بغداد.. ما أشبه اليوم بالبارحة! 

أزمة ربما تزداد وتيرتها الصدامية في الأيام القادمة بين أربيل وبغداد، بعد إصرار الأخيرة على التصعيد في مناطق التماس بين الجانبين، رغم دعوة أربيل لمرات عديدة الجلوس على مائدة التفاوض.

 

الأزمة والتي اندلعت على خلفية استفتاء أجراه الأكراد نهاية الشهر الماضي، أعقبه تصعيد لدول جوار الإقليم وبغداد بموجبه سيطرت الأخيرة على كركوك أحد أهم المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، لم تعرف نهايتها حتى الآن.

 

الدكتورة خالدة خليل، مستشارة برلمان كردستان كتبت في تحليلها عن الأزمة، فقالت: "ربما يعتقد الكثيرون بأن ماحدث في كردستان العراق والتأزم الحاصل فيها هو نتيجة للاستفتاء الذي أجمعت عليه الأحزاب الكردية ومنها المعارضة ، والتي أثبتت خلال تاريخ من عقود النضال الكردي بأن الحزب الديمقراطي كان هو الثابت والراسخ في الساحة والذي يواجه الأزمات بصبر وجلد وثبات". 

مواطنون أكراد يحتفلون بنتائج الاستفتاء

 

وعلى الرغم من كل ماحدث، فإننا بحاجة الآن إلى توحيد الصف الوطني الكردي لأن أية أضرار لاسمح الله سوف تنال كل الكرد دون استثناء وحينها لن يفيد الزعيق والنعيق الذي يمارسه البعض من الذين اشترت ذممهم أطراف معادية للقضية الكردية.


ورأت مستشارة برلمان كردستان أنه لدينا قضيتنا المصيرية التي يجب أن ندافع عنها في الشدة والرخاء وربما تكون الحاجة للوقوف بعزم وقت الشدة أكثر كون من يتربصون بمنجزات الإقليم يتكاثرون في الجرار المعتمة ويظهرون للعلن حين صبّ الزيت الساخن على تلك الجرار ..


هذا بالنسبة للجانب الكردي، أما عن الجانب الآخر من المعادلة فإنني ومنذ بداية الأزمة  أتابع الإعلام العربي المتشنج ومن يسمون أنفسهم بالمحللين السياسيين وهي صفة لا تطلق الا لمن كان على علم بالتاريخ والأحداث والجغرافية والسياسة وأن يكون معتدلا في وجهة نظره التي يطرحها أمام مشاهدين لديهم مختلف الانتماءات والولاءات على أن  يترك للمشاهد فرصة استيعاب الكلام والاستجابة له من دونه..

ولكنني كالعادة أتفاجأ دائماً بشخص متشنج لايحترم الآخر ولا اختلافه، بل يتعمد إلى إطلاق صفات كانت تستخدمها الأنظمة السابقة من قبيل (شمال العراق ) بدلا ً عن (إقليم كوردستان )الذي نص عليه الدستور وعلى صلاحياته بكل وضوح.

مسعود بارزاني

 

وأكملت: "إن استخدامهم لتلك المصطلحات التي كانت تستخدمها الأنظمة السابقة التي حاربناها معاً ووقفنا بوجهها لأنها كانت تهضم حقوقنا، يجعلنا لا نثق في أن تغييرا قد حصل في عراق مابعد ٢٠٠٣ ! .. بل إننا نجد أن مثل هؤلاء الأشخاص يتكررون ويهاجمون بالكلمة والرصاصة ويسمون أنفسهم بالمنتصرين !! وهل من يحارب أهل بلده يكون منتصراً !  ما الفرق إذن بين النظام اليوم وبين أنظمة الأمس في ممارساتهم؟ 

 

"نحن قوميتان نص عليهما الدستور ولكل منها خصوصيتها وثقافتها وإرثها ولغتها وتاريخها وجغرافيتها وهذا ما عجز عن فهمه الآخرون حتى هذه اللحظة، بل وكان هذا العجز هو السبب الذي دفعنا نحو الاستفتاء لأنهم حاصرونا في زاوية ضيقة ولم يفهموا يوما طموحات الكرد وأحلامهم وأمانيهم وأهدافهم".

 

وأضافت: "لسنا أعداءً لأحد ولم تدخل قواتنا مساحة جغرافية للغير بل نحن حافظنا عليها من الإرهاب والإرهابيين، أما قولهم بتطبيق الدستور الذي تحول إلى قميص عثمان فإنهم أول من اخترقه  وليس الكرد وعودتهم إلى الدستور  ضرورية إن كانوا يطمحون إلى إيجاد حلول جذرية وناجحة لهذه الأزمة ومنها الإسراع في تطبيق المادة  ( ١٤٠ ) التي وضع لها الدستور سقفاً زمنياً محدداً  وتغافلوا عنه وأعاقوه ! 

 

أخيراً يبدو من عدم استجابتهم ومناوراتهم في موضوع الحوار أيضاً ما يجعلنا مقتنعين بأن ذلك كله كان سيحدث مع استفتاء أو بدونه، بل إن الأمر أبعد من كونه استفتاءً يعكس مطلباً شعبياً.

عناصر للبيشمركة الكردية

 

تجدر الإشارة إلى أن إقليم كردستان العراق أجرى، في 25 سبتمبر الماضي، استفتاء للانفصال عن العراق، على الرغم من الاعتراضات الإقليمية والدولية، ما أدّى إلى تأزّم الأوضاع، واتخاذ بغداد قراراً باستعادة السيطرة على كافة المناطق التي كانت قوات البيشمركة الكردية قد سيطرت عليها بعد العام 2014، أثناء المعارك ضد تنظيم "داعش".

 

ولم تتوقف حكومة العبادي عند حدود 2014، وإنما طالبت الأكراد بالعودة إلى حدود ما قبل غزو العراق 2003، وأيضاً السيطرة على كافة المنافذ الحدودية والمطارات، وتصدير النفط.

 

ومع تأزم الموقف بين كردستان وبغداد، اعتذر رئيس الإقليم مسعود بارزاني عن استمراره في منصبه، ونقل كافة صلاحياته إلى رئيس حكومة الإقليم نجيرفان البارزاني والبرلمان ومجلس القضاء، إلى حين إجراء الانتخابات العامة بالإقليم في الأول من يونيو العام المقبل.

 

وفي الأيام الأخيرة دعت قوى كردية للحوار مع بغداد، إلا أن الأخيرة أصرت على استمرار التصعيد العسكري ضد الإقليم في غالبية المناطق المتنازع عليها، وحول المدينة الكردية أربيل.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى