الأمطار تشعر الإنسان بشئ من الراحة وهي فى الأصل تبعث على الهدوء النفسي، المطر شئ نفيس قيم يحيي الروح وينبت الزرع فى الأرض الخصبة وخصوبتها دلالة أن الري يأتي بثمرة حسنة، ولأن المطر ثمين وقيم وأصيل يخرج ثمار بنفس الخصال.
قد تستغرب لماذا تتغير خصالك النفسية؟ لماذا أعدوا فى الطريق الخطأ؟ لماذا تشكلني الحياة وفق ما تؤثر به علي لا وفق ما أريد أن أكون أنا المؤثر؟! تلك الأسئلة وأكثر منها ستبادر إلى عقلك وتهفوا إلى مخيلتك ولربما فى أول الأمر يبدأ بالتحليل وتندهش لبعض الوقت وتتعجب كثيرا، ويمر الوقت وأنت لا زلت مكانك ومع نضوج العقل تبدأ بالإجابة على كل تلك الأسئلة التي بادرت مخيلتك ذات يوم.
المحطة واحدة، ولكن لحظة الوقوف هي المختلفة، لحظة تدرك فيها أن كل هؤلاء يشكلون مرآة أخرى منك تمثلك وتمثل بعض أفعالك، تللك السيدة التى تتكئ على عكازها وتمشي فى بطء شديد وتنظر إلى المارين بابتسامة عجيبة كلها طاقة، وهذا الشاب الذى يسير فى نشاط وحيوية يفرح بجسم نشيط وعضلات فتانة، وتلك الشابة الجميلة التى تجلس فى ثقة وتعلم قيمتها، وهذا الرجل الذى يعمل بائع لتذاكر السفر يمشي فى خطوات اللامبلاة ولا يستوقفة الزمن لحظة إلا لتوريد حصة اليوم والذهاب للبيت، وزميلة الأخر وهو يسير فى خطوات نشيطة فى بداية إستلام الوردية وهو يتوجهه نحو قطار العمل ليجد مكان له يختلس بعض لحظات النوم إلي الخروج من محطة شبرا والوصول إلي قها أو قليوب، ويبدأ في الفور مباشرة عملة، والمارين الذين يسألون مثلك ، قطار سته على أي رصيف يا ريس، وتمشي وأنت نفس الصبي الذى يلهوا مع ابوية ويعذبهم فى كل طريق يسلك فيه معهم، وتلك الوديعة التى تنام على صدر أمها، تمثل فيك هدوء روحك، وسكينة فؤادك، وهذا الأب الحنون العطوف والملئ بالغضب يشعرك بالمسؤلية، كل تلك الألوان من الصور المتحركة أمامك تعكس فيك رؤى أخرى من عالمك، الدفين فى كهفك القاتم ظلامة، الباعة المارين - الغني - الفقير - البسيط والوجيز الدكتور والطالب الفتاة والصبي والشاب والعجوز المحلات والداكاكين حتي السكارى على شفى الموت هم مرآة تعكس ما فيك وحتي الحرافيش والكومبارس ورجل الكمان والمايستروا والحضور الغفير يمثل المرآة الأخرى منك، فهل وصلتك شحنة من تلك التي فى داخلك هل بدأت تتيقن أن كل هؤلاء يمرضون ويتأثرون بهذا العالم، وإلا لنغلق مكان هبوط الأكسجين علينا، العالم ملئ يا فتى بكل الألوان فأجعل خصوبتك نضرة حسنة إحتفي بها وأعتني بها، حتي أذا ما هبط فيها شئ ما من البكتريا الضارة سبقت عنايتك بها بالفطر المضاد ليقتلها ويغذي الأرض بالبكتريا النافعة الأخرى، الاهتمام بذاتك يجلب لك الثمار النافعة، فتعامل مع خصوبة تربتك بجانب من الاهتمام والعناية والحب وتأكد أن كل مجهود تبذله مستحق لذاتك لتقديرك لها لصبرك لحسن إختيارك المشقة ليست هروب بل هي القوة والإدراك والعمل الدؤوب هو من ينتج الرجال، ولا تنسى أن تكتب فوق تلك الحديقة الجميلة جملة مفعمة بالسلام مثل: قل لمن يمشون على الأرض السلام
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري
