اخبار السياسه العيد سُبكى

اخبار السياسه العيد سُبكى
اخبار السياسه العيد سُبكى

"العيد سُبكى .. يا سلام.. سٌبكى وسُبكى.. يجمع شمل قريب وبعيد.. بيخليها.. ذكرى عجيبة لبعد العيد"

أعتقد أن هذه الكلمات كانت ستكون أنسب اختياراً للفنانة "صفاء أبو السعود" لو فكرت فى إعادة أغنيتها الشهيرة فى السنوات الأخيرة لتعبر بها عن فرحة العيد و"رزق العيد"!

فى الواقع أصبح "السبكى" أحد رموز العيد وعلامة مميزة له -أو فى وجهه حسب رؤيتك- فأفلام "السبكى" تحولت لعنوان العيد بعد أن قرر منذ سنوات السيطرة على هذا الموسم بأفلامه التى يوجهها لما وصفهم بـ "جمهور العيد"، معتمداً على أن هذا الجمهور فى هذا التوقيت خرج لينسى ويستمتع بوقته بالتسلية دون "وجع دماغ"، فأخرج لهم من "لحوم السبكى" وجبة "حواوشى" مليئة بجميع أنواع البهارات التى لن تجعل لك فرصة للوصول للطعم الحقيقى، ولا مضمون ولا أصل الوجبة ولكنها هذه المرة وجبة سينمائية ثابتة بنفس مكوناتها بالخلطة "السبكية" لا تتغير، من مطرب ومطربة وراقصة وأصدقائهم بمجموعة أغنيات  يتخللها حواديت شاردة ومتداخلة كفواصل حتى ينتهى الفيلم فجأة ولا يتبقى منه غير أغنياته التى تعرض على الفضائيات ليل نهار.. وبعد التطوير أصبح الفيلم بأكثر من مطرب وأكثر من راقصة مصرية ومستوردة لضمان "السيطرة ع الزبون والإيرادات".

الحقيقة أن موسم العيد معروف بأنه "التورتة" أو "وش الفتة"، وبعُرف السوق من ينجح فى حصد إيرادات أيامه يفوز  بالسباق بالضربة القاضية مع، الانتباه للعبة السيطرة على دور العرض وعدد نسخ العمل المطروحة، وهو ما اعتمد عليه "السبكى" منذ سنوات، فتركيزه على طرح أفلامه فى العيد أولاً كميعاد ثابت جعله يسيطر على الموسم وجمهوره، بغض النظر عن محتوى ما يقدمه واختلاف الجمهور عليه، إلا أنه الرابح فى النهاية، خاصة فى مواسم لم يكن متواجد بها غيره، فملأ الفراغ وحقق هدفه من الإيرادات وصنع حالة جدل للعيد وبهجة أيضاً، فهى الخلطة "السبكية" القادرة على تحقيق الهدف رغم تواضع المُنتج المُقدم وعدم رضا الجمهور نفسه، إلا أنه يذهب إليه ويضع جيوبه فى شباك التذاكر فى حالة فريدة من نوعها فشل العلماء فى تفسيرها!

بنظرة سريعة دون مجهود ستكتشف أن هذه السيطرة لها سبب آخر رئيسى وهو تراجع شركات الإنتاج والكيانات الكبيرة وتوقفها لفترات طويلة فى انسحاب مفاجئ، ومنها من برر ذلك بارتفاع التكاليف وانخفاض الإيرادات والقرصنة وغيرها، إلا أن النتيجة واحدة فى النهاية وهى انفراد "السبكى" بالملعب ليصبح هو المتنفس السينمائى الرسمى أمام الجمهور، مع ضعف المنافسة من منتجين يجربون أنفسهم فى السينما، وتجد كيان كبير مثل "العربية" قدم العديد من الأفلام المهمة والـ "ثقيلة" يكتفى بتوزيع الأفلام، وتتحول صاحبة الكيان إلى "صاحبة السعادة" فى برنامج تليفزيونى كتغيير مسار، وكذلك "العدل" الذى صب تركيزه فى الإنتاج الدرامى وتبخر "جود نيوز" وغيرها، فلم يعد هناك من يضبط إيقاع السوق ليقرر "السبكى" أن يقوم بالمهمة ويضبطه بنفسه فيطلق "السبكى بلس" ليعيد تشكيل الخريطة السينمائية برعاية "الأخوين سٌبكى"!

فكرة "كل نفسك أحسن ما حد ياكلك" طبقه "الأخوان سُبكى" بحرفية، ففى الوقت الذى قدم "محمد السبكى" أفلام الـ "حواوشى" ظهر "أحمد السبكى" ليقدم أفلاماً لها قصة ومضمون وأبطال، مثل الفرح وكبارية وساعة ونص ومن ضهر راجل وغيرها، ليستغلا فرصة غياب الكبار ويصطنعا منافسة يقدما فيها تنوعا، فإذا كنت من هواة الـ "كباريه السينمائى" ستجد "محمد السبكى" فى استقبالك، أما إذا كنت تفضل مشاهدة فيلم سينمائى بمفهوم صناعة السينما فهذا دور "أحمد السبكى" ولا مانع من تقديمه لبعض الـ "فرفشة السبكية" أيضاً على سبيل التذكرة، وهى الخلطة التى تقضى على محاولات المنافسة بتقديم أفلام جادة تحترق فى أيام العيد، بينما السبكى يحتضن "التورتة" بين ذراعيه يحتفل ويطفئ الشمع ويخرج لسانه للجميع!

الحقيقة أنك لا تستطيع أن تلوم "السبكى" طالما أنت من تعطيه إيراداته، وبحسابات الصناعة فهى "شطارة منتج" مع إعطائه الحق بالإشادة بذكائه فى تلك الصناعة، فقد تندهش عندما تعلم أن فيلم "مستر كاراتيه" لـ "أحمد زكى" إنتاج "سُبكى" خالص.. فخبرته التى اكتسبها من سنوات عمل طويلة تخطت خبرته مع "اللحوم"، التى فقط أكسبته مهارة معرفة من أين تؤكل "الكتف"، فتسلل للدراما فى رمضان ليأخذ الموسم من البداية، ولكن اللوم الحقيقى على المنتجين الكبار اللذين تنازلوا عن مكانتهم كصناع حقيقيون للسينما وفضلوا مبدأ "شرا الدماغ"، وتخلوا عن دورهم الرئيسى ليلعبوا أدواراً فرعية تاركين الجمهور لما تطاله يده، فلم يعد يملك رفاهية الاختيار بين المعروض برؤى وعقليات إنتاجية متنوعة، وأصبح مضطراً للتعامل مع نوعية واحدة من الصناعة أصبحت نموذجاً يسعى صغار المنتجين لتقليده ثم يجد نفسه فى النهاية متهماً بأن "الجمهور عايز كده"!

بين صراع المنافسة "المفتعل" بين "الأخوين سُبكى" خرج من العباءة جيل جديد من الأبناء تقوده "ندى السبكى" التى اختارت شكلاً ومضموناً مختلفاً تماماً، لتقدم سينما شبابية بمفهوم عصرى و"شيك"، فلعبت بكارت "تامر حسنى" وهو الذى صنعوا نجوميته السينمائية، وقدمته بشكل جديد، ثم نقلة أكبر مع "السقا" الذى بمجرد توقيعه مع "السبكى" وضع جمهوره يده على قلبه ليتفاجأ بمستوى سينمائى متميز ويحقق "السقا" مع "ندى" أعلى إيرادات فى السينما المصرية تجاوزت الـ 50 مليون جنيه تحت لافتة "السبكى"، ليتم الإعلان رسيماً عن السيطرة على مختلف فئات وأذواق الجماهير من "آل السبكى" لكى تتوقع ما سيحدث فى المستقبل وما سيتعامل معه الأجيال القادمة من السيطرة التامة على صناعة السينما من "أحفاد السبكى"!

ليست هناك صعوبة لعودة الكبار من المنتجين فجمهور السينما الآن عاد بقوة والقرصنة لم تعد مغرية له ولم تعد لهم حجة فى الانسحاب، وبإمكانهم عمل تحالفات إنتاجية كبيرة تضم أكثر من شركة ليصبح على الساحة كيانين أو ثلاثة كبار يقدمون أفلاماً لها وزنها فى موسم العيد بشكل خاص.. صحيح هناك محاولات من بعض المنتجين للعودة ولكنها على استحياء ولا ترتقى للاعتماد عليها كمنافس ثابت، فالمعركة السينمائية تحتاج لكيانات قوية "وتد" قادرة على التواجد المستمر والمؤثر.. وقد ينشط الخيال وتفكر فى منتجين الدراما اللذين حققوا نجاحات كبيرة فى الفترة الأخيرة.. هل يمكن أن ينتقلوا إلى السينما كـ "إعارة" ويحققوا نفس النجاح والجماهيرية؟!

ما لا يشعر به الجمهور ويتغافل عنه صناع السينما من كبار المنتجين أن أغلب مجموعات الأفلام التى قُدمت فى السنوات الأخيرة من نوعية "الحواوشى" ستصبح فى الأرشيف السينمائى وتاريخ السينما بعون الله ودون مقاطعة "فضيحة" أمام الأجيال القادمة التى للأسف يتشكل معظمها الآن من تلك النوعية.. أما جعل سمعة العيد كموسم الـ "هلس" فهو "فضيحة أكبر وأخطر" لن تغتفر!

 "العيد سُبكى".. هذا هو الواقع الذى فُرض على السوق منذ سنوات أن يكون "السبكى" هو الراعى الرسمى للعيد بأفلامه وأغنياته، وسيظل الوضع مستمراً ما لم يعد الإنتاج السينمائى بكل قوته بعودة الكبار فى "نوبة صحيان" وضخ أفلام سينمائية حقيقية بنجوم حقيقيين تفك قبضة السيطرة على موسم العيد وترد له اعتباره.

"العيد سُبكى".. إلى متى؟!

سؤال ينتظرالإجابة .. فهل من مجيب؟!

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه موعد انتهاء مهلة الأجانب الموجودين بالبلاد المعفيين من تراخيص الإقامة
التالى اخبار السياسه الصحة العالمية لـ«الوطن»: هجمات غير مسبوقة على القطاع الطبي في غزة والسودان