في العالم الرياضة "رسالة".. وبإيران "سياسة"!

في العالم الرياضة "رسالة".. وبإيران "سياسة"!
في العالم الرياضة "رسالة".. وبإيران "سياسة"!
الكل يعلم جيداً أن "الرياضة رسالة" جميلة تحمل أجمل المعاني الأخوية وتربط المحبة بين المنتخبات والفرق بكافة ألعابها، ليس على صعيد اللعبة الشعبية الأم، ألا وهي كرة القدم فحسب، بل في كل مجالاتها. فالرياضة لغة جميلة بها الإثارة والندية، لكن كل ذلك داخل المستطيل الأخضر، دون أن يتعدى الخطوط الحمراء.

العالم أجمع يدرك تماماً أهمية الرياضة وحضورها، سواء في المسابقات المحلية لكل دولة، أو عبر البطولات المجمعة، لكن هناك عددا من الدول دوماً ما يروق لها الخروج عن النص، مرة واثنتين وعشرا، ولم يجرؤ أحد أن يتصدى لها إلى أن أتى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" السويسري جياني إنفانتينو وبدأ في التخلص من العادات السيئة، خاصة من بعض الدول وتحديداً من الأندية الإيرانية ومنتخب بلادها التي في كل مرة تخرج عن النص دون أن يكون هناك حسيب أو رقيب لا من قبل اتحادهم المحلي أو حتى على صعيد الاتحادين الآسيوي والدولي.

"الهيمنة السيئة" التي فرضتها الجماهير الإيرانية ومنسوبو الأندية واتحاد الكرة في بلادهم على الاتحاد الآسيوي والفيفا ساعدهم كثيراً في إبطال مفهوم "الرياضة رسالة سلام ومحبة" وقاموا بتحويل المفهوم إلى "الرياضة شعارات سياسية ودينية".

تضرر الكثير ممن خاضوا مباريات كرة قدم أو حتى أي رياضة من رياضات الألعاب المختلفة المقامة على الأراضي الإيرانية سواء بالهتافات السياسية أو الدينية ورفع لافتات ممنوعة في مجال الرياضة، لكن لدى الإيرانيين حينها كان كل شيء مُباحا تحت نظر رئيسي الاتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام والدولي فيفا السابق السويسري جوزيف بلاتر، اللذين صمتا أمام "خزعبلات" الإيرانيين ولم يكن بمقدرتهما مواجهة "الطوفان الإيراني".

يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2016، أقيمت مباراة بين منتخبي إيران وكوريا الجنوبية ضمن الجولة 4 من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم روسيا 2018، على استاد آزادي، وكانت الجماهير "المغلوب على أمرها" تظن أنهم عندما يخرجون عن النص ويدمجون الرياضة بالسياسة كما اعتادوا أن ذلك سيمر مرور الكرام، إلى أن صفعهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو وفرض عليهم عقوبات بسبب شعارات دينية في المباراة التي جمعتهم بمنتخب كوريا الجنوبية ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وحينها وقال الفيفا في بيان له: تم تغريم الاتحاد الايراني مبلغ 45 ألف فرنك سويسري بسبب عدد من الشعارات الدينية أثناء إحدى مباريات تصفيات آسيا لكأس العالم.

ولم يتوقف الحال عند الاتحاد الإيراني، بل وصل إلى عقوبات لتسع دول وهي "كرواتيا، ألبانيا، كوسوفو، البرازيل، البارغواي، إستونيا، أوكرانيا، تشيلي، الأرجنتين" بسبب شغب جماهيرها بما فيها إطلاق هتافات مسيئة.

ومثلما دوماً يردد "كما تدين تدان" انقلب السحر على الساحر، وخلط الحابل بالنابل، عندما امتعض عدد من لاعبي المنتخب الإيراني من قلة الاهتمام في بلادهم بما حققوه من نجاحات خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 لكرة القدم، وإعلان صعودهم رسمياً إلى المونديال، حيث تجاهلتهم الحكومة الإيرانية التي انشغلت بدعم الإرهاب والسياسة وتركت رياضة السلام والمحبة.

لم يتحمل لاعبو المنتخب الإيراني التجاهل المباشر من قبل حكومتهم ولا اتحادهم الكروي، بل توجهوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي لأجل التعبير عن حالة الألم والحزن الذي يعيشونه تجاه تلك التجاهلات الواضحة عياناً بياناً.

بداية كتب أشكان ديجاجاه عن مدى اهتمام سلطات كرة القدم في بلاده بالمنتخب، وقال: يبدو أنه لا يهتم أحد هنا "في إيران" نحن تأهلنا لنهائيات كأس العالم ويبدو أن انتصاراتنا لا قيمة لها ولا تجد من يهتم بها.

كما ظهرت هذه العبارات أيضاً في حسابات لاعبين آخرين في المنتخب الإيراني ومنهم فوريا غفوري وجلال حسيني وأحسان حاج صافي.

وفي المقابل، أشاد هؤلاء اللاعبون بالدعم الذي قدمته السلطات في كوريا الجنوبية لمنتخبها خلال سعيه للتأهل للنهائيات المقبلة في روسيا، قائلين إن الأجواء في استاد سول في الأسبوع الماضي كانت "ملتهبة".

وأشار اللاعبون الإيرانيون إلى أن كوريا الجنوبية كانت في حالة استنفار كامل، نأمل أن يتعلم المسؤولون (في إيران) من تصرف مسؤولي وجمهور كوريا الجنوبية.

يشار إلى أن المنتخب الإيراني الذي يقوده المدرب البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش تأهل لنهائيات كأس العالم بعد الفوز على أوزبكستان وضمان المركز الأول بين فرق المجموعة الآسيوية الأولى.


جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر صحيفة عكاظ وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى