اخبار السياسه اتنين شير وتلاتة كومنت يا إبني (1)

اخبار السياسه اتنين شير وتلاتة كومنت يا إبني (1)
اخبار السياسه اتنين شير وتلاتة كومنت يا إبني (1)

تستيقظ على رنين هاتفها المزعج.. اتصال كالمعتاد من إحدى صديقاتها أو من العمل يخبرها بتكليفها بمهمة رسمية أخرى، وكأن المهمات لا تنتهي وكأن العمل يلاحقها كملاحقة الصياد المحترف للفريسة.

 تبدأ في النظر للسقف، وتقرر بدلا من أن تستكمل رحلتها الممتعة مع النوم أن تنهض من السرير ولكن النهوض من السرير يعد من أصعب القرارات بعد قرار الزواج.. فتقرر أن تتصفح ما يحدث على مواقع (الهري الاجتماعي) كما تحب أن تدعوها.

تبدأ متلازمة (Scroll Up & Down)  فتجد من (يحسبن) على الآخرين، ومن يحكي قصته مع المترو وروائح الناس الكريهة، ثم تصطبح بمنشورات (على غرار هو المرتب نزل؟؟ هى الحاجة غليت والبني آدم بيرخص ليه؟؟ أبو العيشة واللي عايشينها) وكأن الأسئلة الوجودية قد وجدت طريقها صباحا ومساء.

تبدأ في عمل Stalk (مراقبة محترمة خفية لبروفايلات ناس بعينهم) تتابع من بعيد وتضحك على سذاجة ما كتبه بعضهم وتسخر من رومانسية البعض الآخر وتحل ألغاز ( تلقيح البعض الثالث)على البعض الرابع كل هذا في دماغها الشبيه بدولاب( متكوم هدوم على آخره).

وبعد الانتهاء من العملية بنجاح، تفتح صندوق رسائلها العامر برسائل الأصدقاء أو المتحرشين أو المحبين أو طالبي الزواج أو طلابها الذين لا يصمتون ولا يكفون عن الأسئلة المزعجة المكررة!

تتخطى كل هذا لتذهب إلى تعليقات الأصدقاء والمتابعين على ما تكتبه، تارة يغالبها الغضب من بعض التعليقات، وتارة أخرى تكون لامبالية بمن يعلق، وتارة ثالثة تجد نفسها مهتمة بذوي الأدمغة النظيفة ممن أدلوا بدلوهم على ما تقول وأضافوا لها شيئا وبين هذا وذاك تتمنى أن يعلق أحدهم من ( بتوع المراقبة المحترمة الخفية).

تقرر أن تذهب إلى كوكب (تويتر) حيث الهدوء المطلق وعدم التربص بما تقول ثم تتذكر صور كثيرة قد أودعتها (انستجرام) فتغير الوجهة لترى من قام بعمل القلوب والتعليقات وتراقب هى الأخرى من سافر وخرج مع أصحابه وأكل وشرب واتفسح وراح وجه !

 ثم تنظر للساعة فتجد أن الوقت قد داهمها وأنها قد استيقظت منذ ثلاث ساعات كاملة دون أن تقوم بغسل وجهها حتى الآن!

ثم تقرر أن تفتح اللاب توب لتفتح نفس النوافذ الخاصة بمواقع ( التناحر الاجتماعي ) كما تدللها ولكن هذه المرة تقرر أن تكتب هذا المقال لتقص عليكم بعض المشاهدات والظواهر الغريبة في هذا الفضاء العجيب:

أولا: بوستات (التقليح الاجتماعي):

منها ما هو (مقصودة، موجهة) ومنها ( الحسبنة وعيش دور الضحية) ومنها الصور المصحوبة بأورق الشجر التي تشبه البشر الذين يتساقطون من حياتنا والأقنعة التي تقع. ناهيك عن البوستات التي تتخذ معنى (الناس اللي ما بتصونش العيش والملح) مقترنة بتعليقات المنافقين الاجتماعيين على غرار (معلش خليك أنت الأحسن) فهؤلاء أحب أن ادعوهم بمطبلي البوستات (فرقة حسب الله للنفاق والمواساة الأوفر) فرغم أنهم قد يكونون في الحقيقة بيشتموا في صاحب البوست وفي أهله إلا أنهم على مواقع الهري تجدهم ملائكة المجتمع الافتراضي وأصحاب النوايا الطيبة الراغبة في الإصلاح بين الناس.

يُشعِرك الجميع كما لو كانوا كلهم ضحايا قد تعرضوا للخداع والقهر بطريقة ما مع أنهم قد يكونون الجناة الظالمين في حقيقة الأمر. الجميع يضع (ماسك) التقي والرومانسي والمثقف والمجني عليه والمحترم والراقي والمثالي و(ياما البدل بتداري أهو بروفايل ومحدش بالماسنجر داري) مع الاعتذار للجسمي !

ثانيا: هو الترافيك قالَك فين؟

اعشق موقع تويتر لأنه يحكمك بالكتابة في نطاق 140 حرف وكأنه يحاول اختزال أفكارك ومشاعرك وكبح جماح ثرثرتك بطريقة مبتكرة بل أنني أود أن يتم تدريس تويتر ضمن أحد المقررات في كيفية كتابة العناوين الإخبارية واختزال الأفكار بطريقة سليمة ومحكمة وكاملة أما فيس بوك فاشعر بأن أفضل تشبيه له (أحدهم قد نسي باب المرحاض مفتوحا).. الجميع يرى  ويراقب ولا يتوانى عن إبداء الرأي حتى وإن لم يسأله أحد.

قد تجد نفسك أحيانا لا تعلم عما يتحدث عنه الناس ولكنك تقرر من باب الوجاهة الالكترونية أن تكون جزءا من العقل الجمعي فتقرأ بعض منشورات القِلة الثِقات ( من وجهة نظرك) وقد يكونون ( قولة حرفيا) ولا يفقهوا شيئا فتبدأ في ترديد آرائهم دون وعي لينقل أحدهم عنك دون وعي أكبر ليتحول الأمر إلى رأي عام جمعي غير سليم بالمرة لمجرد أن أحدهم قد تحدث بالموضوع دون أن يعي ما هو الموضوع!

وكأننا نعيد إنتاج نفس المشاعر والأفكار والآراء فيما يُسمى إعلاميا بـ(Echo Chamber) وفيما يُسمى بلغة البسطاء ( بنغني ونرد على نفسنا)!

وبات الترافيك Traffic هو الغاية الكبرى. وصارت رغبة بعض المؤسسات الإعلامية أو بعض الأفراد على مواقع التواصل محصورة في فكرة (هو جاب كام لايك وشير وكومنت يا ابني)

ثالثا: ملوك (Screenshots)

جميعنا نمتلك هذا الزميل/ الزميلة الغيور الحقود السوداوي.. إلخ إلخ ممن يقرر أن يحفظ بوستاتك ويعمل لها (سكرين شوت) ويرسلها إلى رب عملك ويوهم رب عملك بأنك ( بتلقح) عليه كي يفسد علاقتك برئيسك وما شابه ذلك أو يحفظ ذلك ليوهم الآخرين في مجال عملك بأنك تقصدهم.. والحقيقة أنك قد تكون ( قاصدهم فعلا بس خايف تقول أو بتتكلم من جوه قلبك ومن كتمتك وغيظك ) أو تكون (بتلقح) لعلهم يفهموا ويرحموك أو قد تكون ضحية ظهر أمامك منشور ما فقررت تعيد مشاركته لأنه أعجبك فحسب ولا تقصد منه شيئا ولكن النوايا سودة بقى يا ابني!

أيا كانت الأسباب والمبررات فسوف تجد نفسك في دائرة اتهام لا تنتهي ناهيك عن وجود ما يُعرفون بـ(Third Persons) ودول بقى يا باشا أخطر من اللي بيعملوا (سكرين شوت) دول اللي بيدخلوا وسط التناحر الاجتماعي ده، ويبدأوا يلعبوا على جميع الأطراف، وكأنهم بحرب باردة.. يراقبون.. يترصدون وحين تأتي الفرصة للانقضاض ينقضون عليك أونلاين وأوفلاين.

الشخص الثالث هذا قد لا يكون متواطئا مع ملك (سكرين شوت) ولكن (المصالح بتتصالح) يبدأ هو الآخر يدلي بدلوه لرب عملك، ويلعب دور الناصح الأمين الذي يسعى إلى رأب الصدع في العمل أو يظهر بمظهر الشخص العاقل الذي لا يريد تشويه سمعة المؤسسة ويدعو إلى عدم نقل أو نشر مشاكل العمل على ساحات مواقع التواصل الاجتماعي مع أن طبيعة شخصيته تزدهر في ظل مثل هذا النوع من المشكلات.

فهو في قرارة نفسه يريد أن ينغمس الجميع في الوقوع في الأخطاء ويسعى لإشعال فتيل الحرب ليظهر بمظهر الشريف الطاهر النقي الذي لا ينخرط في هذا المستنقع..والهدف من كل ذلك هو إنجاح (استراتيجية فرق تسُد) في الحرب!

تنظر الفتاة لوجهها بالمرآة وقد بدأت التجاعيد تظهر أسفل عينيها رغم عدم بلوغها الثلاثين تحمل هاتفها الحديث.. تحاول أن تغلق مواقع الهري الاجتماعي وتقرر ألا تنساق في المستنقع هى الأخرى.

 ولكنها لا تستطيع لسببين: أولا لأنها مدمنة وثانيا لكونها ثرثارة.. فتبتسم وتقرر أن تستمر في كتابة هذه المقالات لعل أحدهم يقرأ ويقرر ألا يكون ملك سكرين شوت أو شخص ثالث أو مندفع مع الترافيك أو مُلقِح اجتماعي.

تتحدث كما لو كان أحدهم يسمع ويعقل.. تنصح لعل آخرين غيرها قد يستفيدوا بنصحها حتى وإن لم تكن قادرة على اتباع نصائحها.

تبتسم لعل هذا المقال يجلب ترافيك.. ثم تقوم بعملShare  للمقال.. ثم تذهب لـHome  لترى ما يحدث ومين فسخ ومين خطب ومين لقح ومين قصده على مين ..

وللحديث بقية وانتظروا اقتراحات مؤسسية استطاعت أن تحجم هري الآخرين على المواقع الإلكترونية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى