"لأ مش هينفع.. روح إنت"، كانت هذه بمثابة كلمات الوداع التي لم يعلم محمود رجب، طالب ثانوية عامة بالمحلة، أنها أنهت الفرصة الأخيرة التي كانت ستجمعه بصديقه المقرب، الذي لقي مصرعه غرقاً بالإسكندرية.
تضاعف حزن "محمود"، بعد أن أذيع اسم صديقه الراحل، محمد محمود إدريس، من بين أوائل الثانوية العامة عن محافظة الغربية، بعد رحيله بخمس أيام، ليعلن حزنه وندمه على قراره رفض السفر معه إلى الإسكندرية بل يعلنها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أنا كنت السبب في موتك يا صاحبي".
نشر "محمود" محادثة هاتفية بينه وبين صديقه الراحل محمد على موقع التواصل "واتس آب" توضح إلحاح الأخير في مرافقة صديقه أو تأجيل السفر إلا أن "محمود" رفض تأجيله للسفر بسببه، وتمنى له رحلة سعيدة، ما جعله يشعر بالذنب أنه لم يتسبب في تأجيل رحلته، وكانت نص كلمات "محمود" على حسابه كالتالي: "آه ياصحبي آااه معلش والله مكنتش أعرف إن الموت مستنيك هناك والله لو كنت أعرف كنت روحت وسيبتك، أنا السبب والله أنا اللي صممت إننا نروح سوا ومع بعض وأنا اللي سيبتك تروح لوحدك يا ريتني كنت جيت معاك يا ريتني كنت سمعت كلامك لما قلت نأجل، بالله عليك سامحني يا خويا والله ما أقصد حاجة، أنا كنت أقصد نكون سوا بحبك أوي أوي وهتوحشني والله العظيم والله الدنيا هتبقا وحشة من غيرك يا صاحبي، إنت غالي عندي أوي إنت أخ بجد ربنا يرحمك ويغفر لك ويسامحك على كل اللي عملته آسف جدا يا صاحبي سامحني بجد آسف أنا السبب في موتك".
في مواقف يندر تكرارها، التقت كلمات الحزن والتهنئة، على غير العادة، في الحسابات الشخصية لأصدقاء الطالب الراحل محمد على "فيسبوك"، بعد أن تحولت الصور الشخصية لحساباتهم إلى صورة لصديقهم الراحل مكتوب عليها "وداعاً يا صديقي".
"مؤلم لما يكون عيد ميلاد صاحبك بكرة وإنت من يومين بس كنت بتدفنه، 10 يوليو 1999 ميلاده، 7 يوليو 2017 وفاته"، قال محمد علي، أحد أصدقاء الطالب الراحل في حسابه على "فيسبوك"، ليكشف أن الطالب رحل قبل عيد ميلاده بثلاثة أيام.
"خلاص مات وأنا كمان معاه"، كانت هذه الكلمات الافتتاحية للحساب الشخصي للطالب الراحل على موقع "فيسبوك" بعد أن عمد أحد أقاربه للدخول على حسابه الشخصي وكتابتها، ليعلن من خلالها رحيل صاحب الحساب، ويكتب بعدها نعياً كان نصه: "أخويا والله العظيم.. عارف يعني إيه أبقى عايش معاك حياتي كلها وفجأه تخرج منها.. عارف يعني إيه تبقى فاهم أنا عاوز أقول إيه من غير ما أتكلم.. عارف يعني إيه نبقى بنعمل كل حاجة مع بعض وفجأة ألاقي نفسي لوحدي.. إحنا كنا متفقين نموت مع بعض لكن إنت خنتني وسبتني لوحدي.. كان نفسي أكون معاك أوي.. والله أول مرة أحس بالمعني الحقيقي لليأس.. والله نفسي أشوفك.. والله نفسي آجي معاك.. الله يرحمك يا رب الله يرحمك، الله يرحمك".
وحصد الطالب الراحل 398 درجة بنسبة 98%، لتتوج مجهوداته طيلة العام بتكريم اسمه بين أوائل الثانوية العامة لهذا العام، حتى وإن غاب الجسد.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري
