«دون قتال».. هل بدأ حفتر حربًا نفسية لدخول طرابلس؟

«دون قتال».. هل بدأ حفتر حربًا نفسية لدخول طرابلس؟
«دون قتال».. هل بدأ حفتر حربًا نفسية لدخول طرابلس؟

على طريقٍ مدجج بالسلاح يواصل الليبيون بحثهم المرير عن الدولة.. الدولة التي لم يذوقوا منها غير العنف منذ اندلاع ثورتهم في 2011 ضد الرئيس الراحل معمر القذافي، فباتت خالية من مؤسسات أو جيش، وأصبحت غابة سلاح حتى قطِّعت بلادهم تقطيعًا.

 

وفي الوقت الذي يتحرك فيه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لإعطاء نفسٍ جديد للحوار بين الفرقاء الليبيين، أعلن خليفة حفتر قائد القوات المدعومة من مجلس نواب طبرق "شرق" أنّ هدفه السيطرة على طرابلس وكل ليبيا.

 

ورغم أن سعي حفتر، للسيطرة على الحكم في ليبيا، ليس أمرا مستغربًا، إلا أنّ الجديد في خطابه الذي جاء خلال حفل عشاء نظّمه لعدد من ضباط قواته في بنغازي، عندما قال إنّه لم يتبق سوى مساحات قليلة خارجة عن سيطرة الجيش لا تتعدى 30 ألف كيلو متر مربع.

 

وأضاف أنّ مساحة ليبيا تبلغ مليونًا و760 ألف كيلو مربع، وأنّ الجيش يسيطر حاليًّا على مليون و730 ألفًا منها ولم يتبق إلا القليل.

 

ويبدو هذا الرقم مبالغا فيه جدًا، كما تنقل "الأناضول" عن مراقبين ومتابعين للملف الليبي، وبخاصةً أن قوات حفتر لا تسيطر على المنطقة الممتدة من سرت شرقًا وحتى زوارة على الحدود التونسية غربًا، مرورًا بمدن مصراتة والعاصمة طرابلس وغريان والزاوية وصبراتة، وهي مدن تمثل نحو ربع مساحة البلاد، وأكثر من نصف كتلتها السكانية.

 

وإلى جانب ذلك، لا تسيطر قوات حفتر على مناطق في الجنوب الغربي، ومنها أوباري وغات، والتي ما زالت تعلن ولاءها الرسمي لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج.

 

وأشارت إلى أنّ "حفتر" أحكم سيطرته على الشرق بعد إنهاء المعارك في مدينة بنغازي، وأخضع دون قتال محافظتي الجفرة وسبها، الاستراتيجيتن وسط وجنوب غربي البلاد، وفرض نفوذه على معظم أجزاء إقليم فزان وعلى الهلال النفطي، أكبر حقول وموانئ النفط، ومعظم المطارات العسكرية والمدنية في البلاد، وهو يعتقد اليوم أنه سيطر على معظم أجزاء الجناح الغربي لإقليم طرابلس.

 

ويحاول "حفتر" - حسب الوكالة - ترويج فكرة أن كل من قوات محاربة تنظيم الدولة "داعش" في صبراتة، وكتيبة "أنس الدباشي" التي طردتها الأولى من المدينة، تابعتان له، رغم أن الكتيبتين تعلنان أنهما مواليتان لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا، والتي يناصبها حفتر العداء.

 

 

وتذكر: "قد يكون كلام الرجل العسكري من قبيل الحرب النفسية، لكنّ الأكيد أن المعسكر المعادي له والذي كانت تقوده كتائب مصراتة، في أسوأ أحواله بسبب الانقسامات التي وقعت في صفوفه والاقتتال بين كتائبه".

 

وفي إشارة إلى اقتراب قواته من العاصمة طرابلس، ذكر حفتر أن "الجيش قد سيطر على المنطقة الواقعة غرب طرابلس والممتدة من زوارة على الحدود مع تونس وحتى مدينة الزاوية الواقعة على بعد 30 كيلو مترًا غرب العاصمة طرابلس.

 

وفيما يعد إعلانًا مباشرًا عن حرب قريبة، كشف حفتر الذي يتركز نطاق سيطرته حاليًّا في الشرق، أنّ وجهته القادمة هي مدينة الزاوية الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق، وقال إنّه "خلال الأيام القليلة المقبلة ستتم السيطرة عليها.

 

حفتر أضاف خلال لقائه بضباطه: "منذ مدة ونحن على تواصل مع ضباط وجنود في المنطقة الغربية لضمهم إلى الجيش قواته، وقد انضموا وانتفضوا خلال الأيام الماضية وحرروا مناطقهم من زوارة وحتى الزاوية"، في إشارة إلى القتال الذي وقع بين غرفة محاربة "داعش" التي يدعمها حفتر إعلاميًا، وكتيبة "أنس الدباشي".

 

وعن كيفية دخوله المرتقب لطرابلس رغم تواجد حكومة الوفاق والقوات الموالية لها فيها، قال أحد الضباط الحاضرين للقاء حفتر، إن "الأخير" أخبرهم بعيدًا عن الإعلام، أن دخول طرابلس لن يكون حتى بإطلاق رصاصة واحدة.

 

وأوضح الضابط الذي تحدث للوكالة شريطةً عدم نشر اسمه، أنّ حفتر أخبرهم أيضًا عن تجهيز قوات من العسكريين داخل طرابلس سننضم لهم في ساعة الصفر، التي لم يحدد موعدها لكنه قال إنها قريبة.

 

والهدف الذي تحدث عنه حفتر، يبدو أنه لم يكن مستترًا أو حتى غامضًا لدى بعض السياسيين الليبيين المؤيدين له، حسب برلماني في مجلس النواب، قال إنّ "بنغازي هي الانطلاقة وليبيا الهدف".

 

النائب أكّد: "ما قامت به قوات حفتر في بنغازي، كان أمرًا معدًا لكي تكون المدينة نموذجا ينظر إليه سكان طرابلس، فبنغازي كانت قبل أعوام مرتعا للإرهاب والخطف والقتل، واليوم هي مدينة آمنة يحكمها قانون".

 

وتابع: "سكان طرابلس اقتنعوا بضرورة دخول قوات حفتر لمدينتهم، فهم الآن يعانون الخطف والقتل والاغتصاب، ناهيك عن تصارع المليشيات بشكل يومي، بل وإن الوضع الاقتصادي أسوأ بكثير لديهم مما عليه الحال شرقي البلاد".

 

تصريحات حفتر، حول نية التوجه إلى طرابلس، جاءت في وقت ترعى فيه الأمم المتحدة مبادرة للحل طرحها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، في سبتمبر الماضي، وتجري في إطارها جلسات تفاوض في تونس حاليا.

 

وتتضمن المبادرة ثلاثة مراحل عمل، هي تعديل اتفاق الصخيرات الموقع في المغرب عام 2015، ثم عقد مؤتمر وطني يجمع الفرقاء السياسيين الذين لم يشاركوا في الحوارات السابقة، يليه إجراء استفتاء لاعتماد الدستور، وانتخابات برلمانية ورئاسية.

 

تقود هذه المعلومات إلى أنّ تحركًا سياسيًّا، غير مستبعد أن يكون ممزوجًا بـ"آليات العسكر"، ربما يلوح في أفق الأزمة الليبية.

 

 

الدكتور زياد عقل المتخصص في الشأن الليبي رأى أنّ هناك محاولة لرسم مشهد جديد في ليبيا.

 

 

وقال لـ"مصر العربية": "هناك محاولة لرسم مشهد جديد.. حفتر جزء منه والسراج جزء آخر، وأغلب الدول المعنية بليبيا تحاول إعادة بناء تحالفاتها مع الأطراف المختلفة".

 

وأضاف: "هناك إلحاح من المجتمع الدولي وبخاصةً الاتحاد الأوروبي لأن يتم بذل أكبر جهد دبلوماسي ممكن، وبخاصةً أنَّ الأمر اقترب من التفاوض حول حل سياسي، وبالتالي تحاول كل دولة أن تجمع أكبر قدر ممكن من المصالح داخل ليبيا، سواء سياسيًّا أو اقتصاديًّا".

 

واعتبر أنّ المشكلة تتمثل في الداخل الليبي أكثر مما هي في المحاولات الدبلوماسية التي تُجرى بين وقت وآخر سواء في أوروبا أو دول الجوار.

 

"عقل" وضع توقعًا لحلٍ ينهي الأزمة الليبية، إذ قال: "المشهد لن ينتهي إلا بظهور فصيل لديه ما يكفي من قوة عسكرية ودعم سياسي داخلي خارجي، وخليفة حفتر يقترب من هذا النموذج، لكنه لم يدخل هذه المنطقة حتى الآن".

 

وأوضح أيضًا: "الأزمة لن تنتهي إلا بظهور قوة تكون قادرة على فرض سلطتها العسكرية على أكبر بقعة ممكنة، وفي الأغلب هذا لن يحدث إلا من خلال بعض المواجهات المسلحة بين الجيش الوطني وبعض القوى الموجودة في الغرب الخارجة عن إطار الدولة".

 

"نهاية العام المقبل" رأى عقل أنه قد يشهد إجراء انتخابات، لكنَّ ما قبل ذلك سيتم استهلاكها لمحاولة الوصول لقانون انتخابات وتمرير الدستور فضلًا عن إعادة بناء التحالفات داخليًّا وخارجيًّا".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى