سلَّطت شبكة «فرانس 24» الفرنسية، أمس، الضوء على مخاوف المسلمين فى الولايات المتحدة بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية بين المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون والمرشح الجمهورى دونالد ترامب. وذكرت القناة الفرنسية أنه «بمجرد الحديث مع بعض المسلمين عن الانتخابات، يتضح أن هذه الانتخابات الرئاسية ليست فى نظر المسلمين كمثيلاتها من قبل، على الأقل بالنسبة للجالية المسلمة فى ولاية نيويورك، وأن هناك شبه إجماع تقريباً على رأى واحد ومواقف متشابهة بشأن المرشحين للبيت الأبيض». وتابعت: «بالتجول فى أوزون بارك، فى ضاحية كوينز بمدينة نيويورك، يسهل التمييز بين بعض المحلات وأماكن العبادة الإسلامية المنتشرة، كما يتضح وجود سيدات يرتدين الحجاب والنقاب، فى حين يرتدى الرجال عباءات إسلامية ويطلقون اللحى، ما يوحى بتركز هام للجالية المسلمة فى هذه الضاحية».
وأضاف التقرير: «أكثرية المسلمين من سكان منطقة أوزون بارك ينحدرون من جنوب آسيا، وخاصة من بنجلاديش وسيريلانكا ونيبال، وتحدث مراسل القناة مع أحد مالكى المحلات، الذى جاء إلى الولايات المتحدة منذ عشرات السنين، لم يتردد فى الحديث بصراحة عن مشاعر الخوف التى تنتابه من فوز ترامب، وقال إن المرشح الجمهورى يستهدف بشكل واضح المهاجرين وخاصة المسلمين، لذلك يعتقد أن تصويت المسلمين على الأقل فى هذه الضاحية لن يكون سوى لصالح المرشحة الديمقراطية على حساب «ترامب». وأضاف أنه يتابع عن كثب أخبار الحملة الانتخابية ويقول إن الأخبار والمؤشرات مفرحة، حيث يبدو أن آمال رجال «ترامب» تتضاءل شيئاً فشيئاً، وهو شبه متأكد من أن «كلينتون» ستكون رئيسة الولايات المتحدة، وإذا حقق «ترامب» المفاجأة، فالجالية المسلمة لن يكون بوسعها رفض النتائج، لأنها تعيش فى بلد يحكمه القانون، ولكنه يعتقد أيضاً أن مواقف وتصريحات «ترامب» بخصوص منع المسلمين من دخول بلاده أو البقاء فيها قد تبقى فى حدود الوعود الانتخابية التى أراد من خلالها كسب أصوات المتشددين من الناخبين، وقد لا يجرؤ على تنفيذها فعلاً، واختتم كلامه بأن «كلينتون» ستفوز فى مطلق الأحوال.
ونقل التقرير عن أحد المسلمين فى الضاحية قوله إنه «لا يشك أبداً فى أن جميع المسلمين سوف يصوتون لصالح كلينتون»، وقال: «إذا سألت ١٠ أشخاص لمن سيصوّتون ستحصل منهم على نفس الإجابة، وهو أمر متوقع وعادى طالما يهدد الجمهورى بتضييق الحريات وقمعها، أنا مرعوب من هذا الرجل، صاحب الشطحات الغريبة والمخيفة، كلينتون تتمتع بالخبرة الضرورية فى حين أن خصمها ليس سوى رجل أعمال، والولايات المتحدة ليست مؤسسة تجارية».
ونقل التقرير عن «كودان»، الذى يعيش فى الولايات المتحدة منذ ١٩٩١، ويعمل فى إحدى شركات الصرافة، قوله إنه سيصوت لـ«كلينتون» رغم أنه يعتقد أن المرشحين الاثنين يستحقان هذا المنصب، لكنه يعتقد أن «ترامب»، رغم إدلائه بتصريحات مخالفة للدستور الأمريكى، فإنه لم يشعر بارتفاع معاداة الإسلام والمسلمين طيلة هذه الحملة، وإذا فاز «ترامب»، سوف يرى ماذا يفعل، فهو لا يرى أى داع لاستباق الأحداث، فقد يكون رئيساً جيداً. وإذا ساءت الأمور بالفعل بالنسبة للمسلمين قد يعود إلى بلاده.
ويرى ميسبا عابدين، رئيس جمعية استثمارية أمريكية بنجلاديشية، إنه يحتفظ بنوايا التصويت لنفسه، فعملية الانتخاب سرية، خاصة فى ظل وجود مغالطة وتأويل خاطئ لتصريحات المرشحين، وتابع: «كيف لترامب مثلاً ترحيل كل مسلمى الولايات المتحدة؟ فترامب تحدث عن المسلمين الأصوليين وأنا أشاركه الرأى بخصوص هؤلاء، لكننى أعارض موقفه بخصوص المهاجرين، فهذا البلد بناه المهاجرون، وهو نفسه من أصول مهاجرة رغم أنه ولد هنا، وفى الحقيقة أنا أكره ترامب وكلينتون».
صورة من «فرانس 24»
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري
