رفعت المحجوب.. رجل دولة اغتالته الجماعة الإسلامية (بروفايل)

في مثل هذا اليوم من عام 1990، وقعت حادثة اغتيال هزت أرجاء مصر، وسمع صداها العالم أجمع، حيث كان المشهد ضبابي ومتوتر في الداخل المصري، وكان للجماعة الإسلامية وأفكارها المتطرفة حيزًا ليس بالبسيط، إذ كانت تنفذ الاغتيالات وتقتحم المديريات وتهاجم السياح الأجانب، ولم يكن حينئذ يستعصى عليها أن تغتال رئيس مجلس النواب الدكتور رفعت المحجوب، حيث غاص أعضاؤها في ظلمات التطرف والأفكار المنحرفة.

رفعت المحجوب
ولد رفعت المحجوب في مدينة الزرقا في محافظة دمياط، حيث تلقى تعليمه، ثم حاز على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1948، والدراسات العليا في القانون العام من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بجامعة باريس بفرنسا عام 1950، ودكتوراه الدولة في الاقتصاد من جامعة باريس العام 1953، ثم عاد إلى إلى مصر وتدرج في عدة وظائف في جامعة القاهرة، ومنها عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية العام 1971.

شهاداته
كانت خبرة وعلم "المحجوب" مؤهلا لأن يصبح رجل دولة من طراز فريد، حيث وقع عليه الاختيار ليتولى عدة مناصب في الدولة انتهت، بأن يكون رئيس مجلس النواب منذ عام 1984 حتى يوم اغتياله عام 1990.

جوائز وأوسمة
حصل «المحجوب» على عدة جوائز وأوسمة رفيعة، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1963، من قبل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1975، من الرئيس أنور السادات، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1980.

واقعة الاغتيال
كان واقعة الاغتيال فريدة في نوعها، ووقعت أحداثها بسرعة كبيرة، حيث تربص عدد من الملثمين أعلى كوبري قصر النيل مستقلين دراجات بخارية، وأثناء مرور موكب "المحجوب" أطلقوا وابل من الرصاص عليه، لتستقر 8 طلقات في جسده فأردته قتيلا وشهيدًا فورًا، قامت الدنيا ولم تقعد وألقى القبض على المئات من أعضاء الجماعة الإسلامية، وكانت المفاجأة في المحاكمة التي وصفت بأنها «محاكمة القرن» حيث تم تبرئة كافة المتهمين إلا واحدا منهم فقط.