صديق الأمس عدو اليوم.. ترامب وكوركر يتراشقان بالكلام على تويتر

شهد موقع تويتر مجدداً مشادة كلامية استثنائية، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد حلفائه السابقين السناتور الجمهوري بوب كوركر، مستخدماً ألفاظاً حادة في هجومه على الرجل الذي كان مرشحاً ليكون نائبه.

 

وجاء هذا التراشق الكلامي بدون مبرر في يوم أحد ماطر في واشنطن بدأه ترامب في البيت الأبيض قبل أن يتوجه لممارسة رياضة الغولف في ملعب قريب مع تحسن الطقس.
 

ووصف ترامب، الأحد 8 أكتوبر 2017، في إحدى تغريداته كوركر بأنه يفتقر إلى "الشجاعة،" فرد كوركر بأن البيت الأبيض تحول إلى "دار لرعاية البالغين".

وجاء التراشق مع كوركر بعد أن كان السناتور الجمهوري من داعمي ترامب قبل أن يتحول إلى أحد أبرز منتقديه.
 

وقال كوركر مؤخراً إن وجود الجنرالات في دائرة الرئيس الضيقة منع البيت الأبيض من الغرق في "الفوضى".
 

ترامب لم يتطرق إلى هذه النقطة في تغريداته الأحد، لكنه بدلاً من ذلك هاجم كوركر بسبب قراره التقاعد وعدم السعي للترشح لانتخابات مجلس الشيوخ مجدداً، متهماً إياه بالافتقار إلى الشجاعة، إضافة إلى تحميله كرئيس للجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ مسئولية الاتفاق النووي مع إيران.


"توسل إليّ"
 

وفي سلسله من التغريدات كتب ترامب: "السناتور بوب كوركر توسل إليَّ لدعم إعادة انتخابه في عن ولاية تينيسي. قلت لا، وهو انسحب من الانتخابات (وقال إنه لا يمكن أن يفوز بدون دعمي).

وأضاف ترامب لقد "أراد أيضاً أن يكون وزيراً للخارجية، قلت لا، شكراً. هو أيضاً مسؤول بشكل كبير عن الاتفاق المريع مع إيران".

وفي تغريدة أخيرة، قال ترامب إنه توقع أن يكون كوركر "صوتاً سلبياً"، مضيفاً أنه "لم يملك الشجاعة للترشح"، حسب تعبيره.


الجنرالات و"الفوضى"
 

لم تكن العاصفة التي أثارها ترامب على تويتر أمراً استثنائياً، فهو نادراً ما كان قادراً على تحمل النقد ومواجهته بهدوء، إلا أن رد كوركر الفظ على هجوم ترامب يعد نادراً وغير عادي إلى حد بعيد كونه يصدر عن سياسي جمهوري يحتل منصباً بارزاً.
 

فقد قال السناتور الذي ربما يشعر بالتحرر بعد قراره عدم الترشح مجدداً في تغريدته "من المعيب أن يتحول البيت الأبيض إلى دار لرعاية البالغين (في إِشارة على ما يبدو أن ترامب غير راشد ويحتاج للعناية).
 

وأردف قائلاً "الواضح أن أحدهم غاب عن عمله هذا الصباح"، مشيراً إلى أن مساعدي الرئيس لا يقومون بواجباتهم في ضبط اندفاعات ترامب.

ورغم أن العداء بين ترامب وكوركر استغرق وقتاً طويلاً ليحتدم، إلا أنه انفجر الأسبوع الماضي بعد أن بدا أن ترامب يحاول سحب البساط من تحت قدمي وزير خارجيته ريكس تيلرسون، فالأخير كان يحاول فتح حوار مع كوريا الشمالية، قبل أن يفاجأ بتغريدة لترامب تصفه بأنه "يضيّع وقته في محاولته التفاوض".
 

وقال كوركر الذي بدا محبطاً بشكل واضح للصحفيين، الأربعاء 4 أكتوبر، إن تيلرسون لا يحصل على الدعم الذي يحتاجه من أعلى.
 

وأضاف: "أعتقد أن الوزير تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس وكبير الموظفين في البيت الأبيض جون كيلي هم هؤلاء الذين يساعدون في إبعاد بلادنا من الفوضى وأنا أؤيدهم بقوة".
 

ورغم أنه لم يذكر ترامب تحديداً، إلا أن ما قصده كان واضحاً.
 

وكان كوركر من داعمي حملة ترامب الرئاسية عام 2016 ومرشحاً محتملاً لمنصب نائب الرئيس، وورد اسمه لاحقاً كمرشح لمنصب وزير الخارجية.
 

لكن الأمور اتجهت نحو الأسوأ في أغسطس 2017، بعد تعليقات ترامب حول أحداث شارلوتسفيل في فيرجينيا، التي اعتدى فيها يمينيون متطرفون على نشطاء وهي التعليقات التي تعرض الرئيس الأميركي بسببها لانتقادات عنيفة، من بينها قول كوركر إن ترامب "لم يتمكن من إظهار الاستقرار، أو بعض الكفاءة التي يحتاج إلى أن يظهرها".
 

وقال كوركر للصحفيين آنذاك إنه بدون هذه الصفات، وبدون فهم أفضل من قبل ترامب "للأشياء التي جعلت هذا البلد عظيماً"، فإن "أمتنا ستمر بمخاطر عظيمة" ، بحسب "أ ف ب".
 

اختراق الجسور بين تيلرسون وترامب
 

تيلرسون أثار غضب الرئيس ترامب بعد المجزرة في لاس فيجاس، لأنه ظهر مرارا وتكرارا على شاشات التلفزة للتعليق على الحدث، أكثر من الرئيس نفسه الذي  لم يكن محور اهتمام وسائل الإعلام، بينما  "لم يفارق" وجه وزير الخارجية الشاشة.
 

وبالإضافة إلى ذلك، هناك من يزعم أن ترامب لم يكن راضيا عن حقيقة أن وزير الخارجية لم يحاول "احتواء" الفضيحة المهينة التي تروج لها شبكة ان بي سي نيوز .
 

حيث ذكرت مصادر هذه القناة التليفزيونية في البيت الأبيض، في وقت سابق، ان تيلرسون وصف ترامب بـ"الأحمق" بعد زيارة الرئيس للبنتاغون الشهر الماضي ، بحسب "نوفوستي" الروسية.

ووفقا لما نشرته هذه القناة التلفزيونية على موقعها الإلكتروني، فإن وزير الخارجية يعتزم الاستقالة، إلا أن تيلرسون نفسه نفى هذه الشائعات في مؤتمر صحفي خاص، دون أن يتطرق للفضيحة المهينة، وتركها دون تعليق، ودون أن يوضح ما إذا كان قد وصف ترامب بالأحمق، كما أن ترامب نفسه وصف المعلومات عن قرب استقالة تيلرسون بأنها "وهمية".
 

وحسب صحيفة "أكسيوس" ، فإن المرشح الرئيسي لخلافة تيلرسون في وزارة الخارجية، هو مدير وكالة المخابرات المركزية، مايك بومبيو، حيث تؤكد مصادر الصحيفة أن  ترامب يشعر بالراحة معه "بما فيه الكفاية"، وأن بومبيو ينصح الرئيس بشأن عدد من القضايا، بدءا من الهجرة وصولا إلى "المطبخ الداخلي" للكونغرس، وهو يعقد شخصيا جلسة يومية مع الرئيس ليطلعه على جدول الأعمال، وبالتالي أصبح يعرف كيف يطلع الرئيس "بطريقة ممتعة" حتى على الأخبار غير السارة.
 

ويلاحظ مقربون من الإدارة أيضا، أن ترامب لا يرى في بومبيو منافسا له في حب الظهور في الفضاء الإعلامي والوقوف أمام عدسات الكاميرات.  
 

وأضافت المصادر، أن هناك سببا آخر لصالح تعيين المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية محل تيلرسون، يتمثل في أن مثل هذا التعيين سوف يلقى قبولا حسنا من قادة العالم.
 

ويفهم البيت الأبيض أن إجراء تعديلات حكومية في الإدارة سيكون غير مستحسن، لأنه لم يمض على تشكيلها إلا أشهر قليلة، لذلك فإن استقالة تيلرسون، لن تحدث قبل العام المقبل.
 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى