«هستيريا» التدخل الروسي تصل كتالونيا.. موسكو تنفي وإسبانيا تتوعد بكشف الأدلة

 انضمت اسبانيا إلى قائمة متهمي روسيا بالتدخل في سياساتها الداخلية من خلال التلاعب بمواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية، وذلك عبر الحديث عن رصد موجة من الدعاية التي مارستها جهات روسية خلال التصويت على استقلال إقليم كتالونيا، في حين وجهت رئيس الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، رسالة اتهام واضحة لروسيا بتحويل المعلومات إلى سلاح.
 

ونفت روسيا، الأربعاء ، اتهامات إسبانيا لها بأنها تدخلت بأزمة استقلال كاتالونيا عبر نشر "معلومات مضللة".
 

النفي الروسي

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن "السلطات الإسبانية وحلف شمال الأطلسي والصحف لم تأتِ بحجة واحدة ذات قيمة لدعم هذه الادعاءات".
 

وأضاف: "نعتبر أن هذه الادعاءات لا أساس لها، وهي على الأرجح استمرار متعمّد أو غير متعمد لذات الهستيريا التي تجري في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى" ، بحسب " أ ف ب".


وتواجه روسيا سيلاً من الاتهامات بالتدخل في سلسلة من الأحداث السياسية المؤثرة، بينها التصويت في بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي.
 

الاتهامات الأسبانية

وأثارت إسبانيا، الاثنين الماضي، مسألة "المعلومات المضللة والتلاعب" الصادرة من روسيا خلال أزمة استقلال كاتالونيا في اجتماع لوزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي.


وقال وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس حينها: "سأثير مسألة كيفية تطور المعلومات المضللة والتلاعب الذي أحاط بالاستفتاء والأحداث التي تعاقبت في كاتالونيا".


أما وزيرة الدفاع الإسبانية ماريا دولوريس دي كوسبيدال فأكدت أنه من الواضح أن الكثير من الرسائل على مواقع التواصل الاجتماعي المحيطة بأزمة كاتالونيا كانت صادرة من الأراضي الروسية، رغم أنه لا يزال من الضروري التثبت من ارتباطها بالكرملين.


في حين أضاف مسؤول أسباني آخر إن الاستخبارات المحلية رصدت ما وصفها بـ"حملات دعائية" تتعلق بمعلومات مغلوطة عن استفتاء كتالونيا مصدرها روسيا وفنزويلا.


وكانت عناوين من نوع "مسؤولو الاتحاد الأوروبي يؤيدون العنف في كتالونيا" و"القوى العظمى تتحضر لحرب في أوروبا" قد غزت وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب نشر الحكومة الأسبانية لقواتها في إقليم كتالونيا بعد الاستفتاء على الانفصال، وقد قال الوزير الأسباني، داستيس، إن 50 في المائة من الحسابات الإلكترونية المشاركة في الحملات مصدرها الأراضي الروسية، في حين أن 30 في المائة منها مصدرها فنزويلا.


"هستيريا" لإبعاد أنظار الناخبين

لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رأى أن مدريد تحاول ابعاد الأنظار عن أسوأ أزمة سياسية تعصف باسبانيا منذ عقود.


وقال خلال مؤتمر صحافي في موسكو الأربعاء "إنهم على الأغلب ينظمون هذا النوع من الهستيريا الفاضحة والمثيرة لإبعاد أنظار ناخبيهم عن عجزهم على حل هذه المشكلات في الداخل".
 

وأضاف: ويمكن تفسير هذا التصرف بوجود مشاكل داخلية كثيرة في مدريد أو لندن وغيرها من العواصم حيث تظهر مثل هذه التهم" ، بحسب "روسيا اليوم".

وأضاف لافروف القول: "هذه الهيستريا الساخنة المهولة على الأغلب تثار من أجل تحويل اهتمام الناخبين هناك عن عدم قدرة سلطات تلك الدول على حل المشاكل الداخلية".
 

من جانبه تطرق السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف إلى نفس الموضوع وقال إن مزاعم "تدخل روسيا في كتالونيا" عارية عن الصحة وعديمة الأساس وليست إلا استمرارا للهيستريا المعادية لروسيا التي بدأت في الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى.
 

وأضاف ممثل الكرملين: "لم تتمكن لا سلطات إسبانيا ولا الناتو من تقديم أية حجة جديرة بالثقة لصالح مصداقية هذه المزاعم".


لندن تحذر

وفي بريطانيا، وجهت رئيسة الوزراء، تريزا ماي، رسالة عالية النبرة لروسيا، قالت فيها إن موسكو تخطط لـ"تحويل المعلومات إلى سلاح" من أجل ضرب المؤسسات الغربية وزعزعة استقرارها. وتوجهت ماي إلى الروس بالقول: "نعلم ما تقومون به.. ولكنكم لن تنجحوا".
 

وبحسب رئيسة الوزراء البريطانية، فإن روسيا، ومنذ ضمها لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا، تشن حملة لـ"التخريب والتجسس الإلكتروني" على الغرب من خلال زرع أخبار كاذبة والتدخل في الانتخابات، مضيفة أن بريطانيا "ستفعل كل ما هو ضروري لحماية نفسها" كما ستفعل الأمر نفسه مع حلفائها.


يذكر أن  المحكمةالدستورية الإسبانية، أبطلت في وقت سابق من الشهر الحالي، إعلان الاستقلال الأحادي الجانب لكتالونيا الذي اعتمده برلمان الإقليم في 27 أكتوبر، وفق ما أعلنت متحدثة باسم المحكمة.
 

وقالت المتحدثة، في ختام الجلسة التي أصدر فيها القضاة حكمهم، إن "إعلان الاستقلال في 27 أكتوبر يعتبر باطلاً وغير دستوري".
 

وأقالت مدريد رئيس كتالونيا كارلوس بوجيديمونت عقب الاستفتاء وتجاهلت قرار برلمان الإقليم الذي صوت لصالح الانفصال بأغلبية أعضائه.
 

وصوت 70 عضوا من برلمان الإقليم على الانفصال بينما عارضه 10 أعضاء، وامتنع أعضاء من الأحزاب القومية عن التصويت.
 

ونهاية أكتوبر الماضي، أعلنت الحكومة المركزية الإسبانية، عزل حكومة كتالونيا، ومديري الشرطة المحلية عن مناصبهم، وتعيين وزراء لها، لتولي مهام حكومة الإقليم عقب حلها، في خطوة مضادة لإعلان الإقليم الانفصال من جانب واحد.
 

والأسبوع الماضي، أمرت المحكمة العليا، بحبس 8 أعضاء في حكومة كتالونيا المقالة، تمهيدًا لمحاكمتهم، على خلفية تهم بـ"التمرد والتحريض وإساءة استخدام الأموال العامة".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى