في مشروع نيوم السعودي.. فتش عن إسرائيل وتيران وصنافير

في مشروع نيوم السعودي.. فتش عن إسرائيل وتيران وصنافير
في مشروع نيوم السعودي.. فتش عن إسرائيل وتيران وصنافير

أكد خبراء اقتصاديون أن مشروع "نيوم" أضخم مشروع استثماري سعودي والذى أطلقته السعودية الأسبوع الماضي، يكشف سبب تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، مشيرين إلى أن إسرائيل هى المستفيد الأكبر من هذا المشروع وتنازل مصر عن الجزيرتين.

 

وأطلق محمد بن سلمان، ولى العهد السعودي، الثلاثاء الماضي، مشروع مدينة نيوم العملاقة البالغة قيمتها 500 مليار دولار على مساحة 26 ألفا و500 كيلومتر مربع، وستمتد إلى الأردن ومصر، حيث يقع في غرب المملكة، ويمتد ليشمل الحدود المصرية والأردنية، ليربط 3 قارات ببعضهم، على مساحة تصل إلى 26,500 كم2.

 

ويطل المشروع من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم، وتحيط به من الشرق جبال بارتفاع 2,500 متر، كما سيركز المشروع على 9 قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.

 

مشروع صهيوني

فى هذا الصدد، قال أحمد خزيم، المستشار الاقتصادي، إن مشروع نيوم له جذور تاريخية، عندما قرر الاجتماع الصهيونى الأول 1897 لإنشاء دولة إسرائيل وانتظارهم 50 عاما حتى أعلن عن قيام دولة إسرائيل فى 1948، وفى 1995 عندما أعلن شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي السابق فى المغرب أن المنطقة العربية بكافة ثرواتها كانت تحت قيادة مصر ولم تتمتع شعوبها بالرخاء والتنمية وآن الأوان أن تقود إسرائيل المنطقة العربية للرخاء وتبقى تحت زعامة إسرائيل.

 

وأضاف خزيم، فى تصريحات لـ" مصر العربية"، أن ما يتم فى مشروع نيوم هو تنفيذ رؤية بيريز فى مؤتمر المغرب 1995 ، ذلك المشروع الذى يقوم على 9 محاور كلها تشتمل على الذكاء الاصطناعى وأعلى معدلات التقنية وللأسف الشديد لا توجد دولة عربية واحدة فيها ذلك ومن سيقوم بتنفيذ وإدارة هذه المدينة ذات الـ 500 مليار دولار مدير تنفيذى صهيونى.

 

وأوضح المستشار الاقتصادي، أن كل ما سيتم فيه سيكون بأياد وعقول ليست عربية وبأموال يختلط فيها العربي بالعالمى الصهيونى كما أنه المدخل الرئيسي لإسرائيل على البحر الأحمر، لافتا إلى أن هذا الأمر يتم التخطيط له منذ سنتين ومرتبط بصفقة القرن فهو الوجه الاقتصادى التنموى الذى يرضى الجماهير العربية التى وصلت إلى مرحلة كبرى من العوز والاحتياج.

 

وأشار إلى أن تولى محمد بن سلمان ولى العهد السعودي هذا الأمر بجانب حكام الإمارات أمر طبيعي بسبب العلاقات الطيبة مع إسرائيل بعد الزيارات السرية إلى إسرائيل منها زيارة مسئولين سعوديين أيضا والتى كانت للإعداد لهذا المشروع كما أن التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير جزء من هذه المنظومة.

 

وأكد خزيم، أن مصر لن تستفيد من هذه المدينة فكل ما يقال عنها أمانى وأحلام تتشابه مع الأمانى والأحلام التى قيلت فى مصر بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل فى 1978 كما أن تهجير أهالى سيناء جزء من صفقة القرن لتبادل الأراضي مع الجانب الفلسطيني وهذا يوضح لماذا ظلت سيناء خالية من التنمية والتعمير منذ توقيع اتفاقية السلام وحتى الآن.

  

إسرائيل المستفيد

شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، قال إن مشروع نيوم السعودي ضخم وجزء من صفقة القرن، لأنه يجمع بين 3 دول وهى السعودية ومصر والأردن، فضلا عن إسرائيل التى لابد من الحصول على موافقتها فى استخدام جزيرتي تيران وصنافير فى المشروع طبقا لاتفاقية كامب ديفيد.

 

وأضاف الدمرداش، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن المستفيد الوحيد من تنازل مصر عن جزيرتى تيران وصنافير ووضع السعودية يدها على الجزيرتين هي إسرائيل، مشيرا إلى أن عدم احترام البرلمان والحكومة لحكم المحكمة الإدارية العليا فى هذا الشأن وتجاوز البرلمان له أمر سيء أدى بنا إلى ما نحن فيه الآن.

 

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك لم يتماش مع وجهة النظر الإسرائيلية بالسيطرة على المنطقة العربية وكان معارضا لهذا المشروع ولذلك لم يكن مرغوبا فيه وعندما وجدت إسرائيل نظاما جديدا ليس لديه نفس التحفظات بدأت فى تنفيذ مشروعها للسيطرة على المنطقة.

 

أسئلة خطيرة

وقال الدكتور إبراهيم نوار، الخبير الاقتصادي، إن المشروع السعودي لإنشاء منطقة تنموية ضخمة ملاصقة لحدود السعودية مع كل من مصر والاردن وإسرائيل باستثمارات تقدر حاليا بنحو 500 مليار دولار يطرح أسئلة كثيرة علينا في مصر على وجه الخصوص.

 

وأضاف نوار، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي"فيس وبوك"، أن أخطر الأسئلة هو ما يتعلق باستراتيجية السلام مع إسرائيل، وما يجري من إرساء أسس لعصر السلام الإسرائيلي بأموال عربية ودماء فلسطينية، مشيرا إلى أن مشروع مدينة (نيوم) قد يسفر عن دمج مناطق شمال غرب السعودية وجنوب الأردن وجنوب شرق إسرائيل وجنوب سيناء اقتصاديا وفتح آفاق جديدة للتنمية في تلك المناطق.

 

وتابع: "مشروع المدينة بالتالي يلقى الضوء على إجراءات سابقة تمت بالفعل مثل تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ومثل المنحة التنموية من الملك سلمان التي تسلمتها الحكومة المصرية لصالح محافظة جنوب سيناء، ومشروع إنشاء جامعة الملك سلمان في مدينة الطور أو مدينة رأس سدر، وعدد من المشاريع الأخرى التي تردد الحديث عنها في الحوارات الجارية بين مصر والسعودية".

 

واستطرد: "ليست هناك معلومات مؤكدة من المصادر الرسمية، فيما يتعلق بمنحة جنوب سيناء التي بلغت قيمتها 200 مليون دولار ولم تقدم الحكومة أي معلومات عنها إلى مجلس النواب.. وأظن أنه من واجب الحكومة أن تعلن للناس بشفافية ما إذا كانت قد اتفقت على ترتيبات مع السعودية على إجراءات تساعد على دمج محافظة جنوب سيناء في مشروع (نيوم)".

 

سر بيع جزيرتي تيران وصنافير

وتعليقا على إطلاق مشروع "نيوم"، قال محمود وهبه الخبير الاقتصادي، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"،  "عرفنا الآن سر بيع تيران وصنافير.. لإنشاء مشروع نيوم السعودي .. اقرأ السر والفضيحة.. مشروع نيوم الخيالي الذي أعلنت عنه السعودية بتكلفة نصف تريليون دولار لم يكن ممكنا دون استيلاء السعودية علي تيران وصنافير".

 

وأضاف وهبه، " ولذا اشترتها من السيسي وكذبوا علينا كالعادة .. والآن ستصبح إسرائيل عضوا في هذا المشروع لأنها لابد وأن توافق علي المشروع حسب اتفاقية كامب ديفيد".

 

وتابع:  "أعلنت السعودية عن مشروع خيالي سمته نيوم .. والمفروض إنه سيشمل السعودية ومصر والأردن ولكن من يملك الخيط هو إسرائيل لأن صنافير وتيران هي جوهر المشروع وخاصة لو بني جسر بين مصر والسعودية ولذلك كان لابد وأن تستولي السعودية علي تيران وصنافير وباعها السيسي لهم رغم عدم الأحقية القانونية أو التاريخية لهم بها .. وكنا نبحث عن السبب في إصرار السيسي علي بيع الجزيرتين وكان هذا تفسير لي كتبته منذ عام في عز المعمعة .. وخلاصته استخدام أنابيب البترول الإسرائيلية لنقل البترول السعودي والخليجي من خلال أرض إسرائيل وتجنب قناة السويس لأن ذلك أقل تكلفة ومشروع نيوم يعطي الغطاء المناسب للتعاون السعودي الإسرائيلي".

 

تفاصيل المشروع

وقال الأمير محمد بن سلمان، إن مدينة نيوم العملاقة البالغة قيمتها 500 مليار دولار، التي تخطط السعودية لإنشائها، ستطرح في الأسواق المالية بجانب شركة "أرامكو" السعودية، في إطار مساعي المملكة لتنويع اقتصادها وتقليص اعتمادها على النفط.

 

وستقام المنطقة التجارية والصناعية التي تعرف باسم "نيوم" على مساحة 26 ألفا و500 كيلومتر مربع، وستمتد إلى الأردن ومصر، وجرى الإعلان عن المدينة خلال فعاليات اليوم الأول لـ"مبادرة مستقبل الاستثمار".

 

وقال بن سلمان "أول مدينة رأسمالية في العالم، هذا هو الشيء الفريد الذي سيحدث ثورة".

 

وأضاف: "بلا شك سيتم طرح نيوم في الأسواق في نهاية المطاف. أول منطقة تطرح في الأسواق العامة. يبدو الأمر كما لو أنك تطرح مدينة نيويورك (في الأسواق)".

 

من جهته، أوضح صندوق الاستثمارات العامة السعودي أن مدينة نيوم ستكون مملوكة للصندوق بالكامل لحين إدراجها، وستجذب استثمارات من شركات في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية والصناعات المتقدمة والترفيه.

 

وأكد بن سلمان : "لن تدرج في الأسواق حتى تختمر الفكرة بشكل كاف. قد يكون الإدراج بعد 2030، وقد يكون قبل ذلك، لكن الفكرة والاستراتيجية أن يتم طرح نيوم في نهاية المطاف".

 

من ناحية أخرى، قال ولى العهد إن المملكة العربية السعودية تجري محادثات مع بعض من أكبر الشركات في العالم، لتطوير تقنيات من شأنها أن تُعزِّز سبل العيش في المدينة التي يعتزم بناءها على البحر الأحمر، والتي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار.

 

وقال الأمير محمد إنه من المقرر أن يفتتح مشروع نيوم بحلول عام 2025، وستكون هنالك استثمارات محدودة في مطلع عام 2020، موضحا أن شركة "أمازون" ومجموعة "علي بابا" القابضة المحدودة، بالإضافة إلى "إيرباص" مشاركة بالفعل في المحادثات.

 

وقال الأمير: "نحن نتحدث مع الجميع، ولدينا الخبراء المعنيون بهذا الشأن من كل أرجاء العالم، وهم يشاركون في هذا الأمر".

 

ويحاول الأمير محمد بن سلمان قيادة المملكة العربية السعودية بعيدا عن الاعتماد على النفط، وهذا أمر لم تدره إلا اقتصادات كبرى قليلة، ويواصل الأمير تحريك الأهداف، لجعل الخطط طموحة بشكل أكبر.

 

ومن ضمن التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي تم وضعها منذ العام 2015، بيع حصة في شركة "أرامكو" النفطية العملاقة، ووضع حد لحظر طال أمده على قيادة المرأة للسيّارة.

 

وذكر بن سلمان، أن الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء سيجتمعان معاً لتقديم نمط حياة غير متوفر في أي مكانٍ آخر. وقال: "سيرتبط ملفك الطبي مع تجهيزاتك المنزلية، وسيارتك، وسيرتبط كذلك بأسرتك، وملفاتك الأخرى، وسيطور النظام ذاته من حيث كيفية تزويدك بأمور أفضل".

 

ويتصور الأمير محمد بن سلمان مدينة تدار عبر التطبيقات، وهي مؤتمتة بشكل كامل وتلبي احتياجات سكانها، حيث قال:" سيكون أول روبوتٍ في مدينة نيوم هي المدينة بحد ذاتها".

 

وأوضح ولي العهد السعودي إن الحكومة السعودية تعمل على إحياء مشاريع منها مدينة الملك عبد الله المالية في مدينة الرياض.

 

وأضاف أنه من المقرر افتتاح المرحلة الأولى في عام 2018، وستستضيف المنطقة قادة من مجموعة G-20 للاقتصادات الكبرى بعد عامين من ذلك".

 

ولفت بن سلمان إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين مصر والسعودية العام الماضي، بما فيها اتفاقية بشأن تطوير منطقة صناعية في شبة جزيرة سيناء، تم إبرامها بينما كانت المدينة الجديدة مأخوذة بعين الاعتبار.

 

وأردف قائلاً: " الغرض من هذه المنطقة الحرة شمال سيناء هو ربطها مع "نيوم"، وستحظى المدينة بكثيرٍ من الموانئ، بعضها في السعودية، والبعض الآخر في مصر".

 

وتتضمن خطط المشروع جسراً يقطع البحر الأحمر، ويربط بين المدينة الجديدة ومصر وباقي القارة الأفريقية، وقد تم تخصيص ما يقارب 25.900 كيلومتر مربع لتطوير المنطقة، وستشمل هذه المساحة أجزاءً من الأردن ومصر.

 

وعند سؤاله عما إذا كانت المدينة ستنافس المحاور التجارية الإقليمية الأخرى كدبي، قال الأمير محمد بن سلمان إن الناتج سيكون ربحاً لجميع الأطراف، أكثر من كونه لعبةً تنافسية.

 

وأضاف أن نيوم "ستوجد طلبا جديدا من شأنه أن يساعد جيرانها أيضا"، وقال: "لا أعتقد أن هونغ كونغ قد أضرّت بسنغافورة، أو أن سنغافورة قد أضرت بهونغ كونغ".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى