#اليوم السابع - #فن - صفاء الليثي تكتب: عتبات البهجة.. قدرة الفخراني المستمرة على العطاء

كما تقوم وفاء صادق بكوميديا موقف غير معتادة منها تظهر قيادة المخرج الكبير لممثليه في أدوار تبعدهم عن أنماط اعتادوا تقديمها. يتورط بهجت الأنصاري مع كل هؤلاء ويتحمل أعباء مشاركة من يخالفون القوانين رغبة في الربح السريع، يزرع سيناريو د. مدحت العدل شخصية تذكرني بمحمود مرسي في أبو العلا البشري، في أجواء شعبية كاشفة عن عمق مشاكل المجتمع المصري الآن، وعن طريقه أيضًا نتعرف على أجواء مطربي المهرجانات ورغبة الشاب مصطفى عنبة وفرقته في التعبير بالغناء عن طموحاتهم الشخصية في الشهرة والمال. 

الفخراني على عكاز ومشاهد كثيرة له جالس أو نائم، ولكن في الحلقة الرابعة يقدم المخرج مشهدا شديد الغنى لسوق الجمعة بكل تفاصيله الشعبية، طيور تباع، وثعابين، وكلاب تتحرر من سلاسلها وتثير الذعر في السوق، مشهد عظيم نشاهد فيه الكبيرين الفخراني وصديقه صلاح عبد الله في قلب المعمة وفي الموقع الحقيقي لسوق الجمعة.

وفي الحلقة الرابعة أيضا مشهد بديع له مع أرملة صديقه وقصة حب على خلفية أم كلثوم، وبمونتاج رائع تعلق ثومة ( وعاوزنا نرجع زي زمان، قل للزمان ارجع يا زمان ) الفخراني مع صفاء الطوخي في مشهد رومانسي كوميدي يبعث على البهجة، ليلى عز العرب في نمط اعتادت تقديمه، ولكنها بوجودها تحدث مفارقة مع مطرب المهرجانات بينما هي تستمع الى الموسيقى الكلاسيك. الممثل السوري خالد شباط حفيد الفخراني يجاهد لكي تصبح لهجته مصرية وأعتقد أنه وجه جديد يضيف للممثلين الشباب تنوعات محببة. سما ابراهيم وأداء تتميز به، تدندن بصوت جميل وأداء احترافي وهي في المطبخ فتبعث على البهجة رغم افتقادها لابنها المهاجر إلى كندا.

إيقاع المسلسل سريع يناسب كونه في 15 حلقة فقط مع كل حلقة نمر بحدث مختلف، ويسهم تفرع الحكايات الجانبية في الابتعاد عن الملل لغني الشخصيات وتنوع طبقاتها وأعمارها. 

الاقتباس عن رواية الكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد واضح في العديد من المشاهد غير المعتاد تناولها في الدراما التقليدية، منها مشهد سوق الجمعة، ولكن الأهم أن الشخصيات مركبة وإن لم يخلو بعضها من النمطية، يذكر التتر أنه عن رواية الكاتب الكبير ابراهيم عبد المجيد، ووجود لفظ (عن) يعني عدم الالتزام التام بالرواية وتفاصيلها وحوارها الذي يناسب القراء ويختلف عن جمهور الأعمال الدرامية وخاصة في رمضان.

  العمل السابق للفخراني " نجيب زاهي زركش " كان من تأليف الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال الذي نتابع عمله الكبير " الحشاشين " مما يؤكد قدرته على التنوع وخوض مغامرات في الكتابة لنوعيات مختلفة من الأعمال الدرامية، نجيب زاهي زركش كان جدا مختلفا عن بهجب الأباصيري يعكس قدرة الفخراني على أداء أدوار تبدو في ظاهرها متقاربة ولكنها مختلفة عبر تفاصيل يجيد ابرازها بأدائه الكبير وباختياراته الذكية التي تناسب موهبته منذ ظهرت في ليالي الحلمية منذ عام 1987 ومازال قادرا على العطاء وبث البهجة في قلوبنا.