل رائع مرت ستة أشهر من أجمل أيام حياتى معه كنا نسرق من الوقت بضع ساعات لنلتقى فيها بجانب تجهيزنا لعشنا الجميل وبالرغم من الإرهاق الذى كنت أشعر به بسبب تجهيزات منزلى الصغير، فإننى كنت فى غاية السعادة تخيلت بأن حياتى ستكون رائعة مع هذا الرجل الذى أحبه من كل قلبى.

مرت الأيام سريعاً وتم زفافى وانتقلت إلى عش الزوجية لأعيش مع زوجى أياماً هادئة جميلة وحتى لا أنكر جميل زوجى أعترف بأن رقته معى وأسلوبه الراقى جعلنى أتغير وتمنيت أن أكون مثله فى أخلاقه الراقية.

وأتم الله علىّ من سعادة وهناء فرزقنا بالبنين والبنات، مريم عامين ويوسف ستة أشهر.. فى بادئ الأمر كانت الحياة عادية لم نشتك ضيق الحال لكن بمرور الأيام بدأت أشعر بعجز زوجى فى توفير متطلبات أطفالى قررت أتحدث معه على استحياء فطلب منى أن أحاول تدبير يومى بمبلغ بسيط لا يتعدى الـ25 جنيهاً، وبسبب غلاء المعيشة استعنت بوالدى حيث طلبت منه مساعدتى ظناً منى أن هذا الوضع مؤقت ولكن الوضع استمر كثيراً ووالدتى ووالدى لم يحتملا ذلك، وزوجى الذى يعمل سائق تاكسى لم يفكر فى لحظة فى إعطائى أكثر من ذلك حتى أستطيع الإنفاق على المأكل واحتياجات طفلينا.

استمرت المشاكل بيننا وتحول بيتنا الهادئ الذى كنت أُحسد عليه إلى بيت كئيب ملىء بالمشاكل والمشاجرات، كنت أشعر بأن زوجى

ADTECH;loc=300;grp=%5Bgroup%5D

بدأ فى الهروب من البيت، متعمداً حتى لا يصطدم بى.. فى أحد الأيام قررت التحدث إليه لوضع حد لهذه الظروف القاسية وبعد أن وضعت له وجبة العشاء تحدثت إليه فى هدوء أشرح له معاناتى من ضيق ذات اليد وأن ما يعطيه لى من مال لا يكفى حتى العيش الحاف، فثار علىّ ثورة عارمة وقام بالاعتداء علىّ بالضرب المبرح مما أسفر عن إصابتى بكسر فى ذراعى لم أصدق نفسى من هول الصدمة كيف يتحول زوجى الطيب الراقى إلى وحش بلا مشاعر، اتصلت بوالدى وقام بنقلى إلى المستشفى وبعد عودتى حملت حقيبة ملابسى وأطفالى وانتقلت للعيش مع والدى.

صمتت الزوجة قليلاً وبدأت دموعها تنهمر، حاولت التحدث إلا أن صوتها المخنوق جعلها تصمت للحظات استجمعت شجاعتها وبدأت فى التحدث مرة أخرى قائلة: ثلاثة أشهر لم يفكر يوماً أن يتصل علىّ أو يسأل عن طفليه الصغيرين، لم يهتم بأمرنا.. الأيام كانت تمر علىّ ببطء كنت أسترجع ذاكرتى مع زوجى، لم أصدق أن الحال يصل بنا أى مفترق الطرق ونظراً لقسوة قلبه وجحوده قررت التخلص من هذه الزيجة بعد أن تحول قلب زوجى عنا.. قمت برفع دعوى خلع وأتمنى أن أحصل عليه.  على الجانب الآخر قال الزوج الذى حضر برفقة صديقه: لم أفكر أبدا فى ترك زوجتى التى أحبها وطفلىّ وخلال مدة الثلاثة أشهر كنت أحاول تدبير حالى وأبحث عن أى وسيلة عمل أخرى أستطيع معها الإنفاق على بيتى، فأنا أعرف جيداً معاناتها معى ولكن لم أتخيل أن زوجتى تطلب الخلع فى المحكمة، وهى تعرف جيداً مدى حبى لها وحتى الآن لم تفصل المحكمة بينهما، وآمل بعد أن يحولنا القاضى إلى لجنة الاتصال ربما يلين قلب زوجتى وتعود عما نوت وتتراجع عن قضية الخلع التى رفعتها ضدى وأهانت بها رجولتى ولكن رغم ذلك أتمنى العودة إليها ولطفلىّ، وليتها تعلم أننى لم أنس بعد عشائنا الأخير الذى حدث خلاله ما حدث وتطورت حياتنا إلى هذا المنحنى الخطير.. وتحولت قصتنا التى تحاكى بها الكثيرون لى مجرد رقم فى رول محكمة الأسرة.. ولكن كل هذا ما أستطيع إعطاءها لها فإننى لم أكسب أكثر من ذلك المبلغ.  فأنا أسعى بالتاكسى طوال يومى ولكن لا يوجد زبائن، الحالة الاقتصادية التى يعانى منها الجميع جعلت الناس لا يستقلون التاكسى فى تنقلاتهم .

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوفد وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى