اخبار السياسه خذلان المولى الحكيم لجماعة الإخوان المسلمين

هذا المقال كتبته فى جريدة «الوطن» يوم الثلاثاء ٩/٧/٢٠١٣ أى قبل ٣٤ يوماً من فضّ اعتصام رابعة، وهو عبارة عن خطاب تخيلت أن المعزول محمد مرسى ألقاه للجماهير، بدلاً من خطابه التحريضى المشهور، وجعلت عنوانه «نص الخطاب الأخير الذى مُنع مرسى من إلقائه»، أعيده اليوم بعد ثلاث سنوات، ليكون السؤال: ماذا كان يكون الوضع لو ألقى مرسى هذا الخطاب؟

شعب مصر الأبىّ العظيم.. فى لحظة تاريخية مشهودة قامت ثورتنا المجيدة ضد نظام فاسد، ثم قامت انتخابات نزيهة.. اختارنى شعب مصر فيها رئيساً، ولن أحشر نفسى فى مضايق تكفل الله فيها بحفظ النيات والسرائر، لكننى رأيت الملايين تخرج فى ربوع مصر تطالب بانتخابات مبكرة، وإنصافاً من نفسى، وحقناً للدماء قررت الموافقة على طلب الجماهير، عن رضاً لا عن ضعف، إذ كيف أخاف من غير الله وأنا الحافظ لكتابه، نعم ليس خوفاً ولا ضعفاً، بل حقناً للدماء، وزهداً فى المنصب، ومن هذا المنطلق الوطنى أعلن موافقتى على الانتخابات المبكرة، ليس هروباً من المسئولية، بل يدى فى أيديكم، ومن ورائى جماعة الإخوان، أيدينا فى أيديكم، دماؤنا تختلط بدمائكم، تجردُ أبنائنا يحمى تمردَ أبنائنا من أجل مصر، ثورةٌ مجيدة، أزهرٌ شريف، جيشٌ عظيم، كنيسةٌ وطنية، حضارة تليدة، ضارباً بموقفى هذا النموذج الأسمى والأرقى فى امتزاج موقفى بهداية النبيين وأنوار القرآن، وفى استيعاب مقاصد الثورة، وفى التبصير بالغايات والمقاصد.

أقول لجماعة الإخوان: أنتم مشعل الثورة ووقودها.. تنازلى هذا إن سرّ قوماً فإنه سيغضب آخرين، والمرء إن حظى بثناء محب فلا يسلم من قدح ناقد، لكننا نتبع الحق وننسخ قائله، سواء كان قائله معروفاً بالحق أو الباطل، فإن الذهب يُستخرج من التراب، والورد يُجتنى من الشوك، فلا تستغرقنكم أحزانٌ فى غير محلها، فهذا أوان العقل، وتلك لحظة الحكمة. وأقول للمعارضة: لا تظنون أن أى استحقاق سياسى سيمر بتنحية الإسلاميين، وأنكم قادرون وحدكم على صناعة المستقبل، فلا تدمروا ثورتكم الثانية برعونة زائدة، ولا تستغرقنكم أفراح فى غير محلها، فهذا أوان العقل، وتلك لحظة الحكمة. وأقول للأمة كلها.. خدمتى لوطنى لا تقتصر على الكرسى، ولا تُقصوا أحداً، وها أنا وجماعتى زاهدون فى الكرسى، وها أنا صافح عن كل من أخطأ فى حقى وهم كثيرون، معتذراً عن كل من أخطأت فى حقهم وهم قليلون، متعاوناً مع الفارس الجديد الذى يأتى بعدى لقيادة البلد، لا أقف عائقاً أمامه، بل أحميه بدمى، ويحميه الإسلاميون أيضاً بدمائهم، لينجلى الانقسام، وتعودَ الوحدة، وتتحركَ الهمم، وتنبعثَ الإرادة، وتتجددَ مصر. حفظ الله مصر.. والسلام عليكم..

لو حدث هذا لتحقق الآتى: 1- حقن الدماء. 2- يعترف العالمُ كله بحرص الجماعة على الوطن، وليس الكرسى والتنظيم. 3- ينسى الناس أخطاء إدارتهم للدولة، ويظل العقل المصرى لا يذكر لهم إلا هذا الإيثار الوطنى النادر فى تاريخ البشرية. 4- يرفع عن الجماعة الحرج والتعصب والتشنج والانهيار النفسى والتشاؤم بالمستقبل الذى يعيشون فيه الآن. 5- ترفع صور الرئيس مرسى كرمز وطنى، بدلاً من رفع صوره كرئيس معزول. 6- يتيح الفرصة للجماعة لمشاركة سياسية فى كل الاستحقاقات الجديدة، ويقطع الطريق على الشامتين.

لكن مرسى لم يفعل، ولا تنظيمه كان من الممكن أن ينصحه بمثل هذا، وفوق كل ذلك منعه الله -سبحانه- من إلقاء هذا الخطاب، لأن خذلان الله لجماعة الإخوان كان أقرب من توفيقه، إنه خذلان رب حكيم، وهو القائل: «إِن يَعْلَمِ اللهُ فِى قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، وكأنى أستشعر أن الله علم أن فى قلوبهم شراً.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى اخبار السياسه عاجل.. قرار مفاجئ من الأهلي بشأن قضية الشيبي وحسين الشحات