اخبار السياسه عادل إمام وشركاه!

ربما تأخر هذا المقال شهراً بسبب تسارع الأحداث فى بلادنا، لكن يستحق نجم نجوم العرب وأكبر وأهم ظاهرة فنية عرفتها مصر والوطن العربى، التوقف أمام تجربته ومسيرته وسيرته مرات ومرات.. وربما لا يكفى مقال أو جريدة بكاملها أو كتاب لتناول الظاهرة وتفسيرها.. إذ يحتاج الأمر أكثر من ذلك، ليس من باب «الرغى» وإنما من باب تعدد الرؤى واختلاف زواياها وتنوع مدارس أصحابها..

عادل إمام.. الزعيم.. هو بلا جدال أذكى الفنانين العرب إن لم يكن الأذكى على الإطلاق.. فلا يمكن لفنان أن يتربع على القمة لمدة تزحف -أطال الله عمره- إلى نصف قرن إلا إن كانت توافرت وتوفرت له إمكانيات ذاتية أولاً قبل أن تتيسر له الأسباب الموضوعية ويجيد توظيفها.. ورغم أنه من مواليد برج «الثور» الذى يقول المتخصصون عنه إن صاحبه «لا يميل إلى المخاطرة وعنيد يعرف طريقه إلى النجاح بطرق مختلفة عن الآخرين»، إلا أن الحقيقة تتطابق تقريباً مع التوصيف السابق.. فعادل إمام المنطلق فى عقد الستينات بالحفر فى الصخر، كما يقولون، وانتظار الفرصة وراء الفرصة، يقدم للسينما وحتى نهاية عقد الستينات ومنذ انطلاقته فى «أنا وهو وهى» عام 64 ما يقرب من 22 عملاً سينمائياً، بعضها بترشيحات وكلاء الفنانين ومكاتبهم ومن خلال «ريجسيرات» أحبوه وتعاطفوا معه ومع موهبته، إلا أنه فى السبعينات ينطلق بقوة الدفع الذاتى ليحصد عائد النجاح الكبير لـ«مدرسة المشاغبين» عام 72 ليبنى عليها خياراته كلها ويضرب رقماً قياسياً يتجاوز الـ45 فيلماً حتى نهاية العقد عام 80، وينتقل من مرحلة انتظار الفرص أو ترشيحات بعض الفنانين الكبار له مثل فؤاد المهندس وفريد شوقى ليبلغ مرحلة «الشراكة» بتكوينه ثنائياً مع سمير عبدالعظيم مؤلفاً وبعدها مؤلفاً مخرجاً، ليقدم معه عدداً من أشهر أفلام الضحك شعبية وجماهيرية، خصوصاً بعد النجاح المدوى لفيلم «رجب فوق صفيح ساخن» للمخرج أحمد فؤاد، فيكتب له «شعبان تحت الصفر» الذى أخرجه واحد من كبار المخرجين المصريين وهو «بركات»، وبعدها بعدة سنوات يكتب له سمير عبدالعظيم «رمضان فوق البركان» ليتربع عادل إمام على عرش «الإيرادات» الأعلى لشباك السينما لينقل نفسه وبذكاء بالغ إلى مرحلة يمكن وصفها بـ«الهيمنة» وفيها يفرض شروطه الكاملة، ليس فى اختيار العمل فحسب وإنما فى اختيار شريكته فى البطولة وطاقم العمل وربما المخرج نفسه!

عادل إمام يقبل التحدى مع نفسه ومع آخرين، فالنجم الكبير الذى قدم «المتسول» و«الهلفوت» و«الكل عاوز يحب»، هو نفسه الذى يقدم «حب فى الزنزانة» و«الحريف» و«حتى لا يطير الدخان»، ويبدأ عدد الأفلام فى عقد الثمانينات فى التناقص لتكون «القيمة» هى وحدها معيار الاختيار، لتتناقص أيضاً أفلامه فى التسعينات سيراً على المبدأ نفسه، بينما تظل وتيرة الأعمال المسرحية ثابتة تضرب الرقم القياسى فى سنوات العرض وبالتالى المسافة بين كل «رواية» وأخرى لتصل إلى ثمانى سنوات كاملة مثلما حدث بين مسرحيتى «الواد سيد الشغال» و«الزعيم»!

استطاع نجم النجوم وبمهارة مطلقة استفزاز طاقات ومواهب من تعامل معهم من مؤلفين، فوحيد حامد الذى يقدم معه «أحلام الفتى الطائر» فى السبعينات هو من يقدم معه «طيور الظلام» و«الإرهاب والكباب» و«المنسى»، وبينما أعمال النقد السياسى الاجتماعى مستمرة لكن تتخللها أفلام «بخيت وعديلة» و«النوم فى العسل»، وبينما يقدم «حسن ومرقص» و«أمير الظلام» و«عمارة يعقوبيان» إلا أنها أيضاً يتخللها «بوبوس» و«التجربة الدانماركية» و«مرجان أحمد مرجان»، لتؤكد ليس فقط على التنوع وإنما الهروب من دائرة التصنيف الذى تسبب فى مشاكل عديدة لفنانين آخرين!

عادل إمام فى السينما هو النسخة الموازية لنجيب محفوظ فى الرواية، فهو صاحب رؤى سياسية لكنه يعبر عنها من خلال أعماله وليس من خلال التظاهر أو حضور المؤتمرات السياسية والحزبية أو من خلال المقالات الصحفية، كما أنه يدرك الفرق مبكراً بين العملين الوطنى والسياسى، فتجده فى مسرحه وفى ليلة 23 يوليو كل عام يخرج لجمهوره ونصفه على الأقل من الأشقاء العرب، ليقدم التحية للثورة ليقابل كل مرة بعاصفة من التصفيق، إلا أنه هو نفسه من يقدم نقداً قاسياً للثورة فى السبعينات من خلال «إحنا بتوع الأوتوبيس»، وربما ساهمت موجة الهجوم على الثورة وقتها فى قبوله العمل أو ربما لملاحظاته الشخصية على التجربة الناصرية، إلا أنه وفيما بعد نجده يقدم «الغول» و«أنا اللى قتلت الحنش» و«رسالة إلى الوالى»، وفيها ما فيها من مواقف نقدية ضد السلطة فى عقدين كاملين على الأقل.. فى حين تبقى أعماله المسرحية للضحك وفقط مهما قيل عن أى إسقاطات أو معانٍ أو رسائل منها!

عادل إمام يقدم والده الراحل للناس بفخر بعد تربعه على عرش السينما فى منتصف السبعينات، ويتزوج مبكراً من زوجة فاضلة هى السيدة هالة الشلقانى ظهرت عدة مرات بعد الزواج بسنوات فى بعض المناسبات واللقاءات، إلا أنها تفرغت تماماً وبالكامل له ولبيتها، وهى وللأمانة شريكته الأولى فى نجاحه كله وتستحق التكريم معه فى أى تكريم، بينما يستحق أصدقاؤه الكتاب الكبار وبعد سمير عبدالعظيم ووحيد حامد ثم فاروق صبرى ولينين الرملى وأخيراً يوسف معاطى، أن يكونوا بصدق باقى شركاء النجاح وقد أعطوه خلاصة ما أعطوا وساهمت الكيمياء بينه وبينهم فى أن يستخرج أفضل ما عندهم وليحوله إلى أفضل مما تخيلوا حتى أصبحنا ننتظر كل عام عمله المشترك على الشاشة الصغيرة مع «معاطى» آخر الشركاء المحترمين ليعطوا لرمضان طعماً مختلفاً!

عادل إمام.. نجم النجوم.. الزعيم.. أطلق عليه ما شئت إلا أن مسيرته لا تخلو من الأخطاء وربما لا تخلو من الخطايا.. فهو بشر والبشر خطاءون، إلا أنه شئنا أم أبينا وبكل المعطيات السابقة وغيرها، أهم ظاهرة فنية عرفتها الشاشات العربية، وبالرغم من تحفظنا على ختام «مأمون وشركاه» فإننا سننتظره كل عام أطال الله عمره ليجدد عادته معنا بزرع البهجة وحصد كل جوائز وأوسمة العمل الفنى النظيف!

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه «القومي لذوي الإعاقة» يهنئ أول ملكة جمال من ذوي الهمم بعد تخرجها: نموذج للنجاح
التالى اخبار السياسه الحصاد الأسبوعي لوزارة التعاون الدولي.. مشاركات وفعاليات مكثفة (إنفوجراف)