هل تحتاج بحيرة المنزلة 50 مليار لرفع كفاءتها ؟

هل تحتاج بحيرة المنزلة 50 مليار لرفع كفاءتها ؟
هل تحتاج بحيرة المنزلة 50 مليار لرفع كفاءتها ؟

فى حفل افتتاح مشروع بركة غليون للاستزراع السمكي، السبت الماضي، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أن رفع كفاءة بحيرة المنزلة يحتاج 50 مليار جنيه، إلا أن صيادي البحيرة أكدوا أن الحكومة تتبع أسلوبًا عقيمًا فى حل مشاكل البحيرة يهدر المال العام، مؤكدين أن الحل يكمن فى تغيير مسار مصرف بحر البقر والسماح لمياه البحر المالحة للدخول فيها والدولة لن تتكلف مليما واحد فى هذا الحل.

 

وقال السيسي :"رفع كفاءة البحيرة يحتاج 50 مليار جنيه قولولى منين أجبهم؟"، مضيفا: "بحيرة المنزلة كانت مساحتها 700 ألف فدان قبل التعدي عليها وإهدار طاقة كبيرة من الإنتاج، تخيلوا لو البحيرة كانت لسه بخيرها كانت هطلع سمك قد إيه، لازم يا مصريين ناخد بالنا من حاجتنا".

 

وبدأت محافظة دمياط، بالتنسيق مع محافظات الدقهلية وبورسعيد منذ شهور، في أعمال تطهير وتطوير بحيرة المنزلة بعد إزالة جزء كبير من التعديات على البحيرة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وهيئة الثروة السمكية.

 

وتبلغ مساحة البحيرة 750 ألف فدان قبل التعديات وقبل أن تنفصل عنها ملاحة بورفؤاد والتى إنفصلت عنها بعد شق قناة السويس، وحاليا لا تتعدى 100 ألف فدان، وتنتج 53 ألفا و34 طن سمك.

 

تقع البحيرة فى الشمال الشرقى لدلتا نهر النيل وهى تمتد إدارياً عبر ثلاث محافظات (بورسعيد- الدقهلية - دمياط)، وترجع أهميتها إلى كونها مورداً طبيعياً متجدداً للسمك وكذلك مصدر للدخل لأكثر من مائة ألف صياد بخلاف أسرهم.


شو إعلامي 
من جانبه، قال نسيم بدرالدين، نقيب صيادي المطرية بالدقهلية، إن كل ما يقال عن حملات تطهير بحيرة المنزلة "شو إعلامي" من جانب الحكومة والرئيس وإهدار للمال العام.


وأضاف بدر الدين، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن الحكومة تهدر المال العام فى تطهير بحيرة المنزلة لأن ما يتم إزالته من تعديات يعود فى اليوم التالى كما كان، فالحكومة تزيل التعديات من مكان ما وعندما تتحرك للمنطقة المقبلة يعود التعدي مرة أخرى كما كان فى ظل غيابها عن المنطقة.


وأوضح نقيب صيادي المطرية، أن تطهير بحيرة المنزلة لا يحتاج إلى 50 مليار جنيه كما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وإنما تحتاج إلى خطوة واحدة فقط إذا نفذتها الحكومة ستتطهر البحيرة أوتوماتيكيا ودون صرف أى أموال، قائلا "من غير ولا مليم" وهى تغيير اتجاه مسار مصرف بحر البقر ليبتعد عن البحيرة ما يعطى إمكانية للمياه المالحة من الدخول إليها وتطهرها أوتوماتيكيا من تلوث الصرف الصحي والمصانع الذى يضر الأسماك ومن بعده صحة الإنسان.


وأشار إلى أن حملة الحكومة لتطهير البحيرة لم تسفر عن نتائج إيجابية حتى الآن، فمساحة البحيرة كانت 750 ألف فدان وحاليا لا تتعدى الـ100 ألف فدان، مشيرا إلى أن معظم التعديات تكون من الأجهزة الحكومية نفسها وأبرزها إنشاء مدينة دمياط للأثاث وإنشاء تجمعات سكنية على أراضى البحيرة.


وتابع: "الرئيس بيروح له معلومات غلط عن اللى بيحصل فى البحيرة.. والحكومة عاملة ضجة إعلامية على الفاضي ولو عملت اللى الصيادين بيقولوا عليه وغيرت مسار مصرف بحر البقر هتحل المشاكل دون إهدار للمال العام ولكن مفيش حد بيسمع لنا".

 

أغنى بحيرات مصر

أحمد صبري، نقيب صيادي دمياط، قال إن تطهير ورفع كفاءة بحيرة المنزلة لا يحتاج إلى 50 مليار جنيه، وإنما يحتاج مبالغ أقل من ذلك.


وأضاف صبري، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن مشكلة بحيرة المنزلة أن أغلبها مزارع خاصة بالأهالى وليست حكومية وبالتالى تجد الحكومة صعوبة فى التحكم بها، مشيرا إلى أن البحيرة كانت تعتبر من أغنى بحيرات مصر كلها وتنتج ثلث إنتاجنا من السمك ولكن بعد تقليص مساحتها بسبب التعديات انخفض الإنتاج بشكل كبير.


ويبلغ الانتاج الكلى لمصر من الأسماك مليونا و640 ألف طن، منها مليون و200 ألف طن من إنتاج الاستزراع السمكى، وإجمالى إنتاج نهر النيل والترع والمصارف من الأسماك يصل إلى 400 ألف طن، فى حين تستورد مصر 300 ألف طن من الخارج لتلبية الاحتياجات من الأسماك.


وتصل احتياجات الاستهلاك المحلى إلى مليون و 940 ألف طن، وإجمالى إنتاج البحيرات المصرية من الاسماك يصل إلى 166 ألفا و 334 طن، حيث إن إجمالى إنتاج بحيرة البردويل 4 آلاف و 500 طن، وإجمالى إنتاج بحيرة ادكو6 آلاف و 700 طن بينما يبلغ انتاج بحيرة مريوط 16 ألف طن، وإجمالى إنتاج بحيرة قارون 1100 طن.


 ويبلغ إجمالى إنتاج بحيرة المنزلة 53 ألف و34 طن، بينما يبلغ اجمالى انتاج بحيرة البرلس 63 ألف طن، فى حين يصل إجمالى إنتاج بحيرة ناصر فى أسوان 22 الف طن، وإجمالى إنتاج أسماك البحر الأحمر 49 ألف و 642 طن، وإنتاج أسماك البحر المتوسط يصل إلى 58 ألف و 700 طن.


مهزلة 
الدكتور معاطي قشطة، خبير الهندسة الوراثية في تربية النباتات، قال إن حملة الإزالة فى بحيرة المنزلة تهريج، مشيرا إلي الحملة عبارة عن قيام الكراكات بتجميع حشائش ورد النيل أو ما يسميه أهل مدينة المطرية دقهلية "بشنين".

 

وأكد قشطة، فى تصريحات صحفية، أن المياه المالحة تقضى عليه والمطلوب أن تتوجه الكراكات لإزالة الحوش والسدايد وهى الأرض المغتصبة لإعطاء الحرية للمياه المالحة أن تتحرك وتقضى على الحشائش، لافتا إلى ان الكراكات لا يمكن أن تقضى على الحشائش بهذه الطريقة وأن هيئة الثروة السمكية تتبع هذا الأسلوب دون جدوى من عشرات السنين وعليه تضييع وقت ومال وكأنها مؤامرة. 

 

حملات التطهير مستمرة 
أما ثابت السويفى رئيس المنطقة الشرقية للثروة السمكية ببورسعيد، قال إن حملات تطهير قطاعات بورسعيد ودمياط والدقهلية التابعة للمسطح المائى لبحيرة المنزلة مستمرة لإعادة الصيد الحر، الذى يعد حرفة لأكثر من 3 آلاف صياد من أهالى القابوطى.
 
ولفت إلى أن إزالة كل التعديات من الحوش والجسور والمبانى المخالفة تسير بخطى منهجية على أرض الواقع لإعادة البحيرة، كما كانت مصدرا للثروة السمكية بكل أنواعها التى تمثل عائدا تنمويا للأسماك البحرية.

 

وأوضح السويفى، إن البوغاز الثالث الذى سوف يتم إنشاؤه سيساعد على تطهير البحيرة من النباتات الريزونية كورد النيل والبوص وغيرها من الحشائش التى تعوق الصيد الحر، لافتا إلى أن الإدارة الهندسية للقوات المسلحة ستساهم بعمل طريق بمحيط البحيرة لمنع أى تعديات على المسطح المائى لبحيرة المنزلة للحفاظ على حق الصياد الباحث عن مصدر الرزق الحقيقى لهم ولأسرهم.

 

خطة كبيرة وسريعة
فيما قال الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه محافظ دمياط ، إنه تم وضع خطة كبيرة وسريعة، تبدأ بفتح قنوات فى مناطق الجزر بالبحيرة، وستدخل مياه البحر لكل مكان في البحيرة، لتنقيتها والقضاء على التلوث بالبحيرة، إضافة لعمل محطات معالجة ثلاثية على تلك المصارف، بحيث أن المياه التي ستدخل للبحيرة ستكون محدودة أقل من النسبة الحالية، حيث سيتم تحويل 5 ملايين متر مكعب على سيناء، وسيدخل البحيرة 2 مليون متر فقط، وسنقوم بتعويض نقص المياه بالسماح بدخول مياه مالحة من البحر.

 

وأشار إلى أن التطوير سيصحبه تطهيرا وسيكون هناك تنمية كبيرة، وفرض سطوة أمنية، للقضاء على كل البلطجية، كما ستقوم حفارات عملاقة بعملية تعميق وتكريك البحيرة، والطين المستخرج منها، سيذهب لمنطقة مدينة الأثاث في دمياط لأنها بحاجة إليه، والصيد الحر سيكون بتصريح، وسيتم إنشاء إسكان اجتماعي، كقرى صيادين، تناسب المساحات، والدراسات الأمنية، وعمل كورنيش للبحيرة كشكل جمالى، ولعمل حد للبحيرة، حتى لا يستطيع أحد الردم على شاطئها.

 

وأضاف : لن نسمح بأن يكون هناك محاولات لتقنين أوضاع المتعدين داخل البحيرة أبدا، ولن نسهل أبدا على أحد عملية تعديه على بحيرة المنزلة، وسوف تزال التعديات كاملة فى القريب العاجل، وسوف تعود للبحيرة أيامها المربحة، وفتح آفاق جديدة للخير بها.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى