متطوعو «الخوذ البيضاء».. أبطال بلا تكريم الشرق الاوسط

متطوعو «الخوذ البيضاء».. أبطال بلا تكريم الشرق الاوسط
متطوعو «الخوذ البيضاء».. أبطال بلا تكريم الشرق الاوسط

السبت 8 أكتوبر 2016 06:52 مساءً - متطوعو «الخوذ البيضاء» يتعقبون الغارات والبراميل المتفجرة فى مناطق المعارضة السورية بحثًا عن أحياء بين الأنقاض

خبازون، وأطباء، ونجارون وطلاب سوريون اختاروا التطوع فى صفوف الدفاع المدنى، مخصصين وقتهم لتعقب الغارات والبراميل المتفجرة بهدف إنقاذ الضحايا، إنهم أصحاب«الخوذ البيضاء».


ورشح البعض هؤلاء المتطوعين لجائزة نوبل للسلام، لكنهم لم يفوزوا. غير أن عناصر الدفاع المدنى البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف متطوع والناشطين فى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة فى سوريا، حصلوا على إشادة عالمية بتضحياتهم بعدما تصدرت صورهم وسائل الإعلام حول العالم وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الأبنية أو يحملون أطفالا مخضبين بالدماء إلى المشافى.


وفى كل مرة تحول غارة تنفذها قوات النظام أو حليفته روسيا مبنى من طوابق عدة إلى ركام، يهرع عناصر الدفاع المدنى إلى الموقع المستهدف. يتسلقون الركام أو يبحثون بأيديهم وما توافر لهم من معدات تحت الأنقاض عن ناجين محتملين أو جثث ضحايا.


بين المشاهد التى تم تداولها فى يوليو 2014، تلك التى يظهر فيها خالد المتطوع فى الدفاع المدنى، وهو يعمل بيديه على إزالة الركام عن الرضيع محمود (شهران) من مبنى دمرته غارة جوية فى حلب (شمال) بعد 12 ساعة من العمل المضنى، قبل أن يحمله والدموع تغطى وجنتيه.


وبعد عامين على تداول صورته، قتل خالد فى غارة على شرق حلب فى أغسطس الماضى، لينضم إلى 142 متطوعا قضوا فى سوريا منذ اندلاع النزاع. وترك خلفه زوجة وطفلتين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.


وكان خالد ذو البنية القوية من أوائل المتطوعين الذين انضموا إلى صفوف الدفاع المدنى بعدما كان يعمل فى طلاء المنازل والديكور، وفق الموقع الإلكترونى للدفاع المدنى الذى ينقل عنه قوله فى مقابلة باللغة الإنجليزية: «إذا مت وأنا أنقذ الأرواح، فأعتقد أن الله سيعتبرنى حتما شهيداس.


ومنحت المنظمة السويدية الخاصة «رايت لايفليهود» الشهر الماضى جائزتها السنوية لحقوق الإنسان، والتى تعد بمثابة «نوبل بديلة» إلى متطوعى «الخوذ البيضاء»، مشيدة «بشجاعتهم الاستثنائية وتعاطفهم والتزامهم الإنسانى لإنقاذ المدنيين من الدمار الذى تسببه الحرب الأهلية»«.


وبدأت المنظمة العمل فى العام 2013 بعد تصاعد حدة النزاع الدامى الذى بدأ بحركة احتجاج سلمية فى مارس 2011 قمعها النظام بالقوة. وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 300 ألف شخص، وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.


ومنذ 2014، بات متطوعو المنظمة يعرفون باسم «الخوذ البيضاء» نسبة إلى الخوذ التى يضعونها على رءوسهم. فى العام 2016، انضمت 78 متطوعة بعد تلقيهن تدريبات فى الرعاية الطبية وعمليات البحث والإنقاذ الخفيفة، إلى الدفاع المدنى السورى.


وتتلقى المنظمة تمويلا من عدد من الحكومات بينها بريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة، كما تصلها تبرعات فردية لشراء المعدات والتجهيزات وبينها الخوذ البيضاء التى تبلغ كلفة كل واحدة منها 144,64 دولارا. وبعد أكثر من خمس سنوات على اندلاع النزاع السورى، بات للمجموعة 120 مركزا تتوزع على ثمانى محافظات سورية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر بوابة الشروق وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى