السلام الديني بين المذاهب الإسلامية.. من سوريا الممزقة مبادرة لتوحيد العرب

 

من قلب المدينة الهالكة، التي قطعت الحرب أوصالها، وأججت الصراعات المذهبية نيرانها، دشن عدد من المثقفين السوريين مبادرة للتأليف بين المذاهب الإسلامية.

 

المبادرة التي حملت اسم "السلام الديني بين المذاهب الإسلامية"، وجه القائمون عليها رسالتها للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس وزراء العراق حيدر العبادي.

 

ويسعى طارحو المبادرة إلى جمع توقيعات المزيد من المثقفين العرب، في السعودية والعرق وسوريا ومصر، قبل إرسالها للسعودية والعراق.

 

نص المبادرة

 

وتقول المبادرة التي تنفرد "مصر العربية" بنشرها: "نتقدم إليكم باسم المثقفين السوريين والعرب والمسلمين بأطيب التحيات والمباركات آملين من سياداتكم قيادة المبادرة الكريمة لإنقاذ عالمنا الإسلامي من لجج التطرف والضياع في مستنقعات الصراع المذهبي المدمّر".

 

وتتابع: "وذلك بالأخذ على عاتقكم وبمواقعكم الرمزية في قيادة الأمة لوقف هذه النزاعات الهدّامة للجميع ولاسيما في الوسطين السنّي والشيعيّ على حد سواء وذلك لأن نيران الفتنة تكتسح أجيال شباب الأمة على جانبي الانقسام".

 

وتضيف: "ولأننا ندرك كما تدركون أن صناعة التطرف هيأت لها العوامل الثقافية والفقهية والسياسية والاقتصادية والحقوقية وتم ربطها في داخل أوطاننا وفي خارجها لتغدو عقدة محكمة كلّما تأخّرنا في حلحلتها عظمت خسائرنا وازدادت هوة تأخرنا عن الأمم اتساعا لذا كان نداؤنا لكم باعتباركم أهل الخبرة والمسؤولية والأقدر على وضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية لكي تجعلوا من مبادرتكم المباركة في تأسيس مجلس التنسيق خطوة البداية والتأسيس للعبور نحو الدولة الوطنية الضامنة لحقوق جميع مواطنيها بغض النظر عن معتقداتهم الدينية أو الإثنية".


وتستطرد رسالة المبادرة: "نتمنى على مقاماتكم أن تجعلوا من هذا التعاون بين البلدين عملا استراتيجيا غير خاضع لأية اعتبارات سياسية مرحلية، إننا نتقدم إليكم بمقترحاتنا لعلها تضع اللبنات الأولى للسلام الديني بين المذاهب الإسلامية وللوئام المجتمعي مهتدين بنور العقل والعقلانية في التغلب على الغلوّ المذهبي المحبط والمدمّر مقتدين ببناء الأمم على مبدأ التعدد والاعتراف المتبادل بين الجميع.

 

بنود المبادرة

 

وتنص المبادرة على: 

 

1- تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لحصر القنوات التلفزيونية التي تبث عبر الأقمار الاصطناعية العربية والإذاعات والمواقع الإلكترونية ومختلف وسائل النشر الورقية ، التي تمارس التحريض المذهبي والديني ضدّ السنّة و الشيعة، تمهيدا لوقفها عن البث والنشر تحت طائلة القانون.

 

2- إصدار قوانين صارمة للنشر الإلكتروني، يجرّم فيه من يمارس التحريض أو التكفير على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الشبكة العنكبوتية.

 

3- كلّ بلدٍ على حدة، يقوم بتنقية المناهج الدراسية في كل المستويات بما فيها الجامعية وكليّات الشريعية، وخاصّة النصوص أو الفتاوى أو الاجتهادات الفقهية التي تكفّر الفريق الآخر.

 

4- إصدار قوانين تشريعية تجرّم وفتاوى دينية تحرّم التكفير المتبادل بين السنّة والشيعة، و بحق جميع الأديان و الملل و النحل الدينية في العالم ، بحيث يخضع مرتكبها لمسائلة القضاء.

 

5- منع سبّ صحابة رسول الله الكرام و زوجاته أو لعنهم في منابر الطائفة الشيعيّة منعا باتّا سواءً في المحاضرات أو الخطب أو الندوات أو الكتب أو المنشورات أو المدونات أو المناسبات الدينية وتجريم استخدام ألفاظ كنواصب أو رافضة، و كل لفظ آخر من شأنه الحطّ من شأن و كرامة المذهب الآخر.

 

6- منع استثمار الحوادث التاريخية واستعراضها بغرض التحريض المذهبي.

 

7- تحريم وتجريم الجهاد بين الطرفين وفي أراضي الطرفين.

 

8- إعادة الاختلاف بين المذهبين إلى جذره الفقهي فقط وعدم تسييسه مطلقا، و اعتبار المشكلة التي حصلت في صدر الإسلام بين الصحابة هي لأمة قد خلت لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت، و عدم تحميل أجيال اليوم و الغد وزر ما فعل الأولون.

 

9- سنّ القوانين التشريعيّة التي تجرّم الطائفية خطابا و سلوكا.

 

10 - كفّ اليد الإيرانية عن التدخّل في الشؤون الدينية في منطقتنا، والتعامل معها سياسيا فقط.

 

11- إبقاء الاختلاف بين المذهبين في حدوده العقلانية المنطقية التي تخضع لقواعد الحوار المتمدّن.

 

12 - يطلب المجلس السعودي - العراقي من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي و كافّة المؤسسات الإسلامية في العالمين العربي و الإسلامي، تبنّي هذه القرارات عند اتخاذها.

 

وينهي القائمون على المبادرة رسالتهم: "بهذا ستسلك الأمة أولى خطواتها نحو السلام و النهضة وسترتقي مركب الحضارة كسائر الأمم المتمدنة التي تجاوزت خلافاتها الدينية منذ قرون، كلّنا أملٌ أن تقبلوا مقترحاتنا فتحفظوا حياة شعوبنا و أمنها و تفتحوا لها الباب واسعاً للعودة مرة أخرى إلى ساحة الفعل التاريخي بعد غياب مديد".

 

فكرة الرسالة

 

يقول نواف الركاد صاحب المبادرة، وهو سياسي سوري ورئيس الحركة الوطنية لأبناء الجزيرة، إن 

النداء تم توجيهه من قبله ومعه: جبر الشوفي، أحمد الرمح، وراشد سطوف، وهم من مثقفي سوريا.

 

وأضاف لـ "مصر العربية" أن الرسالة بعد توقيعها من جانب مثقفي العرب، سيتم إرسالها للسفارتين السعودية والعراقية بشكل رسمي في أكثر من بلد، ومنها مصر.

 

وبسؤاله عن اختيار العراق تحديدًأ مع السعودية لتبني المبادرة، أجباب: أن السبب هو انبثاق مجلس النسيق السعودي - العراقي برئاسة العاهل السعودي ورئيس وزراء العراق.

 

وعن فكرة المبادرة، أضاف: "الفكرة بدأت من عندي وعرضتها على الأساتذة الكرام وهم سياسيون مثقفون كبار، كي يكون العمل جماعيا لا فرديا، واستجابوا على الفور بحكم إيمانهم بفكرة النضال الثقافي لصناعة التغيير والذي لا يمكن قياسه كميّا لأنه جزء من مسار تحول طويل. عملنا عليها سويّة كورشة عمل على مدى أسبوع كامل حتى تم إنضاجها بالشكل الذي خرجت به.

 

ونفى دعم المبادرة من جانب اي جهة أو مؤسسة "لا جهة داعمة مطلقا لهذا التوجه، بل هي رسالة مثقفين سوريين وعرب ومسلمين إلى المملكة العربية السعودية ودولة العراق الشقيق بحكم ثقليهما السني والشيعي، لعلهم يبدأون بهذا المشروع النهضوي الكبير في حياة الأمة ويضعون حدا لهذا الصراع المنفلت من عقاله بحكم نفوذهم لدى شعوبهم وبرلماناتهم و مرجعياتهم الدينية أو مؤسساتهم.

 

وعن جمع التوقيعات، تابع: "عملية التوقيع انطلقت للتو و كلنا أمل أن تكون هذه المبادرة بمثابة إعلان عربي كبير يشارك فيه أهلنا في المغرب والمشرق.

 

وأنهى حديثه قائلا: "نحن نرغب بأن يأخذ المثقفون المصريون دورهم في دفع هذه المبادرة، و أن يحدثوا حالة من الجدل و الصخب الثقافي و الحوارت الإعلامية حول هكذا طروحات".

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى