هل تستفيد مصر من الأزمة السعودية فى جذب مزيد من الاستثمارات؟

تباينت آراء خبراء اقتصاديين حول مدى استفادة مصر من اعتقالات السعودية الأخيرة وما يحدث فى المملكة على مدار الأيام الماضية اقتصاديا فى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، حيث قال البعض إن مصر يمكنها جذب الاستثمارات فى حالة الاستقرار الأمنى والتشريعي والسياسي وخاصة فى مجال البترول والغاز.

فيما رآى آخرون أن فرص مصر ضعيفة لأن معظم الاستثمارات فى السعودية إما فى خدمات البترول التى لا يمكن الاستغناء عنها أو استثمارات الشخصيات ورجال الأعمال المعتقلين.

وكانت السلطات السعودية، أوقفت، 11 أميراً وأربعة وزراء حاليين، وعشرات الوزراء السابقين في حملة تطهير غير مسبوقة في تاريخ المملكة، بعد ساعات من تشكيل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكان من بين الموقفين الأمير الوليد بن طلال والشيخ صالح كامل رجل الأعمال وأصحاب استثمارات بالمليارات فى مصر.

وكشفت تقارير صحفية أجنبية مؤخرا، أن هناك اتجاها نحو حل الأزمة مع المعتقلين على خلفية قضايا فساد قبل أن يتم إحالة تلك القضايا إلى المحاكمات، في محاولة لنزع فتيل الأزمة، والوصول إلى حلول وسط بين الطرفين، حيث تدور التكهنات حول رغبة الأسرة الحاكمة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عدم تصعيد الأمور، أكثر من ذلك.

وقالت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البيريطانية في تقرير لها، إن السلطات السعودية تتفاوض على تسويات مع الأمراء ورجال الأعمال المعتقلين، وعرضت صفقة عليهم من خلال دفع مبالغ مادية كبيرة مقابل الإفراج عنهم.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة في المملكة إن الحكومة السعودية تسعى في بعض الحالات للحصول على 70% من ثروات المشتبه بهم، في محاولة لضخ مئات المليارات من الدولارات في خزائن الدولة المستنزفة.

وأكدت أن بعض هؤلاء المعتقلين رحبوا بالفعل بهذا العرض، وقاموا بالتفاوض مع السلطات السعودية حول القيمة المادية التي يمكن أن يصلوا من خلالها لتسوية الأزمة.

الاستقرار الأمنى والسياسي

الدكتور ضياء الناروز، الباحث الاقتصادي، قال إن الاستثمارات التي تخرج من دولة نتيجة لتخوف من الأنظمة الحاكمة لن تذهب إلي دولة أخرى إلا إذا كانت هذه الدولة مستقرة أمنيا وسياسيا وتشريعيا.

وأضاف الناروز، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أنه إذا كانت مصر تتحقق فيها هذه

الشروط فبكل تأكيد ستكون هي الوجهة التالية والمناسبة للمستثمرين الفارين من المملكة، لأن كل المجالات الاستثمارية في مصر واعدة، ولا ينقصها سوى الاستثمارات الفعالة.

وحول الاستثمارات الخاصة بالمستثمرين السعوديين المحتجزين فى السعودية بمصر، أكد الباحث الاقتصادي، أن اعتقالهم واحتجازهم له أثر سلبي على مصر وليس إبجابيا، وبالتالي إذا استمر الوضع في المملكة علي ما هو عليه سيكون هناك أضرار على مصر وليس استفادة، مشيرا إلى الوليد بن طلال والشيخ صالح كامل الذين يمتلكون استثمارات بالمليارات فى مصر.

فرصة ضعيفة

جمال بيومي، أمين اتحاد المستثمرين العرب، قال إن أغلب الاستثمارات فى السعودية إما فى خدمات البترول ومستثمروها لن يستغنوا عنها، أو الاستثمارات الخاصة بالمستثمرين السعوديين المحتجزين أنفسهم ولا يستطيعون الخروج من البلاد حاليا.

وأضاف بيومي، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن نوعية الاستثمار في البلدين مختلفة عن بعضها البعض، كما أن مصر والسعودية لا تتنافسان لجذب الاستثمارات، فضلا عن أن السعودية تعتبر أكبر مستثمر عربي في مصر، ولذلك فإن فرص استفادة مصر من الأزمة السعودية الحالية استثماريا ضعيفة.

البترول والغاز

فيما قال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن مصر من الممكن أن تستفيد من الأزمة السعودية بزيادة تدفقات الاستثمارات من خلال دخول بعض المستثمرين للسوق المصري وخاصة فى مجال البترول والغاز.

وأضاف الدمرداش، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن قرارات لجنة مكافحة الفساد بخصوص الأمير الوليد بن طلال، ورجل الأعمال صالح كامل، لن يكون لها تأثير على الاستثمارات السعودية فى مصر، موضحا أنه بالعكس قد تستفيد مصر مما حدث وتزيد الاستثمارات فيها.

ولفت الدمرداش، أن هذه القرارات ناتجة عن صراعات داخل البيت السعودى لفرض سيطرة ولى العهد محمد بن سلمان على المملكة كما أن القضاء الدولى لن يعترف بهذه القرارت لأنهم يعتبرونها قرارات مسيسة وليست لها صفة قانونية، وبالتالى فإن أرصدة هؤلاء الأشخاص فى أمان ولن يتم اتخاذ أى قرارات بشأنها فى مختلف دول العالم.