اخبار السياسه بين منع الصلاة والعفو عند مقدرة.. سماحة الإسلام ترد على الكارهين

يقال إن التضاد يبرز المعنى ويوضحه، وهو ما أثبتته الواقعتان اللتان حدثا أمس، وأظهرت أولهما مدى العنصرية الموجودة تجاه الإسلام، فيما أتت الثانية لتثبت أن الإسلام دين التسامح ولا مكان فيه للعنصرية أو الانتقام.

وكانت أول واقعة هى منع المسلمين من الصلاة، حيث قال شاهد عيان، إن عمدة المنطقة 92 "كليشي" بباريس وبعض المتظاهرين الفرنسيين حاولوا منع  المسلمين من تأدية صلاة الجمعة أمس، وذلك بعد حضور ما يقرب من 400 مواطن فرنسي اعتراضا على تأدية المسلمين الصلاة فى الشارع.

وروى أحد شهود العيان تفاصيل الواقعة قائلا: "حدثت مشكلة لا نعلم تفاصيلها، قامت الحكومة الفرنسية على إثرها بغلق المسجد منذ عدة أسابيع، ما اضطرنا إلى صلاة الجمعة في الشارع إثر غلق المسجد، مضيفا: "نؤدي الصلاة في فترة لا تتجاوز العشر دقائق حتى لا نتسبب في مضايقة أحد في الشارع، ورغم ذلك تجمع العشرات من المواطنين الفرنسيين اعتراضا على صلاتنا، ورددوا بعض الهتافات العنصرية، إلا أننا لم نرد عليهم، وحضرت  قوات الشرطة على الفور منعا لحدوث أي احتكاك، وأدينا الصلاة وانصرفنا".

وعلى صعيد آخر، جاءت الواقعة الثانية، والتي كان بطلها والد عامل "ديلفرى"، عندما قال لقاتل والده في محكمة أمريكية "هاسمحك بروح الدين الإسلامي"، وذلك بعدما حكم عليه بالسجن لمدة 31 عاما، بعد اعترافه بالتواطؤ في سرقة وقتل صلاح الدين جيتمود، سائق توصيل البيتزا، والذي يبلغ من العمر 22 عامًا بولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقال والد الشاب المقتول، حسب ما نشرت صحفية "الاندبندنت"، في تقرير لها اليوم، "إن الله يغفر لعباده عندما يكونوا قادرين على المغفرة لبعضهم البعض"، مضيفًا في حديثه بالمحكمة موجها كلامه إلى المتهم: "أنا غاضب من الشيطان الذي ضللك للقيام بهذه الجريمة الفظيعة، مؤكدا أنه ليس غاضب من قاتل ابنه، قائلا: "كل ما يحدث هو من عند الله".

وبالنظر إلى الواقعتين، والتأمل في الاختلاف بين رد فعل المتظاهرين الفرنسيين ووالد الشاب المقتول، يبرز تعاليم وأخلاق الدين الإسلامي التي تعلمها المسلمون من القرآن والسنة، ويدرك الجميع حقيقة سماحة الدّين في كل مظاهره، فالمسلم مأمور بالتّعامل مع غيره والإحسان له وإن أساء إليه، وهو ما تجسد في رد الرجل الأمريكي المسلم على قاتل ابنه.