بعدما فقدت 50% من قيمتها .. ماذا حدث لـ"البيتكوين"؟

[real_title] فى رد فعل سريع أعقب اعتزام الصين وقف التداول على العملات الرقمية واستهداف تطبيقات الجوال والمنصات المستخدمة في التداول على الإنترنت، تلقت عملة البيتكوين ضربة قوية بتراجعها إلى 10 آلاف دولار.

واجتاحت الخسائر عشرات العملات الرقمية وهوت معظمها بنسب تتراوح بين 16 و29%، كما هوت عملة إيثيروم بأكثر من 20%.

وبلغ سعر "بيتكوين" رقماً قياسياً بـ 20 ألف دولار في ديسبمرالماضي، بالتزامن مع التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة، لكن السعر بدأ بالانخفاض بحدة منذ تلك الفترة بسبب التشديد القانوني.

محللون ماليون، أرجعوا السبب الرئيسي فى التراجع إلى قرار الصين ووقف التعامل فى هذه العملات، فضلا عن تحذيرات حدوث فقاعة لعملة البيتكوين والتى صدرت بعد تجاوز قيمتها حاجز الـ 20 ألف دولار، مؤكدين أن هذه العملة وهمية ولا يجب التعامل معها.

ونقلت وكالة بلومبرج عن مصادر لم تسمها أن الحكومة الصينية تعتزم حظر الوصول المحلي إلى منصات التداول التي توفر التجارة في العملات الرقمية.

ويستهدف المسؤولون في الصين أيضا الأشخاص الذين يقدمون خدمات التداول والبنى التحتية الأخرى لأسواق العملات الرقمية، والتي تسمح بإجراء صفقات أصغر بين الأفراد.

عملة وهمية
فى هذا الصدد، قال محمد عبدالعظيم الشيمي، الخبير المصرفي، إن البيتكوين عملة وهمية وقيمتها تظهر فى عدد وحجم المتعاملين بها.

وأوضح الشيمي، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن الصين سوق كبير ويضم عددا ضخما من المتعاملين، وعندما تعلن إيقاف التداول على هذه العملة الافتراضية وحظر الوصول لمنصات التداول التي توفر التجارة في العملات الرقمية، فإن ذلك يعنى إلحاق خسائر ضخمة للبيتكوين وغيرها من العملات الرقمية.

وأوضح الخبير المصرفي أن ما يجعل عملة الدولار الأمريكي ذات قوة، هو موافقة كل دول العالم على التعامل به فى التبادل التجاري، ولذلك كلما ارتفع عدد المتعاملين فى العملة مع وجود غطاء نقدي لها كلما ازادات قوة وارتفعت قيمتها والعكس صحيح.

تحذيرات الفقاعة
خبير أسواق المال، سمير رؤوف، قال إن السبب الرئيسي فى تراجع البيتكوين، إعلان الصين انتهاء التداول علي العملات الإلكترونية. 

واضاف رؤوف، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن السبب الآخر هو التحذيرات التى صدرت بعد تجاوز قيمة العملة حاجز الـ 20 ألف دولار، من حدوث فقاعة لهذه العملة، وهو ما حدث مؤخرا بتراجع قيمة البيتكوين إلى أقل من 10 آلاف دولار حاليا مقارنة بـ20 ألف دولار منذ أسابيع قليلة، قائلا "صعود سريع جدا جدا يعقبه هبوط حاد بشكل كبير".

وتابع: "بداية 2017 كانت البيتكوين بـ1000 دولار وارتفعت بشكل جنوني بسبب هوس المضاربات والآن هبطت بشكل حاد والخسارة تخطت حاجز 130 مليار دولار في العملات الرقمية".

تمويل الإرهاب
محمد موسى، الخبير الاقتصادي، قال إن التعامل فى عملة البيتكوين هو تعامل مع السراب؛ لأننا لا نعرف أوجه إنفاقها ولايصدرها أى بنك مركزى فى العالم ولا يوجد قيود على تحويلها أو غسيل الأموال منها أو تهريب العملات والثروات منها ووارد أن يتم من خلالها أى شيء.

وأضاف موسى، فى تصريحات لـ"مصر العربية"، أن حجم المضاربات على البيتكوين جعلها تصل إلى أرقام فلكية خلال فترة صغيرة حيث وصلت 8 آلاف دولار، إنما الأموال الورقية لها قواعد منظمة وقواعد يتم اتباعها ومعرفة كل شيء عنها ولمن تذهب وكيف يتم تحويلها وتاريخها ومكانها إنما البيتكوين ليس لها قواعد.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن عملة البيتكوين من الممكن من خلالها شراء الأسلحة والذخائر عن طريق الحساب الشخصي للعميل الذى لا يتم مراقبته لكن الأموال الورقية فى البنوك لا يمكن حدوث ذلك من خلالها؛ لأن الشخص الذى صرف النقود معروف ويتم تحديد مكانه.

ما هى عملة البيتكوين؟

البيتكوين هي عملة مشفرة يتم استبدالها بالعملات الرسمية كالدولار واليورو عبر شبكة الإنترنت من خلال محفظة مالية يمتلكها المتعامل بهذه العملة.

ويكون لصاحبها السيطرة الكاملة عليها عن طريق اسم مستخدم ورقم سري خاص وبذلك يضمن عدم قدرة الآخرين على التعامل بها أو التحويل منها إلا عن طريق هذا الرقم.

واتجه المستثمرون خلال الأعوام الماضية لحيازة العملات الإلكترونية التي لا تخضع لسلطة بنوك مركزية، كما لا يمكن تعقبها، وتمثل ملاذاً آمناً من مخاطر التضخم وتراجع قيمة العملات العادية، وقيود رؤوس الأموال.

وتسمح العملات المشفرة بتعاملات مباشرة بين المستخدمين الأفراد دون الحاجة إلى بنوك أو بنوك مركزية، كما أن افتقار بيتكوين إلى سلطة مركزية يجعلها جذابة لمن يرغبون في تجنب القيود المفروضة على حركة رؤوس الأموال.