اخبار السياسه بعد "قضية لمجرد".. صدام قائم بين الشرق والغرب حول مفهوم "الاغتصاب"

على خليفة اتهام الفنان العربي سعد لمجرد باغتصاب فتاة ففي فرنسا وأخرى بالولايات المتحدة الأمريكية، ظهرت ما بجوارب العالمين العربي والغربي من نظرات ضيقة وأخرى شاملة أحيانًا لمفهوم "الاغتصاب"، من خلال داعمين للفنان، وآخرين مستنكرين لفعلته إن صدقت.

برر عدد من مؤيدي الفنان المغربي الواقعة، بأن الفتاة التي تتهمه بالاعتداء عليها كانت "صديقته"، وبالتالي لم يغتصبها حتى وإن كانت غير راضية حينها عن إقامة العلاقة الجنسية من باب أنها "عاهرة" أو أنها كزوجته يحق له فعل أي شيء معها دون سابق طلب أو انتظار موافقتها، في حين نظرة أخرى غربية تتهمه بإقامة علاقة مع فتاة تحت السن القانوني أولًا، كما في حالة فتاة الولايات المتحدة، وكانت غير راضية عنها حينها رغم كونها صديقته ثانيًا.

رغم كون الفعل واحد إلا أن تسميته وتعريفه تختلف ما بين الثقافتين الغربية والشرقية، حسب قول "هدير الشرقاوي"، منسق حركة "أنثى" لحقوق وقضايا المرأة، والتي ترى أن بالثقافة الشرقية ما دامت المجني عليها صديقته إذن فهي عاهرة ولا يحق لها رفض العلاقة، أو إذا كانت عاملة بالجنس التجاري فهي تحت رحمة "الدافع" يفعل بها ولها ما يشاء، وإن كانت زوجته، إذن هي أعطت له حق أبدي باستغلال جسدها كيفما يشاء لتفريغ شهواته دون النظر إليها أو ما يحل بها من تعب جسدي أو عدم وجود رغبة في إقامة العلاقة، فما يفعله معها دون رغبتها لا يعد اغتصابًا، من وجهة نظرهم، لأنه "حر فيها"، وتبلور ذلك بترسيخ القانون لفعلتهم بالسلب حيث لا يوجد نص قانوني يمنع "الاغتصاب الزوجي" على سبيل المثال.

وعلى الجانب الغربي، ترى "الشرقاوي"، في حديثها لـ"الوطن"، أن القانون الغربي يحترم جسد المرأة، وبالتالي شريحة كبيرة من المجتمع، ويُعرّف الاغتصاب لديهم بأي فعل يقوم به الرجل دون موافقة المرأة أيًا كان ما يربطه بها من علاقة، وأنها ليست ملكه على الإطلاق بل يجب احترام رغبتها.