سمننا في ترفيهنا

سمننا في ترفيهنا
سمننا في ترفيهنا

سمننا في ترفيهنا

العنوان أعلاه يعني أننا بصدد وضع فلوسنا في فعالياتنا الترفيهية والسياحية بدلاً من حالة سفحها السابقة في دول أخرى؛ نظراً لإغلاق كل منافذ الترفيه المحلية فيما سبق. ورغم أنني اعترضت على شعار هيئة الترفيه (لا تفكر تسافر) المدشن بمناسبة إجازة منتصف العام الدراسي إلا أنني أرى أن دعوات من هذا القبيل يجب أن تستمر بشرط أن تنتقى شعاراتها اللفظية بعناية، لأن دعوة الناس لعدم السفر، كما في شعار هذا العام، تتنافى مع مبدأ سافر ففي الأسفار سبع فوائد. كما أن السفر هو السفر سواء إلى داخل المملكة أم إلى خارجها، فمن سافر إلى اسطنبول مسافر ومن سافر إلى جدة مسافر أيضاً. فإننا لا يجب أن نقع في مطب معاداة السفر الخارجي لأنه من الطبيعي أن يختار بعض الناس وجهات إقليمية أو دولية لإجازاتهم وهذا من حقهم.

السفر والترفيه والسياحة في الداخل مطلب مهم وضروري لتبقى الدراهم تدور وتنمو فيما بيننا، لكن الإغراءات في هذا السفر الداخلي ليست كافية بعد، لا على صعيد إتاحة سكن محترم بأسعار معقولة، ولا على صعيد عوامل الجذب الترفيهي والسياحي الذي بلغت فيه بعض الدول مستويات لا نزال دونها بكثير. كل ما انطبع في ذهني وفي أذهان كثير من الناس أن هيئة الترفيه لم تدخل هذا القطاع من الباب، بل قفزت إليه من السطح في استضافة نجوم غناء وموسيقيين ومسرحيين عرب وعالميين تنظم لهم حفلات (طبقية) تتطلب قدرة مالية عالية وخاصة.

هناك طبعاً فعاليات متفرقة هنا وهناك لكن الترفيه الذي ننتظره لم يصبح شعبياً كما يجب، إذ أُعطي القادرون حفلات الغناء والمسارح البهيجة وأعطي باقي الناس مهرجانات مكررة أو مناسبات غير متعوب عليها بالصورة المطلوبة. نريد أن نرى مثلاً ساحات المدن مفتوحة للفرق الشعبية من كل المناطق ومتاحة للهواة من الشباب الذين يضفون في كل مدن العالم مسحة حلوة على سياحتها والتجوال بين أحيائها. ونريد أن يؤخذ الصغار والأطفال في الاعتبار لدى هيئة الترفيه، إذ أن حظهم في الترفيه الجديد ما زال قليلاً بينما هم من يحتاجون أكثر إلى بهجة القلوب والنفوس.

* نقلا عن "اليوم"

** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى